الوطن

انطلاق الجولة الخامسة للجنة الدستوريّة السورية في جنيف وارتقاء شهداء للجيش في هجوم إرهابي من قاعدة التنف

موسكو ستعارض المناقشات المغلقة في مجلس الأمن لملف الكيميائيّ.. إحباط محاولة تفجير دراجة ناريّة مفخّخة وسط درعا

انطلقت في مقر الأمم المتحدة في جنيف، الاثنين، اجتماعات الجولة الخامسة للجنة المصغرة المنبثقة عن الهيئة الموسعة لمناقشة الدستور بمشاركة الوفد السوري الرسمي والوفود الأخرى، وستستمر أعمالها حتى نهار الجمعة المقبل.

وأفادت مصادر بأن اللجنة الدستوريّة ستبحث في هذه الجولة المبادئ الاساسية للدستور، مؤكدة أن الجلسة تنعقد بغياب ممثلي منصتي موسكو والقاهرة..

من جهتها نقلت وسائل إعلام سورية عن رئيس الوفد الوطني الدكتور أحمد الكزبري قوله: «إن المباحثات تناولت مواضيع عدّة منها المبادئ الوطنية وملف عودة اللاجئين ورفض أي مخطط انفصالي للأراضي السورية إضافة إلى الملف الإنساني وضرورة المعالجة العاجلة له».

يأتي ذلك بعدما أعرب المبعوث الأممي الخاص بسورية  غير بدرسون، مساء الأحد، عن أمله في تحقيق بعض التقدم للانتقال من مرحلة إعداد إصلاح دستوري إلى صياغة إصلاح فعلي للدستور.

بيدرسون وصف الهدوء الذي تشهده سورية في الأشهر الأخيرة بأنه «هشّ»، وحذر من أن الوضع يستدعي «مفاوضات حقيقية»، لأنه قد ينهار في أي لحظة.

وكانت الجولة الرابعة للجنة الدستورية السورية قد اختتمت في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي من دون تحقيق نتائج ملموسة، بالرغم من أن بيدرسون كان قد أعرب وقتها عن سعادته بأن أطراف المحادثات توصلت «لأول مرة» إلى اتفاق بشأن جدول الأعمال وموعد الاجتماع المقبل (الحالي) للجنة.

إلى ذلك، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن بلاده ستعارض محاولات العودة إلى المناقشات المغلقة في مجلس الأمن الدولي حول موضوع ملف الكيميائي في سورية.

وقال نيبينزيا لوكالة تاس إن «المملكة المتحدة بصفتها رئيسة مجلس الأمن الدولي في شباط المقبل تقترح العودة إلى مناقشة هذا الموضوع خلف أبواب مغلقة أي من دون بث عبر الفيديو وأيضاً من دون مشاركة ممثل سورية لكننا سنعترض على ذلك».

وأضاف نيبينزيا: «بمبادرتنا أصبحت هذه الجلسات مفتوحة ولا نرى لماذا يجب عليهم الاختباء عن عامة المجتمع»، مؤكداً أن المجتمع الدولي يجب أن يكون على معرفة بما يدور حول ملف الكيميائي في سورية لذلك سوف نصرّ على أن يكون الاجتماع مفتوحاً.

وأدانت سورية في الخامس من الشهر الحالي الضغوط الغربية الرامية لإرغام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ودول أعضاء فيها على اعتماد مشروع قرار فرنسي غربي يزعم زوراً وبهتاناً «عدم امتثالها» لالتزامها بموجب اتفاقيّة الحظر، مؤكدة أن أي قرار سيصدر عن المجلس التنفيذي استناداً لفبركات «فريق التحقيق وتحديد الهوية» هو قرار مسيّس يهدف إلى إلصاق تهمة استخدام أسلحة كيميائية بسورية وتبرئة الإرهابيين ورعاتهم كما جدّدت الشهر الماضي التأكيد على وجوب إغلاق ملف الكيميائي فيها بشكل نهائي وإخراجه من دائرة الألاعيب السياسية والتضليل الإعلامي بعد إيفائها بكل الالتزامات المترتبة على انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013.

ميدانياً، وعلى وقع هذه المفاوضات، شنت خلايا تنظيم داعش الإرهابي هجوماً جديداً على حافلة مبيت للجيش السوري على طريق دير الزور دمشق، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة مصابين، وذلك بالتزامن مع عملية تمشيط يجريها الجيش السوري بالتعاون مع الطيران الروسي في المنطقة.

وفي التفاصيل، هاجم مسلحون من تنظيم «داعش»، حافلة مبيت للجيش السوري بالقرب من منطقة المالحة على طريق دير الزوردمشق.

ووفق مصدر عسكري في ديرالزور، فإن الهجوم أدّى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة 12 آخرين، مؤكداً أن «آليتين تابعتين لتنظيم داعش سلكت الطريق الصحراوي بين التنف وطريق دير الزور، ونفذوا هجومهم انطلاقاً من هذه المواقع».

وكشف المصدر، عن «ملاحقة الجيش والطيران السوري للمهاجمين وتمكنهم من تدمير ألية لهم وإعطاب أخرى، وقتل غالبية المهاجمين».

كما اتهم المصدر، التحالف الأميركي بدعم هذه الهجمات التي تنطلق بالقرب من المناطق التي يحتلها في منطقة التنف، معتبراً أن واشنطن تريد إحياء تنظيم «داعش» في البادية من جديد، من خلال نقل أعداد جديدة من مسلحي التنظيم إلى المنطقة».

ولفت إلى «جاهزية الجيش السوري وقدرته على صد كافة الهجمات وضمان سلامة المدنيين».

إلى ذلك، شهدت مدينة الحسكة نشاطاً ملحوظاً للطيران الأميركي في الأسابيع الماضية، مع نشاط مماثل في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.

وأكدت مصادر مطلعة أن «مروحيات أميركية قامت مؤخراً بنقل العشرات من سجناء داعش في سجون قسد في غويران والصناعة بالحسكة والشدادي، باتجاه الحدود السورية/ العراقية، ومنطقة التنف».

واتهمت المصادر ذاتها، التحالف بإطلاق سراح «داعش» لشنّ هجمات على مواقع الجيش السوري والمقاومة العراقية على الحدود السوريةالعراقية».

وتشهد الحدود السورية/ العراقية تصاعداً لافتاً في الهجمات على الجيشين السوري والعراقي والحشد الشعبي في الآونة الأخيرة.

كما تشهد باديتي البلدين هجمات متصاعدة لخلايا داعش، فيما يبدو أنها محاولة من التنظيم لاحياء مشروعهم، والإعلان عن «إمارات» جديدة له في المنطقة.

وفي سياق متصل، أحبطت وحدات الهندسة في الجيش السوري محاولة تفجير دراجة نارية بعبوة ناسفة وضعت أمام محطة محروقات الشعب وسط مدينة درعا كما أحبطت محاولة أخرى لزرع عبوة بسيارة في حي شمال الخط من دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين.

قائد شرطة المحافظة العميد ضرار الدندل قال، إن عناصر في الجيش اشتبهوا صباحاً بأحد الأشخاص كان يضع عبوة ناسفة بأسفل سيارة مركونة في حي شمال الخط وأطلقوا النار عليه ما أسفر عن مقتله، مشيراً إلى أنه تم تفجير العبوة في مكانها نظراً لعدم قابليتها للتفكيك دون وقوع أي إصابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى