عربيات ودوليات

طهران تنفي صحة التسجيل المنسوب لظريف بشأن إسقاط «بوينغ» الأوكرانيّة وتدعو جيرانها إلى الحوار وتطالب إدارة بايدن بالإصلاح.. وإلا!

 

نفت طهران صحة تسجيل «مسرّب» منسوب لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف يرجّح فيه إمكانية إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية أوائل العام الماضي «عمداً جراء عملية تخريبية».

وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، للصحافيين أمس، بأن «ما جاء في الخبر الذي نشرته قناة (سي بي سي) الكندية ليس سوى مزاعم غير صحيحة لا يمكن الاعتماد عليها»، مشدداً على أن «العديد من التصريحات المنسوبة إلى ظريف ضمن هذا الخبر تتعارض بشكل أساسي مع أدبيّاته، والادعاء بوجود مثل هذا الشريط الصوتي غير صحيح».

وأقر خطيب زادة بأن «ظريف في الاتصالات التي أجراها في الأسابيع التي أعقبت حادثة إسقاط (بوينغ) شدّد على ضرورة بحث كل الاحتمالات الممكنة حول أسباب وظروف الكارثة، وربما كانت بينها إمكانية التداخل الإلكتروني الخارجي أو وجود عناصر تخريبية».

وحث المتحدّث الإيراني السلطات الكندية على «الكفّ عن زيادة حزن عوائل ضحايا الكارثة الـ176 من خلال نشر الشائعات وتسييس الموضوع»، مضيفاً: «ننصح حكومة كندا بالتصرّف بشكل مهني بدلاً من الخلافات العقيمة، وإذا كان لديها رأي، فعليها تقديمه في شكل تقرير تخصصيّ عن الحادث».

وأعرب خطيب زادة عن «التزام الحكومة الإيرانية الثابت بتعهداتها الدولية وحقوق أسر ضحايا الكارثة»، مضيفاً أن «طهران تنفذ التزاماتها ومتطلباتها الدولية خطوة بخطوة بما يتماشى مع القوانين المحلية والدولية».

واعترفت السلطات الإيرانية، بعد أسبوع من تحطّم «بوينغ الأوكرانية التي كان على متنها عشرات الكنديين في الثامن من كانون الثاني 2020، بأن الطائرة أسقطت بالخطأ، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران، خلال تحليقها فوق موقع عسكري تابع للحرس الثوري، وذلك في ذروة تصعيد بين طهران وواشنطن في المنطقة.

في سياق منفصل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «إيران مستعدة للتعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة مع جيرانها»، داعياً للاستفادة من «فرصة الحوار».

وحذّر ظريف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة بايدن، من أن «النافذة الحالية ستغلق بسرعة، وأن إيران ستتخذ إجراءً جديداً ردّاً على عدم التزام الولايات المتحدة وأوروبا بتعهداتهم في الاتفاق النووي».

جاء موقف ظريف في رسالة عبر الفيديو بمناسبة الذكرى الـ42 لانتصار الثورة الإسلامية، وقال: «منذ 42 عاماً انتصر شعبنا في ثورة شعبية عظيمة، وعلى عكس الانتفاضات المماثلة الأخرى في تاريخ العالم، فإن ثورتنا الإسلامية رغم نجاحها لم تعتمد على القوى الأجنبية ولم تكن بقيادة أي من الجماعات المسلحة».

وأضاف ظريف، أن «سعي الشعب الإيراني خلال 100 عام الماضية لتقرير مصيره وتحقيق حكم مسؤول قد تحقق رغم كل العقبات، بما في ذلك المؤامرات الخارجية، والاعتماد فقط على قوة الشعب»، وأردف «لقد قطعنا شوطاً طويلاً منذ ذلك الحين ولن نتوقف عن التحرك نحو تحقيق مثلنا العليا».

وتابع، «لقد مكّننا ذلك من الحصول على أوسع بنية تحتية صناعية محلية للعلوم والتكنولوجيا المحلية، وواجهنا أكبر وابل من الإرهاب الاقتصادي في التاريخ الحديث».

كما تناول وزير الخارجية الإيراني العقوبات الأميركية على بلاده، في الوقت الذي تكافح فيه الدول هذا الوباء وقال، «حتى في جائحة كوفيد -19، لم توقف الإدارة السابقة هجماتها المخالفة للقانون على الإيرانيين العاديين، فقد راهن ترامب على أسطورة أن إيران دولة يمكن إجبارها على الاختيار بين الانهيار والاستسلام، لقد رأينا جميعاً نتيجة هذا الرهان».

وختم ظريف: «لكن الحقيقة أن ترامب لم يكن الأول ولا الثاني، بل الرئيس السابع على التوالي للولايات المتحدة الذي يضع مثل هذا الرهان».

من جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في ذكرى الثورة، «انتصرنا بمواجهة العقوبات»، مضيفاً أن «إحدى أهم إنجازات الثورة التي قادها الإمام الخميني هو تأسيس الجمهورية الإسلامية»، مشيراً إلى أن «العالم اليوم مدين لإيران بأمنه، ومع زوال ترامب لديه دين أيضاً للشعب الإيراني».

وشدّد روحاني على أن «إيران اليوم مقتدرة من النواحي العسكرية وأكبر قوة دفاعيّة في المنطقة».

وحول الاتفاق النووي، أكد الرئيس الإيراني استعداد بلاده لـ»تطبيق التزاماتها في الاتفاق إذا عادت الدول الأخرى إلى التزاماتها»، مشيراً إلى أنه «لو خرجنا من الاتفاق بعد انسحاب واشنطن منه لكان ترامب قد حصل على ما كان يريد».

وكان قد أكد المرشد الإيراني السيد علي خامنئي أيضاً، أن «على واشنطن رفع العقوبات مقابل عودتنا إلى التزاماتنا بالاتفاق النووي».

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جِن ساكي، نفت في 9 شباط الحالي ما نسب إلى الرئيس جو بايدن «لم يقل بالضبط» ما نسب إليه خلال المقابلة المتلفزة مع شبكة «سي بي أس»، والتي جاء فيها أن «الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات المفروضة على إيران».

وأوضحت أن «الإدارة كانت ستعلن عن سياسة جديدة بطريقة مختلفة، عن ثمة إيماءة بالرأس»، مشيرةً إلى أن «موقف الرئيس لم يتغير عما سبق، فإن تمّ التثبت من التزام إيران التام بتعهداتها المنصوص عليها فإن الولايات المتحدة ستأخذ منحىً مماثلاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى