مقالات وآراء

موسكو حول الاعتداءات الصهيونيّة: قد ينفد صبر سورية

استانة 15»، الدول الضامنة تدعم تهدئة إدلب.. والجيش السوريّ يقضي على مجموعة من «داعش» في حمص بمساندة روسيّة

 

دعا مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، «إسرائيل» لوقف هجماتها على سورية، مشيراً إلى أن روسيا تدعم الحوار بين الكرد والحكومة السورية.

وقال لافرينتيف، «آجلاً أم عاجلاً قد ينفد الصبر، ويكون هناك ردّ من قبل الجانب السوري، لذلك أدعو «إسرائيل» لوقف قصفها».

وأضاف لافرينتيف: «لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، ولكن لن نسمح باحتمال انهيار مؤسسات الدولة».

وبشأن التمركز الأميركي، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية إن «روسيا منفتحة على العمل مع الولايات المتحدة بشأن قضية التسوية السورية».

وأشار إلى أن «موضوع التعاون الدوليّ مهم جداً»، مضيفاً «نحن منفتحون على الحوار مع شركائنا الأميركيين، في حين أن موقف واشنطن من الملف السوري لم يتشكل نهائياً بعد، هناك حاجة لمزيد من الوقت، لكن نأمل في حوار بناء ومهتم معهم في المستقبل، إذا تم إظهار الاستعداد مع أحزابهم».

في الوقت نفسه، أشار إلى أن «موسكو لا تقبل الوجود العسكري الأميركي في سورية، الذي تعتبره غير قانوني، ولا تقبل، أيضاً، ممارسات الولايات المتحدة في نهب الموارد الطبيعية لسورية».

كما أعرب الدبلوماسي الروسي عن أمله في أن «تتكيّف الإدارة الأميركية الجديدة مع تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق».

وفي السياق نفسه، أشار كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي حاجي زاده إلى أن الدول الضامنة لعملية أستانة حول سورية، أعربت عن رفضها العقوبات الأحادية على دمشق.

وفي بيانها الختامي، دانت الدول الضامنة روسيا وتركيا وايران الهجمات الصهيونية على سورية، ووصفتها بأنها انتهاكٌ للقانون الدوليّ، مؤكدةً رفضها أيّ محاولاتٍ لخلق حقائق جديدةٍ داخل سورية بحجة محاربة الارهاب.

كما أعربت عن قلقها من زيادة نشاط المسلحين في إدلب، وندّدت بمصادرة بعض الأطراف عائدات النفط السوريّ.

الدول الثلاث أكدت كذلك رفضها التدخل الخارجيّ في عمل اللجنة الدستورية السورية.

وكانت المباحثات قد انطلقت الثلاثاء الماضي، في منتجع سوتشي الروسي. بمشاركة الدول الضامنة وحضور المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، وأيضاً حضوراً عربياً متمثلاً بكل من لبنان والأردن والعراق بصفة مراقبين.

«مباحثات أستانة» ناقشت ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والوضع الاقتصادي في سورية. كما تضمن جدول أعمالها مسائل دعم العملية السياسية في سورية.

وشهدت المباحثات في يومها الأول، اجتماعات ثنائية مغلقة للوفود وأيضاً اجتماعات ثلاثية لوفود الدول الضامنة.

 مشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، وأيضاً حضوراً عربياً متمثلاً بكل من لبنان والأردن والعراق بصفة مراقبين.

من جهته، كشف ألكسندر لافرنتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، أن واشنطن  رفضت دعوةً روسيةً للمشاركة في مباحثات أستانة.

وشدّد على أن عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف هو الوحيد الذي بإمكانه إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.

ميدانياً، أعلنت القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية أنها كشفت وكراً لتنظيم «داعش» في محافظة حمص، وتمّ القضاء على مجموعة من مسلحي التنظيم بتدمير شاحنتين لهم.

وقال ناطق باسم القوات الروسية: «نتيجة لعمليات الاستطلاع والبحث التي قامت بها القوات الحكومية السورية مدعومة بطائرات من دون طيار تابعة للقوات الجوية الروسية، تمكنت القوات السورية من قتل 4 مسلحين كانوا يستقلون سيارتي شحن صغيرتين تحملان مدافع رشاشة من العيار الثقيل، ويبدو أنهم كانوا مكلفين بحماية مخزن للأسلحة».

وأشار إلى العثور على «كمية من الأسلحة والذخيرة بما فيها الأطلسية، وحوالي 40 كيلوغراماً من المتفجرات، وأدوية ومواد غذائية في الوكر التابع لمسلحي داعش».

وأضاف: «منذ بداية العام ازداد نشاط المسلحين في المنطقة بشكل كبير ومن الأسباب المحتملة لتحرّكهم السري في المنطقة الصحراوية هي فرصة اللجوء إلى منطقة التنف التي يسيطر عليها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وفصائل المعارضة السورية المسلحة».

يُذكَر أن القوات المسلحة السورية غالباً ما تعثر على مخازن للأسلحة والذخيرة، حيث اكتشفت في ديسمبر الماضي 10 أوكار في محافظة درعا في وقت واحد، ومقراً تحت الأرض للمسلحين في محافظة إدلب.

وفي سياق متصل، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية عن رصده 32 عملية قصف من قبل تنظيم «جبهة النصرة»، في منطقة إدلب لوقف التصعيد شمال غربي سورية.

وقال نائب مدير المركز الروسي اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك في بيان له، إنه تم رصد 15 عملية قصف داخل محافظة إدلب، و10 في اللاذقية و3 عمليات في محافظة حلب و4 في حماة.

على صعيد آخر، ذكرت وكالة «أسوشيتيد برس» أن ما لا يقل عن 20 شخصاً بينهم نساء قتلوا في ظروف غامضة في مخيم «الهول» شمال شرق سورية والذي يضم عائلات لعناصر تنظيم «داعش».

وبحسب الوكالة، فقد ارتفعت أعداد الوفيات في الفترة الأخيرة في المخيم وأكثرها عمليات قتل غامضة، إذ قتل عنصر أمن بمسدس مزوّد بكاتم للصوت، وقتل آخر بالرصاص، وأصيب ابنه، وقطع رأس رجل عراقي، وغيرها من عمليات القتل التي تطال المسؤولين عن المخيم والأسرى من داعش وعائلاتهم واللاجئين في داخله.

وتقول وحدات تابعة لقوات «قسد» التي تدير المخيم أن أغلب عمليات القتل في الأشهر السابقة نفّذها مسلحو «داعش» بهدف الترهيب.

ومن بين 20 قتيلاً في الهول في يناير الماضي كان ما لا يقل عن 5 من القتلى من النساء من سكان المخيم، وفقاً لمركز معلومات لمجموعة ناشطين تتابع الأخبار في المناطق التي تسيطر عليها «قوات كرديّة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى