الوطن

الصفدي وبيدرسون يبحثان جهود الوصول لحلّ سياسيّ للأزمة.. وجيفري يعترف بشراكة واشنطن وأنقرة في سورية

دمشق: «تداعيات خطيرة» إذا مرّر قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة بحقها.. وروسيا تحذّر من أن سورية قد تتوقف عن التعاون مع المنظمة

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ أن مشروع القرار الفرنسي الغربي المقدم إلى مؤتمر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية «يمثل دليلاً على النيات العدوانية لبعض الدول ضد سورية».

ودعا صباغ الدول الأعضاء في المنظمة إلى «رفض المشروع لحماية المنظمة من خطر تحويلها من منظمة فنية إلى منصة للولايات المتحدة وحلفائها لممارسة الضغوط واستهداف دولة طرف في الاتفاقية، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل عملها والتعاون معها».

وشدّد خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس، على إدانة سورية «السعي المحموم لبعض الحكومات للترويج لمزاعم وافتراءات».

وجدّد المندوب إدانة سورية استخدام الأسلحة الكيميائيّة «من قبل أي كان وفي أي زمان ومكان وتحت أي ظروف»، موضحاً أن بلاده «لم تستخدم أسلحة كيميائية».

وطالب صباغ «بإيلاء الاهتمام الواجب لما تقدمه سورية للأمم المتحدة ولجان مجلس الأمن المعنية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من معلومات ومستجدات حول المحاولات المستمرّة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية وذراعها جماعة الخوذ البيضاء».

وأشار إلى بيان وزارة الدفاع الروسية حول قيام «جبهة النصرة» بالتعاون مع «الخوذ البيضاء» بالتحضير لفبركة حادثة استخدام أسلحة كيميائيّة في ريف محافظتي إدلب واللاذقية.

من جهته، قال دميتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا في مجلس الأمن، إن سورية قد توقف تعاونها مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إذا ما تم قبول اقتراح من الدول الغربية للحدّ من حقوق دمشق في المنظمة.

وقال بوليانسكي: «إنني أحثكم على التفكير – إذا حرمتم سورية من حق المشاركة في صنع القرار في المنظمة، فما الهدف من استمرار دمشق في التفاعل معها أصلاً؟».

وأضاف: «إذا كان أعداء سورية هم أيضاً معارضون للتدمير الحقيقي للأسلحة الكيماوية في جميع أنحاء أراضيها، وحققوا ما يريدون، فسنواجه جميعاً أوقاتا صعبة للغاية».

وفي وقت سابق، اقترحت مجموعة من الدول الغربية، بمبادرة من فرنسا، على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اعتماد مشروع قرار يؤكد عدم امتثال سورية المزعوم لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

وفي حال اعتماد المبادرة فسيتم اتخاذ إجراءات صارمة للحد من حقوق سورية في المنظمة، تتعلق بحرمان سورية من حق التصويت في مؤتمر الدول الأطراف والمجلس التنفيذيّ، وكذلك حرمانها استضافة وتنظيم أي فعاليات على أراضيها من خلال المؤتمر والمجلس التنفيذي والفرعي.

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع المبعوث الأممي الخاص لسورية غير بيدرسون جهود الوصول لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحقق آمال الشعب السوري في وقف القتل والتمير ودحر الإرهاب.

وأعرب الصفدي خلال محادثات عبر الهاتف أجراها، أمس، مع بيدرسون، عن دعم الأردن للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقاً للقرار الأممي 2254، ودفع الأطراف السورية باتجاه تحقيق تقدم في العملية السياسية وبما يشمل مسار اجتماعات اللجنة الدستورية.

وأكد الصفدي أنه «في الوقت الذي نسعى فيه لتحقيق تقدّم في مسار الحل السياسي للأزمة لا بد من اتخاذ خطوات عملية لتحسين الظروف المعيشية للسوريين في مختلف المناطق السورية، بما في ذلك الجنوب السوري، الأمر الذي يخدم تثبيت الاستقرار في سورية».

وشدّد الصفدي على أهمية استمرار المجتمع الدولي في توفير الدعم اللازم للدول والمجتمعات المستضيفة، خاصة في ظل الوضع الإنساني والصحي غير المسبوق الذي تفرضه ظروف جائحة كورونا.

وأضاف أنه «يجب البناء على ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر بروكسل الخامس «لدعم مستقبل سورية والمنطقة» خلال الشهر الماضي وتكثيف الجهود للحصول على التعهدات والمساعدات المالية المقدمة للاجئين والدول المستضيفة».

واتفق الصفدي وبيدرسون على مواصلة التنسيق والتشاور حول جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وتوفير الدعم اللازم للسوريين الذين تستضيفهم المملكة والمجتمعات المستضيفة لهم.

وفي سياق متصل، قال ممثل الاحتلال الأميركي الخاص السابق لسورية جيمس جيفري، إن تركيا والولايات المتحدة شريكان مقربان للغاية في سورية، ويمكنهما العمل معاً في هذا البلد.

وأكد جيفري في مقابلة له مع وكالة «الأناضول» التركية، أنه واقعي في قضية صعبة للغاية مثل القضية السورية، وأن «من الضروري قراءة الحقائق الجديدة جيدًا واتخاذ الموقف وفقاً لذلك، في حال عدم وجود حل كامل».

وفي تقييمه للمسار المحتمل للعلاقات بين الرئيس أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن، قال الدبلوماسي الأميركي إن أولوية بايدن في الوقت الراهن هي مكافحة جائحة كورونا، والتوازنات السياسية الداخلية، والمنافسة مع الصين، وتغير المناخ.

وأشار جيفري إلى أن الولايات المتحدة وتركيا تمتلكان تاريخا من التحالف داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) يزيد عن 70 عاما.

ميدانيًا، قتل مسلح وزوجته من ميليشيا “قسد” المرتبطة بقوات الاحتلال الأميركي في هجوم على منزلهما في مدينة الرقة.

وذكرت مصادر محلية لـ سانا أن أحد مسلحي “قسد” وزوجته التي تعمل في إحدى الجهات التابعة للميليشيا قتلا بهجوم على منزلهما بالأسلحة في حي رميلة في مدينة الرقة.

وتتواصل الهجمات على مواقع مسلحى ميليشيا “قسد” ضمن مناطق انتشارهم في الجزيرة السورية، حيث قتل أمس الأول مسلح من الميليشيا بإطلاق الرصاص عليه في منطقة الشعفة في ريف دير الزور الشرقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى