عربيات ودوليات

إثيوبيا لا تريد حرباً مع السودان وتؤكد ملء السد في موعده وتعترف لأول مرة بوجود قوات إريتريّة في تيغراي

 

قال رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد، أمس، إن «الملء الثاني لسد النهضة في موعده عند موسم الأمطار في تموز المقبل».

وأضاف أبي أحمد، في كلمة له أمام البرلمان، أن «بلاده ليس لديها أي رغبة على الإطلاق في إلحاق الضرر بمصر أو السودان، لكنها لا تريد أن تعيش في الظلام»، وذلك حسب وكالة الأنباء الإثيوبية.

وعن المعارضة المصريّة والسودانيّة لعملية ملء السد بالمياه، قال آبي أحمد، «حين نحتجز المياه سنعمل على التأكد من أن هذا لن يؤثر على أشقائنا في مصر والسودان»، موضحاً «خلال الصيف تأتي مياه أمطار كثيرة، نعتزم الاحتفاظ بجزء قليل منها، وتفويت الملء خلال الصيف سيخسرنا نحو  مليار دولار».

وأكد أن «إثيوبيا لا تنوي إيذاء مصر أو السودان، ولكننا لا نريد أن نعيش في الظلام»، مضيفاً «نحن نريد الكهرباء، وكهرباؤنا يمكن أن تذهب إلى مصر والسودان، لكن لا يمكن أن تؤذيهم».

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، «مهما كانت التحديات سنمضي في تحقيق سد النهضة كما وعدنا»، مضيفاً: «في حال كانت مصر جاهزة قد نوقّع معها اتفاقاً بشأن سد النهضة وإن كان صباح الغد».

يذكر أنه منذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة والخرطوم من تداعياته، في وقت أخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

واقترحت السلطات السودانيّة، في شباط الماضي، تشكيل آليّة رباعيّة تضمّ الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر رحّبت به مصر، ورفضته إثيوبيا.

كما أعلن آبي أحمد أن بلاده «لا تريد الانخراط في حرب مع السودان»، في وقت يثير التوتر المرتبط بمنطقة حدودية متنازع عليها مخاوف من اندلاع نزاع أوسع.

وقال أحمد أمام البرلمان «لدى إثيوبيا كذلك الكثير من المشاكل، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة. لا نحتاج حرباً. من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي».

وشدّد لاحقاً على أن بلاده «لا تريد حرباً مع جارتها على خلفية النزاع على الأراضي المتواصل منذ عقود بين الطرفين»، واصفاً السودان بأنه «بلد شقيق» يحب شعبه إثيوبيا.

من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أمس، وللمرة الأولى دخول قوات من إريتريا المجاورة منطقة تيغراي الشمالية خلال الصراع المستمر منذ خمسة أشهر هناك.

وقال آبي أحمد أمام البرلمان، إن «القوات الإريترية دخلت مناطق على امتداد الحدود لقلقها من التعرّض لهجمات من قوات تيغراي»، مضيفاً أن «الإريتريين وعدوا بالمغادرة عندما يتمكن الجيش الإثيوبي من السيطرة على الحدود».

وأضاف أن «الحكومة الإثيوبية أثارت اتهامات بالنهب على نطاق واسع وانتهاكات للحقوق من قبل الجنود الإريتريين، وقد أدانت الحكومة الإريترية ذلك بشدة، وقالت إنها ستخضع للمساءلة إذا شارك أيّ من جنودها في ذلك».

وتابع أحمد متحدثاً باللغة الأمهرية المحلية أن «الحرب شيء سيئ. نحن نعلم الدمار الذي تسببت فيه هذه الحرب. الجنود الذين اغتصبوا النساء أو ارتكبوا جرائم حرب أخرى سيتم تحميلهم المسؤولية».

وهذه هي المرة الأولى التي يبدو فيها أن أحمد يعترف بأنه تمّ ارتكاب جرائم خطيرة في تيغراي، موطن 6 ملايين شخص، وكذلك المرة الأولى التي يعترف هو شخصياً بأن قوات من إريتريا تقاتل إلى جانب القوات الإثيوبية في تيغراي.

وبدأ صراع تيغراي، في تشرين الثاني، عندما أرسل أحمد قوات حكومية إلى المنطقة بعد هجوم هناك على منشآت عسكرية فيدرالية. ويقوم الجيش الفيدرالي الآن بمطاردة القادة الإقليميين الهاربين.

واتهم آبي أحمد قادة المنطقة المحاصرة بقرع «قصة الحرب»، بينما كانت المنطقة تواجه تحديات مثل الغزو المدمّر للجراد ووباء كوفيد -19. وقال: «كان هذا في غير محله وغطرسة غير مناسبة لأوانه».

وعبّر الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الخميس، عن «قلقه العميق» من الأزمة الإنسانية الواقعة في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا، الذي قُتل فيه الآلاف في معارك جرت أخيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى