الوطن

انعقاد مؤتمر «متحدون ضد التطبيع» وكلمات أكدت التمسك بالقضية الفلسطينية والمقاومة لإسقاط موجة الخيانة

افتُتحت أول من أمس أعمال مؤتمر «متحدون ضد التطبيع» لرفض تطبيع دولٍ عربية مع كيان الاحتلال الصهيوني، ودعماً وتوحيداً للجهود مع الفلسطينيينوذلك بدعوة من  المؤتمر العام للأحزاب العربية والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي و«مؤسسة القدس الدولية» و«الجبهة العربية التقدمية» و«اللقاء اليساري العربي».

وشاركت في المؤتمر، الذي انعقد عبر تطبيق «زوم»، قوى وفصائل فلسطينية وأحزاب قومية.

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له خلال الافتتاح، أننا في حزب الله «لبنانيون وطنيون حتى النخاع ندافع عن وطننا وشعبنا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة،» مضيفاً  «نحن عروبيون مع فلسطين ونناصر فلسطين وندعم شعبها وأهلها بكل أنواع الدعم

وقال «نحن إسلاميون مع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع البلدان الإسلامية في مواجهة المشروع الأميركي، وعالميون مع المستضعفين في العالم، مع فنزويلا، نحن ندعم شعوب العالم ما استطعنا»، مشدّداً على أنَّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُهزم وهو علَّم المجاهدين في العالم كيف تكون التضحيات.

بدوره، أكَّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أنّ التطبيع العربي من شأنه أن يدفع إلى إذابة الهوية الفلسطينية خارج فلسطين، ويلاحق من تبقى من الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، بتطويعهم كأيدٍ عاملة تساعد في تعزيز قوة الكيان «الإسرائيلي» وهيمنته.

ولفت النخالة إلى أنَّ «ما سُمّي بـ «مبادرة السلام العربية» التي كشفت ظهر الشعب الفلسطيني منذ سنوات بحجج واهية وادعاءات كاذبة بدولة فلسطينية، أظهرت أنَّها لم تكن سوى جسر لتعبر عليه بعض دول المبادرة باتجاه العدو الصهيوني، متجاوزةً حتى قرارات شاركت فيها».

ودعا إلى «الوقوف سداً منيعاً أمام هذه الانهيارات، تحت شعار: متحدون ضد التطبيع».

من جهته، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية «أنَّ مبادئ مواجهة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، هي المقاومة، ثم الاتفاق على برنامج سياسي خارج إطار «أوسلو»، ثم العمل على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والمحدّد الرابع هو تعزيز الشراكة مع مكونات الأمّة».

وشدّد على أنّ «أولى هذه المبادئ هي المقاومة الشاملة بكل أشكالها»، مشيراً إلى أنَّ «أحد مظاهرها هو المقاومة السياسية والشعبية لمواجهة التطبيع». واعتبر «أن هذا المؤتمر يمثّل مقاومة نحن أحوج ما نكون إليها في هذا التوقيت».

وأوضح أن «المبدأ الثاني الذي يجب العمل عليه هو التوافق على برنامج سياسي خارج إطار اتفاق أوسلو وتجاوز العقود الثلاثة التي بدأت بمؤتمر مدريد، على أن يرتكز البرنامج السياسي على التمسك بالثوابت الوطنية، وعدم الاعتراف بشرعية المحتل، والمزاوجة بين العمل السياسي المنضبط والمقاومة الشاملة ويضع مواجهة التطبيع أحد أهم أولوياته».

وقال «العمل على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية هو المبدأ الثالث، حيث تلتزم الحركة بكلّ ما اتُفق عليه في القاهرة والعمل مع حركة «فتح» وجميع الفصائل الفلسطينية لإنجاز الانتخابات في مراحلها الثلاث، المجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني، والذي يعني إعادة إدماج شعبنا الفلسطيني في الخارج في معادلة القيادة والعمل في إطار مشروع التحرير والعودة ومواجهة التطبيع»، مؤكداً أنّ هذه الانتخابات لا تجري بمرجعيّة سياسيّة تستند إلى وثيقة الوفاق الوطني ومخرجات اجتماع الأمناء العامين، وهذه المرجعية لا صلة لها باتفاق أوسلو».

وأشار إلى أن «المبدأ الرابع هو تعزيز الشراكة مع مكونات الأمّة لأن الخطر لا يقتصر على القضية الفلسطينية، بل يتعداه إلى خطر حقيقي وجاد يستهدف المنطقة وشعوبها».

وألقى الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح  كلمة المؤتمرات الثلاثة: المؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية بتكليف من خالد السفياني ومجدي معصراوي.

ودعا صالح  إلى «العمل على عقد مؤتمر جامع بمشاركة هيئات مقاومة التطبيع في العالمين العربي والإسلامي وإيجاد صيغة تعاون مع هيئات المقاطعة الدولية تنبثق عنه هيئة متابعة وتنسيق لوضع برنامج مشترك وآليات عمل تؤمن تحقيق نقلة نوعية وفعّالة، لتفعيل دورها وتكثيف نشاطاتها وتحركاتها في جميع الأقطار».

وشدّد على أن «لا بدّ من التأكيد بأن مسار التطبيع لم يكن ليندفع لولا الاتفاقيات التي أبرمتها بعض الدول العربية مع العدو وزيارة العار التي قام بها (الرئيس المصري الراحل أنور) السادات إلى فلسطين المحتلة، وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وما أعقبها من اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة، لذا فإن المطلوب هو إلغاء هذه الاتفاقيات والانسحاب منها وأسقاطها».

ورأى أن «مواجهة التطبيع تتطلب منّا جميعاً التمسك بخيار المقاومة ودعم قواها لأنها وحدها التي حققت الانتصارات وهي اليوم قادرة على هزيمة العدو ودفن الصفقات المشبوهة وعلى رأسها صفقة القرن. واستتباعاً وقف قطار التطبيع الذي لا يخدم سوى التحالف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي المعادي للأمة وقضاياها العادلة».

وأشار إلى أن «لا بدّ من السعي الجاد لتوحيد فصائل المقاومة الفلسطينية والعودة إلى ميثاق منظمة التحرير وإعادة الاعتبار للكفاح المسلح كخيار أساسي لتحرير الأرض واستعادة المقدسات ووقف التنسيق الأمني مع العدو لأنه يشكل خطراً داهماً على عمل المقاومة ومناضليها».

وأضاف «تنطلق اعمال هذا المؤتمر والأمّة تواجه جملة من التحديات، لعل أخطرها اتفاقيات الذل والاستسلام التي وقعتها عدد من الأنظمة المتهافتة، خضوعاً للإملاءات الأميركية، واستجابةً لمقتضيات مشروع صفقة القرن الترامبية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط مقولة الصراع مع العدو الصهيوني، وحرف بوصلة الصراع وخلق تحالف معه لمواجهة محور المقاومة من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت وصولاً إلى اليمن».

واعتبر أنّ لـ»تحقيق هذا الهدف كان لا بد من دفع هذه الدول إلى التطبيع مع الكيان الغاصب وإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وأمنية معه، وذلك حفاظاً على أمن هذا العدو واستقراره وبالمقابل زعزعة الاستقرار والأمن في دول المواجهة لإرباكها وإضعافها ونزع مقومات القوة منها. فانخرطت بعض دول الخليج وفي مقدمها الإمارات والبحرين بالإضافة إلى السودان والمغرب ، في هذا المشروع الخياني المعادي وسارت في ركب التطبيع متحديةً إرادة شعوبها وتطلعاتها. فتصاعدت التحركات الشعبية الحاشدة والمسيرات والمظاهرات في هذه الدول وفي أكثر من ساحة عربية وإسلامية. يعلون الصوت والقبضات، رافضين هذه الخطوات المذلّة، رافعين شعار رفض التطبيع ومقاطعة العدو وداعميه».

وختم «على وقع هذه التحركات المشرّفة ينعقد مؤتمرنا اليوم من أجل رص الصفوف ومراكمة الجهود ورفع منسوب المواجهة، والعمل الجاد لوقف هذا المسار الخياني وإسقاطه ما يستدعي خلق الظروف المناسبة وحشد الطاقات لتحقيق هذا الهدف».

من ناحيته، أكَّد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد أنَّ التطبيع أطلقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كجزء من صفقة القرن ليبثَّ اليأس والإحباط على طريق تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، لافتاً إلى «أن ترامب أراد أن يكرس وجود الاحتلال إلى الأبد وأن يصادر الأرض الفلسطينية».

ودعا للنزول إلى الأرض في الساحة العربية من المحيط إلى الخليج للتنبيه إلى أخطار التطبيع وإلى الكيان «الإسرائيلي» الغاصب والاستعمار الأميركي، مؤكداً وجوب «نشر ثقافة التصدّي والمقاومة على امتداد أمتنا وشعوبنا العربيّة ومقاومة التطبيع على الأرض والتصدّي لكل الفعاليات التطبيعية قبل فوات الأوان».

من جهته، شدّد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، على أنَّ عملية التطبيع ليست كسابقاتها، بل هي اتفاقيات ذات طابع أمني عسكري وسياسي وهي اتفاقيات عدوانية على الشعب الفلسطيني والحقوق والوطن الفلسطيني.

وأشار إلى «أنَّ هذه الاتقافيات التي وقعت مع الكيان الصهيوني مختلفة عن عمليات التطبيع السابقة وتقع في دائرة الاتفاقيات التي تسيّد الكيان الصهيوني على فلسطين والمنطقة»، معتبراً أن «محور المقاومة يشكل حاضنة لحقوق الشعب الفلسطيني وهذا المحور أثبت فعاليته من خلال التصدي للكيان الصهيوني، كما أنه يمتلك القوة على الرد ويمتلك قوة الردع».

بدوره، أكَّد الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة طلال ناجي، أنَّ «العرب تخلّوا عن المبادرة العربية وانتقلوا إلى شق التطبيع وعمليات التطبيع بعد أن صدرت التوجيهات الأميركية إلى هذه الدول العربية»، لافتاً إلى أنَّ ترامب «أعطى القدس والجولان إلى العدو «الإسرائيلي» ضارباً بعرض الحائط الحقوق التاريخية والشرعية للعرب والمسلمين».

وتابع «المسألة هي الموقف من هذا العدو المحتل والغاصب وعلى الدول التي طبَّعت مع العدو الصهيوني أن تعيد النظر بقراراتها التي أجبرت عليها من الإدارة الأميركية»، داعياً المطبعين «لإعادة النظر في موقفهم الذي سيدفعون ثمنه».

واعتبر رئيس مجلس إدارة «مؤسسة القدس الدولية» حميد الأحمر، أنّ «رفض التطبيع مع العدو هو موقف أخلاقي وثقافي واجتماعي لأنّ خطره يتعدّى إلى ضرب نسيج الأمّة الاجتماعي»، مؤكداً أنَّه «ليست فلسطين وحدها هي المستهدفة من التطبيع بل كلّ أمّتنا التي يُراد إعادة اختراقها».

وشدَّد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، أنَّ «التطبيع الذي صدر من الإمارات وحلفائها ليس تطبيعاً بل تحالفاً مع العدو «الإسرائيلي» وهو أخطر من التطبيع»، معتبراً ما صدر من اتفاقيات التطبيع  «هو عبارة عن جبهة شيطانية قوامها العدو «الإسرائيلي» والدول التي أعلنت التطبيع وهذا التحالف الصهيوني الأميركي هو لضرب نهضة الأمّة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى