الوطن

ماذا تضمّنت لقاءات
وفد حزب الله في روسيا؟

 

} د. حكم أمهز*

 

التطورات الميدانية ونجاح التنسيق بينهما خلال الفترة الماضية، دفع بكلّ من الطرفين الروسي وحزب الله إلى البحث في كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، وتعزيز أطر التعاون التي أدّت إلى تحقيق إنجازات كبيرة، ما بدا واضحاً انّ الروسي يولي ثقة بالحزب لجهة كفاءاته العملانية والقيادية والإدارة للواقع في الداخل اللبناني والإقليمي.

عناوين كثيرة استمرّ النقاش في بعضها سبع ساعات متواصلة بين وفد حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعضوية مسؤول العلاقات الدولية السيد عمار الموسوي ومنسق الوفد ومستشاره الإعلامي أحمد الحاج علي، والمسؤولين الروس وعلى رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وآخرون، وتخللت الأيام الثلاثة من الزيارة التي جاءت بدعوة رسمية من الخارجية الروسية، لقاءات مع مسؤولين ودبلوماسيين بقيت بعيدة عن الأضواء الإعلامية.

 في الشأن اللبناني كادت وجهات النظر تكون متطابقة، ونوّه الجانب الروسي برؤية حزب الله للشأن الداخلي اللبناني، لا سيما أنّ الوفد قدّم رؤية الحزب وأكد الاستعداد لتقديم كلّ التسهيلات لتشكيل الحكومة ومعالجة الأزمة القائمة على مستوياتها المختلفة.

وبدا الجانب الروسي غير متفائل بنجاح المبادرة الفرنسية، كون باريس غير قادة على التمويل وتحاول أن تسثتمر في الشأن اللبناني. لكن المسؤولين الروس أكدوا أنهم لا يزالون يدعمون ما يتوافق عليه اللبنانيون، وبشأن الثلث المعطل وانطلاقاً من واقع ما عرضه وفد حزب الله للجانب الروسي، فإنّ الأخير أكد الأخذ بما يراه حزب الله في الشأن اللبناني

وقد أبلغت موسكو الوفد الضيف أنها تدرك أنّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري غير قادر على تأليف الحكومة بسبب العراقيل التي تضعها أمامه السعودية والولايات المتحدة الأميركية، ناصحة الحريري وغيره من الأفرقاء اللبنانيين أن لا يربطوا مستقبلهم السياسي بتشكيل هذه الحكومة الذي يأخذ الطابع الآني المرحلي. فيما أكد الحزب على ضرورة أن يلعب الجانب الروسي دوراً ثابتاً غير مؤقت قائم على ردود الفعل في الشأن اللبناني، وقد عبّر المسؤولون الروس عن استعدادهم لتقديم كلّ ما يمكن في هذا المضمار، لا سيما في الاستثمار والإعمار في لبنان في الكثير من المناحي وفق نظامBOT ، لا سيما منها إعادة بناء مرفأ بيروت.

كذلك تعهّدوا بتسهيل مهمة وزير الصحة اللبناني إلى موسكو وخصوصاً لجهة الحصول على لقاح سبوتنيك V الروسي.

في الشأن السوري أكد الجانب الروسي على دور إيران وحزب الله ومحور المقاومة في سورية، بشكل ينفي ما يُشاع عن رغبة روسية بتقليص دور محور المقاومة هناك. وشدّد على أنّ الانتخابات الرئاسية ستتمّ في موعدها بالرغم من كلّ العراقيل التي يحاول الخارج وبعض الداخل وضعها لمنع تنظيمها. وحمل على بعض ما تحمله وفود المعارضة من رفض لانتقاد الممارسات الإرهابية غامزاً من قناة الدور التركي في رعاية الجماعات التكفيرية الموجودة في إدلب

وكانت موسكو قد استبقت زيارة الوفد بإبداء خشية من ان تتحوّل إدلب الى وضع «مشابه لشمال قبرص» لافتة في ذلك إلى أنّ أنقرة تعلّم اللغة التركية في مدارس هذه المنطقة وتديرها وفق إجراءات ونظام تركي. واستنتاجاً من فحوى أجواء المحادثات، فقد تبيّن أن لا صحة للإشاعات التي تزعم دوراً روسياً في اتفاق يحضّر له بين «إسرائيل» وسورية، عملت على الترويج له شخصيات روسية وعربية مرتبطة بأجندات للوبيات خليجية وصهيونية.

في العلاقة الإيرانية الروسيةـ شدّد الجانب الروسي على أنّ العلاقة بين الطرفين قوية ومتينة وفي تعزيز مستمرّ، وانّ دورهما في سورية يكمل بعضه بعضاً بمعنى أنه لا يمكن الاستغناء عن أيّ من الدورين، وقال لا يمكن للروسي لوحده أن يكون في سورية بدون إيران والمحور، فلكلّ دوره في المواجهة في هذه المعركة.

*باحث في شؤون الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى