الوطن

الخارجيّة الروسيّة: تدخلنا وضع أساساً للعمليّة السلميّة في سورية

موسكو ودمشق: السلطات الكرديّة فقدت السيطرة على الوضع في مخيم الهول.. وروسيا ترصد 19 خرقاً لوقف إطلاق النار في الساعات الأخيرة

قالت وزارة الخارجية الروسية إنه بسبب التدخل الخارجي تحوّلت الاضطرابات في سورية الى صدام مسلح.

الخارجية الروسية وفي بيانها في الذكرى العاشرة لاندلاع الاضطرابات في سورية، أمس، أضافت أنه نتيجة الاضطرابات والتدخل الخارجي تصدّرت مشهد الصراع في سورية جماعات مسلحة غير شرعيّة.

وأكدت على أن تدخل روسيا في حل الصراع ألحق الهزيمة بالإرهاب الدولي ووضع أساساً للانتقال إلى العملية السلمية. مشيرةً إلى أن منصة أستانة أرست الأساس لإنهاء العمليات العسكرية والانتقال إلى الحل السلمي الذي لا بديل له.

يأتي ذلك، بعدما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن روسيا وتركيا وقطر قد اتفقت على التصدي للمحاولات الانفصالية في سورية، مشيراً إلى العمل على تنسيق الجهود المشتركة بشأن تسوية الأزمة السورية.

وخلال مؤتمر ثلاثي مع نظيريه القطري والتركي في الدوحة، قال لافروف: «لاحظنا بارتياح تطابق أو تشابه مقاربتنا للتسوية السورية، ولاحظنا فهمنا المشترك بأنه لا بديل عن الحل السياسي، العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وعلى أساس نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، الذي تمّ إنشاؤه بمبادرة من ثلاثية أستانة».

وأضاف: أن «أهدافنا المشتركة، تنعكس في البيان المشترك الذي قمنا بإقراره للتوّ، وهو يؤكد عزمنا على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ومعارضة تنفيذ المخططات الانفصالية التي تقوّض وحدة أراضي الدولة السورية ويهدّد الأمن القومي لدول الجوار».

على صعيد آخر، أعربت موسكو ودمشق عن قلقهما إزاء تدهور الوضع في مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، محذرتين من أن الظروف هناك وصلت إلى نقطة حرجة.

وأشار رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني التابع لوزارة الدفاع الروسية، ميخائيل ميزينتسيف، ووزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف، في بيان مشترك صدر عنهما أمس إلى أن «السلطات الكردية فقدت السيطرة فعلياً على المخيم بالتزامن مع زيادة نفوذ تنظيم «داعش» الإرهابي».

ووصف البيان الظروف الحالية في المخيم (الذي يقطن فيه خاصة العديد من عوائل مسلحي «داعش») بأنها حرجة، مشيراً إلى أن نزلاءه، بالدرجة الأولى الأطفال، يواجهون خطر التشدّد.

وأعرب الجانبان الروسي والسوري في البيان عن قناعتهما بأنه يتعين على الدول التي يقيم مواطنون منها في الهول وغيره من مخيمات اللاجئين شمال شرقي سورية تفعيل مساعيهم من أجل تنظيم عملية استعادتهم إلى الوطن، على غرار روسيا.

في الوقت نفسه، شدّد البيان على أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستمرون في الحيلولة دون استقرار الوضع داخل سورية، مضيفاً أن «العقوبات غير القانونية تواصل خنق الجمهورية العربية».

وحمل البيان الولايات المتحدة وحلفاءها المسؤولية عن استغلال أدوات مالية وسياسية للضغط على المنظمات الدولية كي تصرف الأنظار عن عواقب عقوباتهم ضد سورية ومخالفاتهم لسيادتها.

وطالب البيان الجانب الأميركي بـ»التوقف عن ممارسة تأثير مزعزع على الوضع في سورية والالتزام على نحو صارم بالقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة».

وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، بأن الجانب الروسي في اللجنة الروسية التركية المشتركة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سورية، رصد 19 خرقاً، بينما رصد الجانب التركي 4 خروق.

وقالت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على «فيسبوك»: «رصد الجانب الروسي في اللجنة الروسية التركية المشتركة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سورية 19 خرقاً (وفقاً للجانب السوري – 17 خرقاً)، في محافظات إدلب – 10، اللاذقية – 5، حماة – 3، وحلب – 4، في حين رصد الجانب التركي 4 خروقات (ما يؤكده الجانب الروسي منهاصفر).

وقام مركز المصالحة بين أطراف النزاع ومراقبة تحركات اللاجئين والنازحين خلال الــ24 الساعة الأخيرة بتنفيذ عمليتين إنسانيتين، تم من خلالهما:

إيصال 375 سلة غذائية يبلغ إجمالي وزنها 2865 طناً إلى قرية بيت سوهين، في محافظة اللاذقية.

إيصال 375 سلة غذائية يبلغ إجمالي وزنها 2865 طناً إلى أهالي قرية مظلوم، في دير الزور.

إلى ذلك، نقل العسكريون الروس إلى قاعدة «حميميم» الجوية الروسية في سورية رادار «أوكو – 3» المخصص لكشف أماكن جوفاء تحت الأرض.

ويمكن استخدام هذا الرادار للبحث عن أنفاق تحت الأرض يحفرها الإرهابيون بغية تنفيذ عمليات إرهابية.

صرّح بذلك نائب قائد قوات الهندسة العسكرية الروسية التابعة لمجموعة القوات الروسية المرابطة في الجمهورية العربية السورية المقدّم، بافيل ريوتسكي.

وقال إن «أوكو– 3» رادار جيولوجي مخصص للبحث عن أماكن جوفاء ليس في الأرض فحسب بل وفي بيئات أخرى مثل الخرسانة، كما يمكن استخدامه لأغراض مدنيّة في التنقيب الجيولوجي.

أما الغرض العسكريّ منه فإنه مكافحة الأنفاق، مع العلم أن مختلف العصابات الإرهابية كانت ولا تزال تستخدم على نطاق واسع معدات حفر الأنفاق تحت قواعد الجيش السوري ومواقع حشد القوات وحتى تحت أقسام الشرطة وذلك بغية تنفيذ عمليات الإرهاب والتخريب.

وقال المهندس العسكري الروسي إن الإرهابيين صاروا مع بداية الحرب السورية  يحفرون أنفاقاً تحت الأرض ويضعون فيها المتفجرات لينسفوا مختلف المنشآت التابعة للجيش السوري والأجهزة الأمنيّة بعد تلغيمها.

وسبق للمهندسين العسكريين الروس أن اكتشفوا أنفاقاً كهذه ومستودعات للأسلحة والمتفجرات تحت الأرض. إلا أن رادار « أوكو-3» بمقدوره اكتشافها على عمق 50 متراً.

وقال المقدّم إن دفعة من المعدات والتجهيزات الهندسية التي نقلتها طائرة الشحن العسكري إلى قاعدة حميميم تضم كذلك بدلات واقية جديدة من طراز «أو في إر – 2 – 02» تستخدم لحماية المهندسين العسكريين من الشظايا الناجمة عن انفجار عبوات ناسفة. وتتميز تلك البدلات الواقية بالوزن الخفيف الذي لا يزيد عن 12 كيلوغراماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى