أولى

مأرب مفتاح اليمن

قد لا يعرف الذين لا يتابعون عن قرب أحداث اليمن أو تغيب عنهم جغرافية اليمن أن محافظة مأرب تشكل مفتاح مستقبل اليمن السياسي والعسكري، فنصف اليمن الجغرافيّ الذي تشكله محافظتا المهرة وحضرموت محيّد عن الصراع السياسي والعسكري بحكم وضعها على حدود عُمان وقرار العشائر فيها بعدم الانخراط بالصراعات، ونظراً لضعف الكثافة السكانيّة فيها، بينما جنوب وشمال اليمن يتربطان بواسطة تحتل مكانة القلب تمثلها مأرب، ومن حولها محافظات مثل شبوة والجوف والبيضاء وأب وتعز تشهد تقاسماً للفريقين المتصارعين، سيكون حسمها سريعاً لصالح مَن يحسم مأرب التي تتوسّطها.

المعركة الدائرة حول مأرب تشهد رجحاناً كاسحاً لصالح أنصار الله والجيش واللجان، بعدما صارت المعارك على أبواب المدينة، وبدأت عملية التخوين وتقاذف الاتهامات بين مكوّنات حكومة منصور هادي، حيث يتحدث نائب رئيس البرلمان عن خيانة الأخوان المسلمين وتواطئهم في تسليم مأرب لأنصار الله.

اليمن سيكون قد حسم عملياً لصالح أنصار الله بعد السيطرة على مأرب بحيث تبقى مناطق الساحل الجنوبي التي لا تمثل أكثر من شريط رقيق قابل للسقوط تلقائياً ما لم تقرّر حركة أنصار الله تركه للاعتبار السياسي كأساس للحل الداخلي.

الصراخ حول مأرب يرتفع والجيش واللجان وأنصار الله يتقدّمون، والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية يشن غارات وحشية، لكنها لا تغير في اتجاه العمليات العسكرية بما يجعل الرضوخ لشروط أنصار الله طريقاً إلزامية لوقف الحرب الذي بات اليوم وقفاً لتدحرج كارثة فشل تاريخيّ للسعودية.

يبقى السؤال هل يُقدم حكام الرياض على قبول فتح المطار وفك الحصار ضمن صيغة لوقف النار وفتح باب الحل السياسيّ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى