حديث الجمعة

«عشق الصباح»

بوح الروح من وحيّ الذاكرة..

هكذا أجدني كلما تثاقلت أوجاع الدنيا ألجأ للكتابة وأشعر بأن روحي موزعة كهذه النوارس التي يتوزّعها شاطئ البحر على اتساع لا متناهٍ من الماء.

مهيب موجك يا بحر وكم يختزن من أسرار العشاق وحكايات الصيادين والمتعبين وهموم الطيبين؟

يا نجمة الصبح وأحلامي

وأنت تكبرين مع الأيام وتزدادين نضوجاً وثقافة ومعرفة بهية تأتلقين سلّم العلم إلى الضوء بفرح نقي كبياض الثلج حين تهاطل في ذلك الفجر من شهر شباط على الشام فمنحها آية من الجمال لطبيعة خلابة ساحرة هي الشام عشق يسكنني ابداً

يومها شعرت بأن الدنيا على اتساع جهاتها ترتدي عباءة الفرح ووقد تضاحك البدر المنير وأشرقت شمس النهار متوهجة بالدفء والحب على العالم كله”…

كيف أنسى إشراق ابتسامة وجهك مع الضوء صافياً كقطرات الندى المتسلسلة على مهلها فوق ورقات الورد الجوري وعلى كف الياسمين والحبق فكنتِشذىأيامنا الباقيات أنا وأمك عليا التي منحتك طيبتها وانشغالها بالعائلة واهتمامها بتفاصيلنا اليومية من الحزن والفرح

يا حبيبتي: كلما باعدت بيننا المسافات يحملني إليكِ الخيال فيصير حالي كحال ناسك زاهدفلا زاد لي إلا الحب ومحبرة وكلمات

ها أنا في غربة الحياة غريب هائم على وجهي

أطوف على سفوح يسكنها الزيتون والشهداء وأمضي إلى القمم العاليات حيث السنديان وينابيع عذبة تتدفق إلى سهول القمح الممتدّة حتى أطراف الباديةلم أزل مع كل فجر أشعل مجمرة البخور وأقيم صلوات عشقي على كتف البحر.. أتعلم من تجارب الدنيا كيف أتجاوز الهموم والأوجاع والخطوب إلى الحياة؟

وحين تطلع الشمس أرى في عينيك فرح الحياة؟!

حسن إبراهيم الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى