الوطن

آخ يا بلدنا…

} عمر غندور*

في الوقت الذي دخل فيه عهد الرئيس العماد ميشال عون في ثلثه الأخير، وفي الوقت الذي يعتقد فيه رئيس الجمهورية انه ارتكب «خطيئة» توقيع مرسوم تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة العهد الأولى بعد خمس سنوات من انتخابه، وبعد ان سقطت البلاد في جحيم الانهيار الاقتصادي الموصوف، وبعد أن أصبحت الإضرابات والاحتجاجات والاعتراضات الخبز اليومي للبنانيين، وبعد ان بات مستحيلاً مكافحة الفساد، والأكثر استحالة تغيير النظام الطائفي والقناعات والأمزجة، التأم مجلس النواب أمس لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية إلى المجلس، والتي يطلب فيها اتخاذ القرار المناسب حيال التكليف والتأليف بعدما بات فخامته رافضاً توقيع مرسوم الحكومة الذي لم يأتِ بعد ولن يأتي في ضوء الهوة السحيقة بينه وبين الرئيس المكلف.

ولعلّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يدرك انعدام أيّ حظوظ لجدوى هذه الرسالة، جدّد دعوته لتشكيل حكومة جديدة لا ندري من أيّ كوكب ستهبط علينا، ولكنه رحّب برسالة الرئيس، ودعا الى جلسة ثانية تعقد اليوم السبت لمناقشتها في ضوء مطالبات بعقد مؤتمر تأسيسي في لبنان.

في مثل هذه الأجواء شهدت بعض طرقات لبنان يوم بالأمس أوضح صورة سوريالية حين تعرّضت سيارات تنقل سوريين وسوريات للاقتراع الرئاسي في سفارة سورية في اليرزة لقطع الطريق والاعتداء عليهم بالضرب والشتم من قبل البعض ممن قطعوا الطرق وقيل إنهم ينتمون الى حزبي القوات والكتائب، وحسناً فعلت القوى النظامية للحدّ من هذه الاعتداءات غير المبرّرة .

آخ آخ يا بلدنا…

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى