أخيرة

مِحبرَة جوزف حرب ممتلئةٌ بالشعر والحب والشوق والحنين

} د. جمال شهاب المحسن *

في رحاب الذكرى السنوية السابعة لوفاة الشاعر اللبناني والعربي الكبير جوزف حرب أقول:

عُصورٌ،

ودُهورْ

سيبقى اسمُكَ

والبحورْ

أنتَ الشعرُ والشعورْ

أنتَ الفكرُ والزهور

أنتَ الحبُّ

مسطورٌ

مسطورْ

في قلوبِنا

 وأرواحِنا

بالحنينِ

 والحبورْ

ما زال العصفورُ يُغنّي

ألحانَ الطيورْ

ويُنشِدُ

الكونَ

في أبعادِهِ

والدهورْ .

لقد كان الشاعر العبقريّ جوزف حرب الذي غنّت له المطربة العظيمة فيروز صاحبة الصوت الخالد والنادر العديد من القصائد منها «لبيروت» و«حبيتك تنسيت النوم» و«لما عالباب» و«ورقو الأصفر شهر أيلول» و«أسامينا» و«اسوارة العروس» و«زعلي طوّل» و«بليل وشتي» و«خليك بالبيت» و«رح نبقى سوا» و«فيكن تنسو» و«البواب» و«يا قونة شعبية» و«يا دارة دوري فينا» … إلخ، ولحّن له الرحابنة ولا سيّما الموسيقار زياد الرحباني كما لحّن له الموسيقار فيلمون وهبي والموسيقار المصري الراحل رياض السنباطي (إلى الآن لم تصدر الأغنيتان بصوت فيروز) ..  والذي له العديد من الدواوين الشعرية الرائعة ومنها (المِحبرَة 1725 صفحة) ، ينطلق في إبداع الكتابة وكتابة الإبداع معبّراً عن روحه وانتمائه الأصيل لأرضه وجذوره وعن آمال وحكايات الناس الطيبين البسطاء الذين لم يلتفت إليهم إلا النزْر القليل من رجال الفكر والسياسة والقلم في مجتمعاتنا

يا أيها الأحباء، لاحظوا معي روح جوزف حرب المرتبطة بالجذور وبالبسطاء الشجعان والشعراء حين يقول :

ما كان في الأرضِ بدائيونَ،

كان الكلُّ فيها

بسطاءْ،

كانوا جميعاً

شعراءْ

كالماءْ،

كالعشبِ، كالأشجارِ، كانوا، كالهواءْ.

كانوا قليلاًسعداءْ

ليس لهم مرتَّبٌ، ولا نشيدٌ وطنيٌّ، وبلا إرثٍ يعيشونَ. وفي أجسادهم حريةُ الريحِ التي هبَّتْ على صَفصافةٍ خضراءْ .

ولم يكونوا رَغمَ هذا الغامِضِ

الساكنِ في أيامهمْ

جبناءْ.

عاشوا على الرؤيا، وسِرِّ الحَدْسِ والصورةِ ، والإيقاعِ، والعوذة، والطَّوطَمِ. ذابتْ روحُهم في الشعر قبل اللغةِ،

الأولى،

وقبل الخَطِّ،

والأسماءْ.

يا

أيها الأحباءُ والآتونَ، ما الأرضُ

سوى خرابِها، إنْ لم تعودوا مثلما كنتم جميعاً

شعراءْ .

ويبقى أن نشير إلى أن الأمين العام السابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين الشاعر العظيم جوزف حرب كان يحب سورية حبَّاً فوق التصوُّر وفوق العادة ويركّز على عمق العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين سورية ولبنانوكان مقاوماً واضحاً ثابتاً في هذا الموقف المشرّف ..

محبرة جوزف حرب ممتلئةٌ بالشعر والحب والشوق والحنين، لذلك لا يمكن لنا في هذه العجالة أن نغرفَ منها إلّا القليل

 

*إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسيّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى