الوطن

دمشق وموسكو: مواصلة الجهود لتأمين عودة اللاجئين السوريين إلى قراهم ومدنهم المحرّرة

الجيش السوريّ يؤمن طريق دير الزور – تدمر.. وواشنطن ترى أن «قسد» لن تستطيع وحدها حماية عشرات الآلاف من سجناء «داعش»

استعرض المشاركون في المؤتمر الصحافي السوري الروسي المشترك الذي عقد في دمشق أمس، الجهود المبذولة من قبل الجانبين لإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة من الإرهاب في سورية وإعادة اللاجئين والمهجّرين والمعوقات التي تواجهها بسبب الحصار الاقتصادي الغربي المفروض على سورية.

وبيّن وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن الدولة السورية تواصل جهودها من أجل عودة المهجرين السوريين إلى أماكن استقرارهم وإنهاء المعاناة التي يعيشونها في دول اللجوء وتعمل على تأمين متطلبات عودتهم من إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة من الإرهاب وتفعيل كل الخدمات في المناطق المحررة وتأمين احتياجات المواطنين.

وقال إنه على الرغم من الإجراءات القسريّة أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الشعب السوري أنجزت الحكومة السورية منذ بداية العام الحالي العشرات من المشاريع الخدميّة في مختلف المحافظات التي تسهم في عودة المهجرين مثمناً العمل المشترك مع روسيا في كل الأصعدة بدءاً من مكافحة الإرهاب وصولاً إلى السعي الدؤوب لإعادة اللاجئين السوريين.

وتحدث الوزير مخلوف عن معاناة الأهالي في مخيم الهول الواقع تحت سيطرة ميليشيا «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي والذي يقيم فيه حالياً أكثر من 60000 شخص معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن وكذلك ما يعانيه الأهالي في مخيم الركبان، حيث استقبلت الدولة السورية كل الذين سمحت لهم العصابات الإرهابية بمغادرة المخيم والبالغ عددهم أكثر من 20000 شخص حتى تاريخه وأمنت لهم كل ما يلزم من الإيواء المؤقت والرعاية الصحية والغذاء والتدفئة واللباس والوثائق الشخصية والسماح لمن يرغب بالمغادرة إلى المكان الذي يريد، مشيراً إلى ما يتعرض له اللاجئون السوريون في المخيمات في لبنان من حرق للمخيمات واعتداءات متكررة للتضييق عليهم وخاصة في هذه الظروف التي تشهد تفشي مرض كورونا.

وأوضح الوزير مخلوف أن الظروف الأقسى يعيشها السوريون في المخيمات في إدلب، حيث تنتشر العصابات الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال التركي والمرض والجوع والعوامل الجوية القاسية من دون تأمين أدنى حدّ من الاحتياجات، مبيناً أنه بالرغم من التحضيرات الكبيرة التي قامت بها الدولة السورية لاستقبال كل أبنائنا من خلال فتح المعابر في إدلب لتقديم كل ما يلزم للعائدين من إيواء وعناية وخدمات فإن العصابات الإرهابيّة المدعومة تركياً تشدد محاصرتهم وتمنعهم من العبور إلى الجانب المحرر.

من جهته قال معاون وزير الصحة الدكتور أحمد خليفاوي إن القطاع الصحي مستقر وسورية تتمتع بأمن صحي مقبول نتيجة الاستراتيجية التي تبنتها وزارة الصحة والخطط الموضوعة للحفاظ على الصحة العامة بالرغم من حجم التحديات التي فرضتها الحرب الإرهابية وما رافقها من حصار اقتصادي وعقوبات قسرية أحادية الجانب مفروضة عليها.

وأشار الدكتور خليفاوي إلى أن الوزارة سعت إلى خلق توازن بين مسارات عملها كافة من توفير الخدمات الطبية المجانية للمرضى وصولاً إلى ترصد الأمراض السارية وتركيب الأطراف الاصطناعيّة وإعادة تأهيل الجرحى وتأمين الأدوية النوعية للمصابين بالأمراض المزمنة والأورام مجاناً إضافة إلى تنفيذ حملات اللقاح، وبالتوازي مع هذه المسارات تعمل الوزارة على إعادة تأهيل وترميم مؤسساتها الصحية المتضررة بفعل الإرهاب وافتتاح مشافٍ وأقسام ومراكز جديدة في مختلف المحافظات.

وأوضح معاون وزير الصحة أن الصناعة الدوائيّة تعرّضت كما العديد من المنشآت الخدميّة والاقتصاديّة في البلاد إلى أضرار متباينة الحجم جراء الإرهاب وبالرغم من أن معامل الدواء سعت جاهدة للعودة إلى الإنتاج مع استقرار الأوضاع الأمنيّة إلا أن هذه العقوبات الغربية ضد سورية تركت تأثيراتها السلبية على هذه الصناعة من جهة الأصناف المنتجة ومصادر المواد الأولية والأسعار إضافة إلى امتناع الشركات متعددة الجنسيات عن التعامل مع الشركات السورية وسحب الشركات المانحة للامتيازات.

بدوره بين ممثل مركز التنسيق الروسي اللواء بحري صيتنيك فياتشيسلاف أن الجهود الأساسية خلال الشهر الحالي تركزت على إعادة إعمار البنية التحتية وعودة اللاجئين من الخارج وتنفيذ العمليات الإنسانية وتقديم المساعدة الطبية للسكان وإزالة الألغام.

وأشار فياتشيسلاف إلى عمليات التسوية المستمرة التي تتم في المنطقة الجنوبية، لافتاً إلى أن الاستقرار يتعزز في تلك المنطقة حيث ينظر المواطنون بإيجابية إلى عمليات التسوية التي تتم فيها وخصوصاً في درعا.

من جانبه أكد مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري اللواء حسن سليمان أن دعم بعض الأطراف الإقليمية والدولية للتنظيمات الإرهابية يشكل العائق الأساس أمام الجهود التي تبذلها سورية مع روسيا، مشيراً إلى أن تلك الأطراف «لا تريد عودة الأمن والاستقرار إلى كامل ربوع الأراضي السورية فذلك يتعارض مع أجنداتها الاستعمارية وأطماعها في منطقتنا بأسرها».

ولفت اللواء سليمان إلى استمرار الانتهاكات والجرائم بحق الأهالي في المناطق التي تحتلها قوات النظام التركي وتنتشر فيها التنظيمات الإرهابية شمال شرق وشمال غرب سورية، مشيراً إلى قيام قوات الاحتلال الأميركي ولا سيما الموجودة في قاعدة التنف اللاشرعية بتسهيل عبور إرهابيي «داعش» والتغطية على تحركاتهم في مناطق البادية السورية لشن هجمات ضد المدنيين على الطريق الدولية دير الزورتدمر وطريق أثرياالسلمية وذلك بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

ميدانياً، أفاد مصدر عسكري بمقتل 8 إرهابيين خلال تأمين وحدات من الجيش السوري الطريق الدولية دير الزورتدمر تأميناً كاملاً أمام حركة المواطنين.

وأضاف المصدر، أنه تمّ تدمير عربتي بيك آب مزودتين برشاشات ثقيلة.

يأتي ذلك بعد عملية تمشيط واسعة والقضاء على مجموعة مسلّحة استهدفت في الفترة الأخيرة حافلات المدنيين والعسكريين على تلك الطريق في منطقة الشولةكباجب.

وكان مصدر عسكري سوري أعلن القضاء على مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي هاجمت طريق ديرالزوردمشق واعتدت على حافلات مدنية وعسكرية خلال الفترة الماضية.

وأفاد مصدر عسكري بأن «وحدات الجيش نفذت عمليات تمشيط لتعقب وملاحقة فلول داعش في البادية التي تربط ديرالزور بتدمر وتحديداً بين منطقتي الشولا وكباجب»، مضيفاً أن «الجيش تعقب هذه المجموعات ونصب لهم كميناً جنوب حقل التيم في عمق بادية ديرالزور».

على صعيد آخر، أعلنت الولايات المتحدة، أن قوات سورية الديمقراطية «قسد» لن تتمكن وحدها من حماية عشرات الآلاف من سجناء «داعش» وعوائلهم الذين ما يزالون تحت سيطرتها.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، عبر بريد إلكتروني لشبكة «رووداو» الإعلامية إن «قوات سورية الديمقراطية كانت لها حصة الأسد في الحرب ضد الإرهاب، وسيبقون شركاء أقوياء لنا».

وبشأن موقف الإدارة الأميركية الجديدة من الأوضاع في شمال شرق سورية، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن «قسد لن تتمكن من الاستمرار في قطع دابر الإرهاب، أو حراسة عشرات الآلاف من سجناء «داعش» وعوائلهم الذين ما يزالون تحت سيطرتها وحدها»، مضيفاً أن «أميركا تتعاون عن قرب مع شركائها مثل «قسد» والمجتمع الإنساني، وفرق المجتمع المدني في شمال وشرق سورية».

وكانت الإدارة الأميركية الجديدة أكدت على «دعم أمن واستقرار شمال شرق سورية»، وقالت إنها «تريد لشعب سورية مستقبلاً أفضل»، بحسب تعبيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى