الوطن

لا بد من حلول لأزمة تشكيل الحكومة

} عمر عبد القادر غندور*

في مثل هذا الأفق المقفل على الحلول السياسية والاقتصادية والمعيشية والمالية والصحية والمجتمعية والوبائية، لا يتفضّل علينا أحد بالموعظة والتنظير والنصيحة والمشورة، وخصوصاً من السياسيين المشتغلين في الحقل العام، وبعض الإعلام الهابط.

الساحة اللبنانية حبلى بجميع أنواع الفيروسات والخلافات المستشرية والقنابل الموقوتة وانعدام الثقة بين المكوّنات، ولا يتطوّع أحد ليقنعنا بأنّ الخلافات المستعرة بين محتكري السلطة، هي في سياق الخدمة العامة على بذل الأحسن والمفيد والأكثر نجاعة في خدمة الدولة والوطن، بل هي خلافات وتنازع على تقاسم الحصص والمنافع الشخصية والفئوية والطائفية والحزبيةوالشخصانية!

صحيح أنّ لبنان أدمن على هذه الأوبئة والأزمات، ولكن ما وصل إليه اليوم من سوء وانحدار وانهيارات ومرض وإفلاس وجوع يطرق أبواب غالبية اللبنانيين لم يكن مسبوقاً بهذا الشكل المريع، وهو اليوم أشبه بغرفة إنعاش ليس فيها كهرباء ولا أوكسيجين ولا أطباء ولا ممرّضين حتى ولا أدوية منتهية الصلاحية!

مع ذلك لا ينبغي لنا أن نيأس ونفقد الأمل بوطن ليس لنا سواه، وأن نحاول ونصرّ على المحاولة كلٌّ في نطاق قدرته المتاحة للخروج من أنفاق أزماتنا، ولا بدّ من ايجاد الحلول اللازمة لفكفكة العقد الشيطانية ولأزمة تشكيل الحكومة وتضييق الفجوات أولاً قبل ردمها بين قصر بعبدا والرئيس المكلف، وضرورة إحياء المساعي الخيّرة المتوقفة لتقريب وجهات النظر والارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية، وهي مسؤولية الجميع فيها سواء، وبالتالي قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر لدى بعض الإعلام الهابط الساعي الى السبق الصحافي حتى ولو كان على حساب المصلحة الوطنية، ونرجو المجلس الوطني للإعلام ونقابتي الصحافة والمحررين التدخل في هذا الشأن.

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى