أخيرة

إعلان بداية الفناء…!

} مريانا أمين

استبدلوا مواسمنا هذا العام؛ من مواسم خير إلى مواسم جيَف للأسماك النافقة على ضفتيّ بُحيرتنا الجميلة (القرعون)، قبل أن تسبقها مواسم حرائق لغاباتنا القليلة. فبتنا نرى في الزواريب أشلاء عطور وأَدتها أيدٍ آثمة؛ أو خلعتها عن تلك الزهور المشنوقة في أوّل رواق الوطن المتهالك.

وتساقط أمام مشاهدنا أوراق الشجر التي أصفرّت وتيبّست بفعل الخوف العظيم الذي أوجده ذاك الحطاب الجاهل بماهية قيمة الشجر وعطائها.

ونرى الطير قيد إقامة جبرية في أقفاص أطبقت على حناجرها وأنزلت أشجى الألحان في سلوك أوتارها الصوتيّة، أو أنها خضعت إلى الهجرة والإبعاد بفعل تلوّث فضاء عبثت به روائح النفايات البشعة.

نرى طبيعتنا محميّة أوبئة وحشرات، ومياه أنهارنا لم تعد تُدرك كيفيّة الجريان فهي مثقلة بحمل الأوساخ، لذا أصبحت بكماء، دون خرير لذيذ يُعيدنا إلى رقراق الأنس القديم.

وحتى الظلال الوارفة التي كانت تختبئ تحت شجيرات الصفصاف أصبحت عاجزة عند تقديم الفيء لتربة عطشى، حتى أنها تفحّمت من سطوة الأشعة الحارقة.

الطبيعة باتت موطن عناء، لا مقصد راحة ورخاء، فقد أفرغت من معاني الهدوء والأنس والسكون، وضجّت جوانبها بفوضى الانهيار وضياع المفاتن الجميلة.

لقدّ صيّرها العابثون بالبيئة لوحة جرداء لا روح فيها؛ بل جعلوها إعلاناً لانهيار الصحة العامة وبداية الفناء لهناءة العيش في بيئة كانت بالأمس نظيفة.

متى سننعَم بمواسم الخير ونفرح من جديد!؟

أم أننا سنحزن بصفقات جديدة وإفلاسات أعمق لنغرق في بحيرات من الخنوع والخذلان!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى