رياضة

موسم «أخضر» رغم القحط والجفاف

} إبراهيم وزنه

يسجّل للاتحاد اللبناني لكرة القدم، تنظيمه بطولة الدوري ومسابقة الكأس متجاوزاً عقبات الظروف القاهرة، التي أرخت بأثقالها فوق صدر لعبتنا الشعبية بكافة تفاصيلها، فهو اجترح موسماً كروياً ناجحاً من رحم المعاناة وفيض الصعوبات، وهنا نتحدّث عن موسم محاط بالكورونا ومخاطرها، متخم بقرارات الإقفال الاضطراري، إلى غياب العديد من الملاعب عن تأدية دورها الأساسي، بالاضافة إلى هجرة عشرات اللاعبين بغية الاحتراف في دوريات خارجية متواضعة، ناهيك عن المصاريف المستجدة الناتجة عن إجراء الفحوصات المخبرية قبل كل مباراة، وإقامة المباريات خلف أبواب موصدة مما أفقدها الحماسة وروح المواكبة الجماهيرية… وفوق هذا وذاك، اصطدم الجميع بالانحدار الرهيب لقيمة عملتنا الوطنية حيال الدولار المتوحّش الذي لم يرأف بالقيمة الشرائية لمداخيل اللبنانيين.

في إطلالة على أداء المعنيين، من إداريين وحكّام ولاعبين، فاللجنة التنفيذية للاتحاد حرصت على مواكبة الموسم باجتماعاتها الدورية لضبط إيقاع المباريات في جميع بطولاتها، وتأمينها الدعم المادي للأندية قبل انطلاق الموسم الصعب بكل تفاصيله، وعملت أيضاً على إعفائها من مصاريف الملاعب والحكّام، وسهّلت الأمور بهدف إسكات المعترضين وطمأنة المتوجّسين من خلال قرارها المؤقّت «موسم بدون أجانب» وبطولة وفق نظام خاص، من مرحلة واحدة، تليها «سداسيتان» للأوائل وللأواخر.

وحول أداء الحكّام، فقد تخلل المباريات بعض الأخطاء المؤثّرة وخصوصاً في المراحل الأخيرة، لكن وبالمجمل، جاء الأداء التحكيمي أكثر من مقبول. أما بالانتقال إلى اللاعبين، فلا شكّ بأن «التذبذب» كان السمة الأبرز لأدائهم، ومردّ ذلك إلى عمليات الإقفال المتكررة  وعدم التحضير البدني اللازم، نظراً لإقفال ملاعب أنديتهم والتحذيرات من خوض التمارين الميدانية، لتطلّ على موسمنا وللمرّة الأولى موضة «تمارين أونلاين»، وهذه لا تغني ولا تسمن ولا تسهم برص صفوف أو فهم خطّة!

وهنا نؤكّد، بأن فريق الأنصار، استحق اللقبين (الدوري والكأس) عن جدارة، فهو دعّم صفوفه منذ البداية بنخبة من اللاعبين، أكان على أرض الملعب أوعلى مقاعد البدلاء، والأكيد أن تغيير المدرّب (عبد الوهاب أبو الهيل) في عزّ الموسم انعكس أداء رجولياً ورغبة جامحة عند اللاعبين الذين ردّوا على تصريحاته المحبطة بنتائج جيّدة وأداء رجولي، بقيادة الخبير في الدوري اللبناني روبرت جاسبرت الذي أحسن استثمار وتوظيف قدرات لاعبيه، كما أسهم حارس «الأخضر» نزيه الأسعد بتحقيق «الدوبليه» وعودة ناديه للوقوف فوق منصّات التتويج بعد سبع سنوات عجاف، ويكفيه فخراً بأنه سحب الكأس من فم النجاويين عندما صدّ ثلاث ركلات جزاء في نهائي مسابقة الكأس، كما تألق بشكل لافت حارس شباب الساحل علي ضاهر، فكان له اليد الطولى في إيصال فريقه إلى «المربع الذهبي». وفي الحديث عن الأنصار أيضاً، لا بدّ من الثناء على الجهود والتضحيات والتقديمات والمكافآت التي كان بطلها ومحورها رئيس النادي نبيل بدر، المتشوّق لإعادة ناديه إلى سكّة البطولات، فتحقق له المراد بالسهر والاجتهاد.

وآخر كلامنا حول الموسم الاستثنائي، أن النقل التلفزيوني عبر محطة «أم تي في» تجاوز الهفوات التي كانت قد وقعت الموسم الماضي، لجهة سياسة المحطة، بتغليبها نقل وقائع المؤتمرات والتصريحات السياسية والاحتجاجات الشعبية على نقل المباريات، وحسناً فعلت المحطة هذا الموسم، بنقلها المباشر لأكثر من 62 مباراة ومواكبة المباريات الختامية بشكل لافت ومتميّز، ويسجّل للاتحاد تكفّله بنقل ما لم تستطع المحطة نقله عبر فريق عمل متخصص… وبناء على ما تقدّم، نؤكّد مجدداً على نجاح الموسم بالرغم من قلّة الموارد ووفرة الصعاب … وكل موسم وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى