أخيرة

لائحة المطالب الأميركية – «الإسرائيلية»

} يكتبها الياس عشّي

ماذا تريد أميركا و«إسرائيل» من سورية؟

اللائحة طويلة، وشهيّة الإله يهوه مفتوحة على آخرها! ولمَ لا وأكثر العرب قايضوا فلسطينَ بربيع لا تنبت فيه شقيقة نعمان واحدة، ولا نخلة واحدة، ولا حبة زيتون واحدة.

واللائحة مشاعة، القاصي والداني يعرف تفاصيلها، وأصحاب الجلالة والسموّ والسادة الرؤساء يحفظونها على ظهور قلوبهم، والكلّ يجلسون على المائدة ليتقاسموا الجبنة، ويغسلوا أيديهم متبرّئين من دم فلسطين والجولان ومزارع شبعا.

واللائحة «متواضعة»! فهي لا تريد من سورية «إلّا» أن تتنازل عن حقّها في أن تكون دولة ذات سيادة، وأن تقطع علاقاتها مع إيران والمقاومة، وأن توقّع صكّ بيع فلسطين والجولان ومزارع شبعا إلى «الشركة الإسرائيلية الأميركية العربية التركية المُغْفَلة» التي يبلغ رأسمالها ثلاث مئة مليون عربي مدجّن ومخدّر بربيع لن يأتي.

ورفض السوريون، ومعهم الكثير من أحرار العالم، لائحة الذلّ، فقامت الدنيا ولم تقعد، وأعلنت حرب كونيّة على دولة جريمتها الوحيدة أنها جرؤت وقالت: لا…

هذه الـ «لا»، كما النار في الهشيم، انسحبت على الأكثرية الساحقة من الشعب السوري، ومن كلّ الأطياف. تحوّلت إلى رمز. آلفت بين الهرم والقاعدة والأشياء الجميلة ووقفات العزّ.

وسيزداد المشهد تألّقاً بالسوريين الذين سيتوجهون في أيار المقبل، أينما كانوا، إلى صناديق الاقتراع، ويمارسون حقهم في اختيار رئيس لبلادهم لسبع سنوات مقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى