أولى

حمد حسن وزير يعادل حكومة

بالنسبة لأغلبية اللبنانيين الصورة ليست كما يحب أن يراها السياسيون. فالوزير يجلب المحبة للفريق السياسي الذي اختاره أو يكون سبب اللعنة عليها. وإذا عدنا الى سنوات ماضية سنعرف أن القوى السياسية خسرت الكثير من رصيدها بسبب أداء وزرائها في الحكومات، وقليلة هي المرات التي كان فيها أداء أي وزير سبباً لإضافة رصيد الى القوة السياسيّة التي قامت بتسميته.

بسبب تزامن تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب مع اجتياح وباء كورونا للعالم ووصوله الى لبنان، سلط الضوء على وزير الصحة حمد حسن بمقدار تسليطه ذاته على الوزراء المعنيين بالشأن المعيشي. فلبنان يسقط بالضربات المتلاحقة لوباء الجوع والمرض.

مرّت محطات كثيرة خلال عام مضى على تولي الوزير حمد حسن لوزارة الصحة، وحاول الكثيرون تصيّد نقاط يسجّلون عبرها مواقف من الجهة السياسيّة التي قامت بتسميته، ومعلوم أنه استهدف بحملات متعمّدة ومنظمة بما يسمّى الهنات الهيّنات، لجعل الحبّة قبة، وكثيراً من المرات لتغطية السموات بالقبوات، والهدف هو النيل من حزب الله الذي وضع الكثير من إمكاناته في خدمة وزارة الصحة لإنجاح مهمتها في مواجهة مهمة أسماها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالحرب التي لا تقل أهمية وخطورة عن الحرب مع العدو، فتجنّد المتطوّعون، واستنفر الأطباء، وفتحت الخطوط والاتصالات والمستودعات، لكن الوزير «كان قدّها».

خلال سنة كانت مواجهة لبنان لوباء كورونا متميّزة بالقياس للاهتراء الذي يقع تحت تأثيره القطاع الحكومي، والانهيار المالي الذي يعانيه القطاع الخاص، وحجم تفشي الوباء بسبب الثقافة الشعبيّة السائدة، فنجحت الوزارة بإدارة الموارد المتواضعة لتحقيق نتائج مواجهة أكثر من ممتازة، سواء في تنظيم القطاع الصحي أو في خطط استيراد اللقاحات وتأمينها، رغم كل الحملات المفتعلة للنيل من الإنجازين.

بالأمس تبلّغ الوزير حمد حسن من الشركات الموردة للأوكسجين ببلوغ الاحتياط لديها الخط الأحمر، بعدما تعذّر وصول الباخرة المحملة بالأوكسجين لملء خزاناتها، والمعامل اللبنانية تعمل بأقصى طاقاتها، وقبل أن تشعر المستشفيات بالأزمة وتصل المعلومات الى أذني نقيب أصحاب المستشفيات، فقصد بحساب بسيط، قوامه الجيرة والجغرافيا، وبخلفيّة بسيطة، قوامها الشقيق والصديق وقت الضيق، وبفعلهما قصد سورية ودقّ بابها، وبالنسبة لسورية مَن يدق الباب يسمع الجواب، ومَن يقصدها كشقيق تلاقيه كشقيق، فكانت التلبية العاجلة بقرار من الرئيس بشار الأسد، تعبيراً عن قيم سورية، كما كان توجّه وزير الصحة تعبيراً عن قيمه وحسه الوطني والإنساني.

لم يضع حمد حسن نصب عينيه سوى مصير المرضى الذين يعالجون في غرف العناية الفائقة، واتجه الى دمشق غير آبه بما سيُلاقيه من حملات مسيّسة، فالأوكسجين السوري لن يميز بين مؤيد لسورية ومعارض لها، كما الوباء لا يميّز، وآباء وأمهات هؤلاء الذين يتحرّكون في الحملات المسيّسة قد يكونون بين المرضى المحتاجين للأوكسجين.

حمد حسن وزير بحكومة، رفعتَ رأس مَن سمّاك. شكراً حمد حسن، شكراً سورية، شكراً للرئيس بشار الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى