عربيات ودوليات

إثيوبيا تردّ على تهديدات مصر وجميع خياراتها مطروحة

قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، إن «مصر والسودان أظهرتا لبقية العالم أنهما مستمرتان في تسييس قضية سد النهضة وإضفاء الطابع الأمني عليها رغم أنها مسألة تقنية في الأساس».

وتابعت الوزارة في مقالة، عبر منصة “A Week in the Horn” التابعة لها، أن “إثيوبيا تتفاوض مع طرف واحد هو مصر والسودان مجتمعين”، لافتة إلى أنه “لا فرق بين البلدين في تسييس وإضفاء الطابع الأمني على قضية سد النهضة، وكلاهما عازم على إنكار الحقوق السيادية للإثيوبيين اليوم، وليس هذا فحسب بل وأيضًا للجيل القادم، بحيث يتعين على إثيوبيا انتظار إحسان مصر والسودان لتنمية مواردها المائية”.

وذكرت الخارجية أنه “رغم كل المرونة التي أظهرتها إثيوبيا، لم يكن هناك أي مرونة من مصر والسودان، والواقع أن البلدين أعلنا فشل هذه الجولة في الرابع من أبريل الحالي بينما كان من المقرر أن تنتهي في اليوم التالي، لأنهم جاؤوا إلى كينشاسا بقرار مسبق بإجهاضها قبل أن تنتهي”، بحسب المقالة.

وتابعت «لا تزال إثيوبيا تأمل وستظل تأمل في المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي من أجل حل النزاع على سد النهضة فقط على أساس الاستخدام العادل ورفض أي مطالبة بحقوق تاريخية (لمصر والسودان)».

واختتمت المقالة بأن «العالم الآن يرى قيادة مصر والسودان في وضع الترويج للحرب وتهديد إثيوبيا بأن جميع خياراتهما مطروحة على الطاولة، لكن هناك مقولة عربية تقول الهنجمة نصف القتال (مثل يراد به أن تتحدث عن نفسك وعن قوتك كثيراً قبل الدخول في معركة) لكن في إثيوبيا لدينا مقولة مختلفة مفادها أنك لا تموت من الخوف بل تموت أثناء القتال، لذا فإن إثيوبيا لديها أيضًا جميع خياراتها على الطاولة».

وقال سامح شكري وزير الخارجية المصريّ، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بالقاهرة إن «الجانب الروسي يتفهّم أهمية قضية سد النهضة بالنسبة لمصر».

وأضاف أن «الدور الروسي في قضية سد النهضة مؤثر من خلال العلاقات الثنائية مع الدول الثلاث وما تملكه من ثقل دولي».

وأشار إلى أن “المبادرة روسية لتفعيل الرباعية الدولية للأمم المتحدة في حضور عدد من الدول الإقليمية لتناول القضية، يمثل أهمية كبيرة خلال الفترة المقبلة”.

وأشار شكري إلى أن مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي تناولت أيضاً الحديث عن أزمة سد النهضة والمباحثات الجارية والمفاوضات المؤخرة، واستمرار التنسيق للتوصل لاتفاق قانوني ملزم يحقق مصالح الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان وينزع فتيل الأزمة وأي عواقب من إجراءات أحادية تتخذ لها تأثيرات ضارة على دولتي مصر والسودان.

من جهتها أكدت الخارجية الإثيوبية أمس، أن “أديس أبابا عالجت كل مخاوف السودان المتعلقة بسد النهضة، وتبادلت معها المعلومات حول ذلك”، مشددة أنه “سيتم الاعتناء بمسألة أمان السد لأمان أثيوبيا أولاً”.

وذكر الحساب الرسمي للخارجية الأثيوبية على موقع توتير في عدة تغريدات متتالية أن “أثيوبيا عالجت كل مخاوف السودان المتعلقة بسد النهضة، وتبادلت معها المعلومات، وأكدت أن مسألة أمان السد سيتم الاعتناء بها من أجل أمان أثيوبيا في المقام الأول، فمن المستفيد من رفض السودان لملء سد النهضة؟”.

وأضافت الخارجية الأثيوبية “لسنوات كان المسؤولون في السودان يمتدحون أهمية سد النهضة لمنع الفيضانات وتنظيم تدفق المياه وتوفير طاقة رخيصة، فكيف يمكن تحقيق مصلحة الشعب السوداني برفض ملء السد؟”.

وتابعت «لا توجد تجربة يمكن مقارنتها بتجربة إثيوبيا، بدعوتها دول المصب إلى التفاوض حول سد لتوليد الطاقة الكهربائية من نهر تنبع مياهه من أراضيها، مصر فشلت في الاعتراف بكرم أثيوبيا وفهم تفاوضها بحسن نية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى