الوطن

خبراء ومحلّلون روس: صمود سورية أفشل الحرب الإرهابيّة التي شنت عليها

الدفاع الروسيّة تدمر مغارات تحت الأرض استخدمها إرهابيّون كمستودعات.. و»المرصد السوريّ» يتحدث عن عودة 120 مرتزقاً من ليبيا

 

أكد خبراء ومحللون سياسيّون روس أن صمود سورية جيشاً وشعباً أفشل الحرب الإرهابية والمخططات التي استهدفتها.

وخلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو في موسكو قدم عدد من الخبراء الروس المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط والدراسات الأميركية تقريراً فضحوا فيه الأهداف الحقيقية للسياسة الأميركية ووجود واشنطن غير الشرعي على الأراضي السورية.

وأكد مدير معهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو الحكومية ايغور ابيلغازييف أن ممارسات الولايات المتحدة في سورية لا تختلف كثيراً عن أعمالها العدوانية في بقية أنحاء العالم لتحقيق مصالحها وأهدافها الخاصة من دون الالتفات إلى الثمن الباهظ الذي تدفعه الشعوب لقاء ذلك مشيراً إلى أن كل تاريخ الولايات المتحدة ما بعد الحرب العالمية الثانية هو تجسيد لسياسة العدوان وممارسة سياسة الأرض المحروقة.

وشدد ابيلغازييف على أن الولايات المتحدة تساند التنظيمات الإرهابية التي أوجدتها هي نفسها في جرائمها ضد الشعب السوري وحكومته الشرعية.

وقال البروفيسور في معهد بلدان آسيا وآفريقيا فلاديمير ايساييف إن الوضع الاقتصادي يزداد تعقيداً في سورية نتيجة الإجراءات الجائرة القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الشعب السوري بما في ذلك تبعات ما يُسمّى بـ «قانون قيصر» الذي يحظر على البلدان الأخرى أي توريدات إلى سورية بما فيها الأدوية والتجهيزات اللازمة لمكافحة جائحة كورونا مثل أجهزة التنفس الاصطناعيّ وغير ذلك.

وأشار ايسايــيف إلى أن الأمــر لا يقتصر على ذلك بل تعمّد الولايــات المتحدة إلى تشويه الدور الذي تقــوم به روسيا الاتحادية في سورية ليس في المجال السياسي فحسب، بل في المجــال الاقتصادي أيضاً، لافتاً إلى أن الحرب الإرهابية وأعمال المحتلين الأميركيــين والأتــراك أدت إلى نزوح أعداد كبــيرة مــن المواطنــين السوريين الذين أصبحوا لاجئين في بلدان مختلفة.

وبيّن ايساييف أن النظام التركيّ ومرتزقته المحليين ينتهجون سياسة تتريك المناطق التي يحتلونها في أراضي سورية في سعيهم لترسيخ وجودهم في تلك المناطق، مؤكداً أن الولايات المتحدة وتركيا التي تعتبر حليفة لها في الناتو غير مهتمتين أبداً بإشاعة الاستقرار في سورية وتعملان على عرقلة عملية إعادة إعمارها وتواصلان الاستفزازات ضد الجيش العربيّ السوريّ.

وشدّد الباحث الروسي على وجوب تنفيذ المهمة الأساسية المتمثلة في الحفاظ على سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها. وهذا ما يجب أن تعمل عليه صيغة أستانا وعملية جنيف وأي محاولات دولية أخرى ترتبط بالوضع السوري.

من جهتها قالت مستشارة المجموعة الإعلاميّة روسيا سيفودنيا مديرة معهد الدراسات والتنبؤات السياسية الخارجية المتخصصة في الشؤون الأميركية فيرونيكا كراشنينيكوفا إن الولايات المتحدة مستمرة في احتلالها للأراضي السورية ونهب ثرواتها الطبيعية من نفط وغاز وقمح وغيرها على غرار النهب الاستعماري القديم لثروات بلدان وشعوب العالم محملة النظامين التركي والسعودي والاحتلال الإسرائيلي وغيرهم من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة المسؤولية عن جميع الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري.

بدوره أكد رئيس مؤسسة دحض الأنباء المزيفة البروفيسور في جامعة موسكو الحكوميّة اندريه مانويلو أن جرائم ما يُسمّى بمنظمة «الخوذ البيضاء» التي تظهر إلى الوجود في كل مرة يُحرز فيها الجيش العربي السوري انتصارات على الإرهابيين يجري تنسيقها مع الولايات المتحدة وحلفائها، موضحاً أن «أعمالها المفبركة تهدف إلى حماية التنظيمات الإرهابيّة مثل «هيئة تحرير الشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة وغيرها».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة تدمــير كهــوف ومغــارات تحــت الأرض من قبل خبــراء المتفجــرات من القــوات الروسية، كان يستخدمها المسلحون كمستودعات وتحصينات في إدلب في شمال سورية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع: «مسلحو المجموعتين، جيش العزة وجبهة النصرة، اتخذوا جميع وسائل التمويه الممكنة لمنع طائرات الاستطلاع من اكتشاف هذا الموقع سابقاً، إلا أن المعلومات حول إنشاء مدينة تحت الأرض وتحت الصخور تكشف الحقائق.. إذ لم تساعد حيل المسلحين، الذين كانوا يتجوّلون في زي الرعاة في بساتين الزيتون، مع الماشية في سبتمبر 2018، في إخفاء الحقائق.. ويمكن رؤية الكهوف المحفورة على أعماق كبيرة تحت الأرض وفي داخل الصخور.. إلا أن المسلحين ورغم السنوات الطويلة التي قضوها في البناء تركوها هرباً بين البساتين».

وأضاف البيان نقلاً عن أحد السكان المحليين الذي قال: «علمنا أن بعض أعمال الحفر كانت هنا (سابقاً)، لكننا لم نتخيّل ما كان يفعله المسلحون هنا. لقد مُنعنا من القدوم إلى هنا، رغم أن لديّ أشجار زيتون في المنطقة».

ولفت البيان إلى أن السكان المحليين بدؤوا في العودة إلى حقولهم وبدؤوا مرة أخرى في رعي الماشية، وباتت الكهوف تحت الأرض التي هجرها المسلحون تشكل تهديداً محتملاً، خوفاً مما قد يكون مخبأ في داخلها، وخشية من وجود متفجرات تهدد حياة السكان المحليين، وبالاعتماد على خبراء الألغام الروس تمكنوا من كشف، على حدود إدلب وحماة، أكثر من عشرة تحصينات ومغارات تحت الأرض.

من جهته، قال قائد القوات الهندسيّة الروسيّة العقيد رومان بسمرتني: «نحن بالقرب من كهف كان يستخدمه المسلحون كمخزن للأغذية. كما كانت هناك أدوية ضرورية لعلاج الجرحى من المسلحين.. إن المهمة الأكثر أهمية لأفرادنا العسكريين هي تحديد ما إذا كانت الكهوف تشكل خطراً على المدنيين. وهل هناك مفاجآت أعدّها الإرهابيون هنا؟».

وبحسب البيان فقد أعدّت الكهوف بشكل يتضمن أمكنة وأقساماً لحفظ الغذاء وأمكنة مخصصة لتربية الماشية، فضلاً عن أقسام للأسلحة والذخائر، ومستشفيات ميدانية واقسام للأدوية، إذ أعدّت بجميع مستلزمات الحياة الأساسية.

ولفت البيان إلى أنه بإمكان السكان المحليّين الآن العودة إلى هذه الأماكن بعد تطهيرها بالكامل من قبل خبراء الألغام والتأكد من سلامة هذه المناطق.

إلى ذلك، قال ما يُسمّى بالمرصد السوري المعارض إن «قادة المرتزقة السوريين» الذين جنّدهم الرئيس التركي رجب أردوغان، للقتال في ليبيا يستعدّون للعودة إلى سورية مرة أخرى.

وذكر المرصد أنّ التدخل العسكري التركي أحدث فارقاً على الأرض إذ قوّى جبهة حكومة الوفاق الوطني المنتهية ولايتها.

وبحسب المرصد السوري المعارض فإنّ عدد الدفعة العائدة إلى سورية 120 مسلحاً، و»يأتي ذلك في ظــل الأوضاع المزرية للمسلحين الموالــين لتركــيا في ليبيا»، حيث أنهم لم يقبضوا رواتبــهم ومستــحقاتهم الشهرية وسط استياء شعبي كبير من قبلهم ورغبتهم بالعودة الفورية إلى سورية.

كما أشار إلى أنّ هذا التطور جاء في ضوء إعادة أردوغان تطوير العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع مصر وموقفه السياسي الجديد تجاه العالم العربي.

في سياق متصل، تحدثت مصادر للمرصد السوري، من منطقة عفرين، عــن أنّ «أبو عمشــة» قائــد مليشيا لــواء السلطان سليمان شاه التابع لـ «الجيش الوطني»، يقوم بتجهيز دفعة من مقاتــليه لإرسالهم إلى تركيا، ولم ترد معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن وجهتهم بعد ذلك ويعتقد أنها ليبيا.

وتابعت المصادر: «أبو عمشة قال للمقاتلين إن رواتبهم الشهرية ستكون 500 دولار أميركي ومن المرتقب أن تخرج الدفعة إلى تركيا خلال الساعات المقبلة».

وكان مجلس الأمن دعا لإنهاء انتشار جميع المرتزقة في ليبيا.

ومنذ إعلان تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 رصدت تقارير دولية تجنيد تركيا مرتزقة سوريين ونقلهم للقتال في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى