الوطن

من يستخدم الآخر الحريري أم روسيا…؟

} خاص – «البناء»

دخل الروس بقوة على خط الملفات الشائكة في المنطقة ومنها الملف اللبناني، من خلال البدء باستقبال ممثلين عن القوى الرئيسية والتي بدأت مع وفد حزب الله واليوم الرئيس سعد الحريري على أن يزورها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لاحقاً، وكذلك قيادات من قوى أخرى.

هي ليست الزيارة الأولى للحريري الى روسيا سبق أن زارها مراراً كرئيس للحكومة او كرئيس لتيار المستقبل، والآن يزورها كرئيس مكلف تشكيل الحكومة، من دون معرفة مصير تأليف الحكومة المعلق على رغبات الداخل ولاءات الخارج التي يصعب حلها راهنا إلا بقرار من العواصم النافذة بتحييد لبنان عن دائرة الصراع المحتدم أقله حكومياً.

ويسأل مصدر دبلوماسي عبر «البناء» تعليقاً على زيارة الحريري: «ما جدوى الزيارة طالما انّ كلّ الزيارات السابقة للحريري ويوم كان رئيساً أصيلاً للحكومة لم يلتزم بنتيجتها بشيء؟ فالتجربة الروسية مع الحريري مريرة جداً فهو لم يلتزم بوعد او اتفاق، من صفقة الأسلحة الى قرض المليار دولار الى موضوع النازحين، وبالتالي هل زيارته الحالية هي لإبلاغ الروس أنه تغيّر كما أبلغ إلى رئيس الجمهورية أنه تغيّر؟».

ويضيف المصدر سائلاً: «ما سبب الإحاطة الروسية للحريري وهل الهدف تأمين غطاء ما له لكي يستطيع تأليف الحكومة بعدما فقد الغطاء السعودي أم العكس بمعنى إدراج الحريري من ضمن الحاضنة الروسية الصينية والتركية والتي تتماهي مع كلّ من الإمارات والسعودية في مواجهة العصا الأميركية تحت شعار الانتقام من بوابة حقوق الإنسان؟ وهل روسيا بالنسبة للحريري وفريقه السياسي محطة عندما يكون مأزوماً، وعندما يصلح الحال ينسى او يتناسى كل شيء؟ وما هي الأسباب التي تدفع الروس لتحديد مواعيد تبدأ من الرئيس فلاديمير بوتين مروراً برئيس الوزراء وصولاً الى وزير الخارجية وهو غير ذي صفة حكومية دستورية؟ وهل يعلم الحريري الآثار المباشرة على هذا الاحتضان الروسي عند الغرب لا سيما الولايات المتحدة الأميركية؟ بمعنى انّ كلّ الظروف السابقة تغيّرت والمنطقة دخلت في مخاض من نوع مختلف قوامه تبدّل التحالفات على قاعدة انّ الخطر واحد».

ويشير المصدر الى «اتفاقية التعاون العسكري بين روسيا ولبنان والتي أبقاها الحريري في الأدراج من العام 2016 الى العام 2019 تاريخ استقالته ورفض إدراجها على جدول أعمال مجلس الوزراء، لانه لم يستطع تجاوز الضغوط الأميركية عليه بعدم وضع ايّ اتفاقية مع روسيا موضع التنفيذ».

ويكشف المصدر عن «ما طرح خلال لقاء الحريري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الإمارات العربية المتحدة، وعندما طرح لافروف على الحريري عقد مؤتمر لعودة النازحين في بيروت باعتبار انّ لبنان هو من أكثر الدول تأثراً من النزوح السوري، وفوجئ لافروف ومساعدوه برفض الحريري السريع لهذا الطرح، والعودة الى معزوفة انّ عودة النازحين قرار يعود للمجتمع الدولي وفي إطار الأمم المتحدة، وهذا يؤشر الى انّ الحريري غير قادر على اتخاذ قرارات مصيرية».

والأمر الآخر الذي يكشفه المصدر هو «انّ سفارات دول كبرى ومراكز استطلاع رأي دولية أجرت استطلاعات رأي متواصلة لقياس مزاج الشارع اللبناني حول تولي الحريري رئاسة الحكومة، وكانت المفاجأة النسبة العالية جداً الرافضة لعودته الى رئاسة الحكومة، وهذا الأمر ينسحب على كلّ الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ تسعينيات القرن الماضي، كما كانت المفاجأة من نسبة التأييد السني للحريري اذ شهدت تراجعاً كبيراً، ولا أعتقد انّ القيادة الروسية لا تعرف هذه الوقائع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى