الوطن

عهدُنا التمسك بخيار الكفاح والمواجهة…

} فتحي أبو علي*

ثلاثة وسبعون عاماً مرت على النكبة، ولا يزال العدو الصهيوني، يفرض كلّ يوم وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية، وضدّ شعبنا الفلسطيني، تؤكد طبيعته العدوانية والإحلالية – الاستيطانية، تبدأ من عدم اعترافه بالجريمة التاريخية، التي ارتكبها بحق شعبنا، وتنكّره لحقوقه في أرض وطنه وحقه في العودة إليها، وممارسة أشكال عديدة من التمييز العنصري بحق من تبقى منهم في الأراضي المغتصبة عام 1948، واستمرار الاستيطان وتوغله في أراضي الضفة الغربية ومنها القدس، حيث ابتلع ما يزيد عن 40% من مساحتها، وبناء جدار الضمّ والفصل العنصري، وتضييق الخناق على حركة المواطنين الفلسطينيين بمئات الحواجز العسكرية والأمنية، وهدم المنازل واعتقال المواطنين والقتل المستمرّ بحقهم، ولا تنتهي عند حدود استمرار فرض الحصار على قطاع غزة، وشنّ الحروب العدوانية ضده أزهقت أرواح الآلاف من سكانه، وخلفت عشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين والبيوت والمنشآت المدمّرة.

في مقابل هذه السياسة الصهيونية، لا يزال شعبنا في مواقع تواجده كافة داخل الوطن وخارجه، يتمسك بحقه الأصيل في أرض وطنه، وحق العودة والإقامة فيها، لذلك شق مسار نضاله الوطني منذ اللحظات الأولى، التي برزت فيها المخططات الاستعمارية تجاه أرضه الفلسطينية، واستمر في كفاحه الوطني من دون كلل أو ملل، وقدم على طريق هذا الكفاح التضحيات العظيمة والكبيرة وما زال يقدم من أجل نيل حريتة وسيادة واستقلال دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.

في ذكرى النكبة نؤكد أنّ «المقاومة ستبقى قائمة بمختلف الأشكال أمام استمرار جرائم الاحتلال والمستوطنين في مدينة القدس، ومحاولات تدنيس باحات المسجد الأقصى، مع التشديد على أنّ الساعات المقبلة حاسمة ويجب على الاحتلال أن يدفع الثمن.

كما ندعو إلى «ضرورة تحرّك المجتمع الدولي بشكلٍ عاجل لوقف جرائم الحرب الصهيونية وسياسات التطهير العرقي المتواصلة، والممنهجة على مدينة القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، ونحذر  من التداعيات الخطيرة لاستمرار هذه السياسة المتواطئة.

 في هذه الذكرى نوجّه التحيّة لكلّ الأسرى في قلاع الأسر الصامدة، وأننا باقون على العهد في التمسك بخيار الكفاح والمواجهة، والتشبّث بحقوق شعبنا المشروعة من دون التنازل عن أيّ حق من هذه الحقوق، وأنّ هذه المناسبة الحية في ضمائرنا جميعاً لن تزيدنا إلا إصراراً على مواصلة درب الثورة مهما غلت التضحيات»، ونوجّه أيضاً «أسمى تحياتنا الثورية إلى جماهير شعبنا كافة في الوطن والشتات، ونحيّي أمهات الشهداء، ونشدّ على أيدي المقاومين في مختلف الساحات، مجدّدين القسم والعهد معهم جميعاً، ولن  نتراجع عن هذا الخيار، حتى استرداد كلّ ذرة تراب أرضنا المقدسة، ودحر العدو الاستعماري الصهيوني عن بلادنا وتجسيد أحلام شعبنا في الحرية والعودة والتحرير والدولة الفلسطينية المستقلة.

*عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول العلاقات السياسية للجبهة في بيروت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى