دمشق: على مجلس الأمن وقف الاعتداءات الأميركيّة على سورية
«سانا» تكشف أن الاحتلال ينقل عناصر»داعش» من قاعدته في الشدادي باتجاه دير الزور.. والإرهابيّون شنّوا 24 هجوماً في منطقة خفض التصعيد
طالبت دمشق مجلس الأمن الدولي «بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الأميركيّة على الأراضي السورية ومنع تكرارها».
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول القصف الذي نفذه الطيران الأميركي على مواقع في محافظة دير الزور، جدّدت الخارجية السورية مطالبتها لمجلس الأمن «بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك الفوري لوقف عضو دائم فيه عن الاستمرار بعدوانه وجرائمه بحق دولة ذات سيادة وعضو مؤسس للأمم المتحدة ومنع تكرار هذه السياسات العدوانية».
ونقلت وكالة «سانا» عن الخارجية السورية أن «ذلك العدوان الذي نفذه الطيران الأميركي بالقرب من الحدود السورية العراقية المشتركة أول من أمس (فجر الجمعة الماضي) يشكل عدواناً سافرا ويعد حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات القوات الأميركية المتكررة تحت ذرائع واهية وأنه سيؤدي إلى عواقب من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة».
وأضافت الخارجية في رسالتها أن العدوان «يشكل مؤشراً سلبياً على سياسات الإدارة الأميركية الجديدة التي يفترض بها أن تلتزم بالشرعية الدولية والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالحفاظ على وحدة أرض وسيادة واستقلال الجمهورية العربية السورية».
وقالت الخارجية السورية إن «هذا العدوان يتناقض مع الدور المفترض بالولايات المتحدة الأميركية بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن المعني بصون السلم والأمن الدوليين».
وكانت الخارجيّة السوريّة أصدرت بياناً دانت فيه «بأشد العبارات» العدوان الأميركي، وحذّرت من أنه سيؤدي إلى عواقب من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سانا» السورية بقيام قوات الاحتلال الأميركية بنقل 10 عناصر من إرهابيي تنظيم «داعش» عبر حوامات من قاعدتها في الشدادي بريف الحسكة باتجاه بادية دير الزور شرق سورية.
وقالت مصادر محلية للوكالة، إن الإرهابيين العشرة كانت نقلتهم القوات الأميركية بوقت سابق من سجن الثانوية الصناعية، في السادس والعشرين من الشهر الحالي إلى قاعدتها في الشدادي.
وشهد سجن الثانوية الصناعية في حي غويران في مدينة الحسكة الذي يضم آلاف الإرهابيين من تنظيم (داعش) معظمهم من جنسيات أجنبية زيارة لمسؤولين أميركيين خلال الأشهر الماضية، كما شهد عمليات هروب وحالات عصيان وتمرّد داخل السجن تمت السيطرة عليها جميعها.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية الفريق أول فياتشيسلاف سيتنيك، أن مسلحي «جبهة النصرة» الإرهابية، نفذوا 24 هجوماً في منطقة خفض التصعيد في سورية.
وقال: «في منطقة خفض التصعيد في إدلب، سجل 24 هجوماً من مواقع جماعة (جبهة النصرة) الإرهابية، بما في ذلك 19 هجوماً أعلن عنها الجانب السوري». وأضاف: «الخروقات كانت في محافظة إدلب 14 هجوماً، و4 هجمات في كل من محافظتي حلب واللاذقية، وهجومان في محافظة حماة».
من جهتها، أعلنت القوات العسكرية الروسية في وقت سابق، أن «أنظمة الدفاع الجوي الروسية صدّت هجوماً على قاعدة حميميم الجوية في سورية».
على صعيد آخر، تجدد مشهد استهداف مصافي تكرير النفط غير الشرعية التابعة للتنظيمات (التركمانية) المسلحة الموالية لتركيا بريف حلب، عبر قصف مجهول استهدف ليل يوم السبت 27 شباط/ فبراير، مصافي النفط “الحرّاقات” الواقعة في محيط قرية “المزعلة” قرب الحدود السورية التركية بريف منطقة “جرابلس” شمال شرق حلب.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة مجهولة الهوية، أطلقت صواريخ عدة على منطقة تجمع المصافي “الحراقات”، في محيط قرية “المزعلة”، قبل أن تغادر المنطقة.
ووفق ما نقلته المصادر، فإن الاستهداف أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة عدة هزت “المزعلة” والقرى المجاورة لها، قبل أن تندلع النيران ضمن مسافات واسعة في محيط القرية، وسط تسجيل حالة استنفار قصوى من قبل المسلحين الموالين لتركيا، والذين سارعوا إلى فرض طوق أمني مشدّد حول مكان الاستهداف.
وأدّى الاستهداف إلى تدمير عدد كبير من “الحراقات”، فيما ألحقت النيران التي اشتعلت بفعل القصف، أضراراً كبيرة بباقي الحراقات وبعض الأراضي المجاورة، في حين لم ترد أي معلومات عن وقوع قتلى أو جرحى بين المسلحين القائمين على العمل ضمن “الحراقات” المستهدفة.
وتشهد مناطق انتشار الجيش التركي والفصائل الموالية لها بين الحين والآخر، استهدافات متكررة لمصافي تكرير النفط السوري المسروق التابعة للمسلحين في مختلف المناطق، في حين نالت قرية “ترحين” النصيب الأكبر من تلك الاستهدافات خلال الأشهر الماضية، لكونها المنطقة التي تضم أكبر تجمع لتلك “الحراقات” في عموم مناطق ريف حلب الشمالي.
وتنتشر القوات التركية والمجموعات المسلحة التابعة لها في منطقة جرابلس منذ نحو 5 أعوام، بعد أن كانت تمكنت من السيطرة عليها بعد معارك عنيفة مع تنظيم “داعش”، إبان عملية “درع الفرات” التي شملت أيضاً كلاً من منطقتي الباب وإعزاز بريف حلب الشمالي.