الوطن

تجمع شعبيّ في ساحة الساعة الجديدة في حمص احتفالاً بفوز الأسد في منصب ‏رئيس الجمهورية.. والاحتلال التركيّ ومرتزقته يعتدون على ريف حلب الشماليّ

مستشارة الأسد: إجراء الانتخابات في موعدها هو بحدّ ذاته تحدّ لإرادة الغرب.. والجعفريّ يؤكد عودة سورية لتلعب دورًا في المشهد الإقليميّ

قالت المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية بثينة شعبان إن رسالة الرئيس للسوريين «أتت جواباً على الرسائل التي قدّمها السوريون، وإن إجراء الانتخابات في موعدها هو بحد ذاته تحد لإرادة الغرب.

وفي حوار مع قناة «السورية» حول الرسائل التي حملتها كلمة الرئيس بشار الأسد بعد فوزه في الانتخابات، قالت شعبان إن تلك الرسائل أتت «جواباً على الرسائل التي قدّمها الشعب السوري في هذه المناسبة» ورأت أن الرسالة التي وجهتها الدولة هي أنها استمرت رغم محاولات التشويش.

وتحدثت عما عايشه السوريون من حصار وحرب، وعما وصفته «بمحاولات بث الفتن»، لتقول إن خروجهم كان ليقولوا: «نحن الذين نقرّر، وكل ما قمتم به لا يؤثر علينا لأننا نعلم أنكم تريدون الفتنة بين شعبنا وبين شعبنا وقيادتنا»، حسب شعبان.

وأشارت إلى أنه «قبل الانتخابات بأكثر من عام، وهم يروّجون من أنها تتنافى مع الشرعية، ومع الدستور، ومع القرار 2254» لترد بأن «قرار القيادة بإجراء الاستحقاق الدستوري في موعده تماماً، هو بحد ذاته تحد كبير للإرادة الغربية التي ظنت أنها تستطيع أن تلوي ذراع الحكومة وأن تشوّش عليها».

وقالت شعبان إن الأسد «حين تحدّث عن التحدي أي أن الشعب السوري يتحدى كل هذه النظم والمعطيات التي كان يظنّ الغرب أنه يتمكن من ثني الشعب السوري عن مسيرته»، وتحدثت عن «علاقة تبادلية بين القائد والشعب» قائلة: «أقول للتاريخ إن صمود الرئيس كان جوهرياً في صمود البلد لأنه يقود البلد، وإنه لا سمح الله، لو اهتز السيد الرئيس لاهتزت معنوياتنا جميعاً».

وأضافت أن الشعب السوري وصل «مرحلة التحول النوعي، أو نقطة التحول» وأن «تراكم الخبرة والقهر والصمود والدفاع عن الوطن، أوصل الشعب السوري إلى مرحلة من الوعي أننا نحن هنا، وأن كل ما يبثونه ويحاولون إقناعنا به لا يعنينا أبداً».

وحول سؤال يقول إن نزول السوريين إلى الساحات وجّه رسالة، فهل برأيك تلقفها الغرب بشكل صحيح؟ هل فهم الرسالة؟ أجابت شعبان: «الذين راهنوا على فشل الاستحقاق هم الذين ينساقون وراء الدعاية الغربية والاختراق الغربي، والغرب قادر على اختراق الصفوف وأن يوهم الناس بما يريد وعدونا يعرف كيف يضخم من قدراته وكيف يدب اليأس والانهزامية».

وأضافت المستشارة الخاصة أن «الدول التي حاربت سورية وأرسلت إرهابيين هي التي عارضت الاستحقاق الانتخابي، ولهذا يجب ألا نهتم بما تقوله».

وأضافت أن الموقف في سورية اليوم هو «بداية وعي وفرز حقيقي ونهائي أننا نعمل ما هو في صالحنا ونصم آذاننا عن المغرضين والذين يستهدفوننا».

ورداً على سؤال حول ما شهدته الأراضي الفلسطينية مؤخراً، قالت شعبان: «لولا صمود سورية عشر سنوات وإفشال المخطط الخطير الذي كان يُنوى أن يقوم في سورية لما شاهدنا الهبة الفلسطينية لأن الأمور مترابطة مع بعضها». وأضافت أن «فلسطين وسورية أثبتتا أن العدو ليس قدراً وأننا قادرون على أن ننتصر».

وحول الموقف من التحية التي وجهها الأسد إلى فصائل المقاومة، قالت شعبان إنها سمعت «بعض التحفظات أن فلان وجه الشكر لقطر أو إيران وليس إلى سورية». وأضافت أن «الرئيس لا ينتظر الشكر من أحد، وإنما قام بما تمليه عليه نظرته لنفسه كقائد في العالم العربي وكمؤمن أن المقاومة هي المصير ويجب أن ندعمها» وأن «سورية لا تتخلى عن تمسكها بخيار المقاومة ولا تنتظر من أحد شيئاً».

وفي سياق متصل، قال نائب وزير الخارجية السورية، بشار الجعفري، إن الانتصار السوري هو انتصار على المشروع الإرهابي الذي كلّف تريليونات الدولارات.

وأجرت قناة «الميادين» حواراً مع الجعفري، السبت، اعتبر من خلاله، أنه ثبت للجميع أن «الانتخابات الرئاسية السورية مقياس الانتصار والهزيمة عند البعض»، مشيراً إلى «أن ذهاب الرئيس بشار الأسد للتصويت في دوما هو ذروة الإعلان عن النصر».

وتابع الجعفري أن «الغرب يخطئ معنا عندما يفرض معاييره الانتخابية علينا ولا يمكن لأحد أن يقبل بهذا، وأن دمشق عادت لتلعب دوراً في المشهد الإقليميّ ولتفرض نفسها كرقم لا يمكن تجاوزه»، مؤكدا أنه وبعد 10 سنوات «كانت الحرب على سورية سبباً لتبني مجلس الأمن 11 قراراً لمكافحة الإرهاب، وبأنه منذ اليوم الأول كنا بحالة هجومية في مجلس الأمن لأن الحق معنا، فقد عادت دمشق لتكون قبلة الدبلوماسية العربية».

واستطرد الجعفري: سورية اليوم وصلت إلى ذروة النصر وبقناعة أعدائها كما جاء على لسان المسؤولين في واشنطن، وإعادة فتح السفارات في دمشق مؤشر على أن سورية لم تعد كما كانت منذ 10 سنوات.

وكشف نائب وزير الخارجية السورية، عن عقد لقاءات بين سورية والأتراك. وأكد ، أن «تركيا تحتل أراضي في سورية تعادل مساحتها 4 أضعاف مساحة الجولان». وكشف عن «لقاءات أمنية حصلت بين سورية وبين الأتراك، لكنها لم تسفر عن شيء»، مشدداً على أن «قطع تركيا للمياه عن السوريين في شمال بلاده لا يعبر عن حسن الجوار».

وتابع بشار الجعفري: الضرر الذي تحدثه تركيا بحق الشعب السوري ضرر لا يُقاس على الإطلاق.

وفي السياق نفسه، رأى الجعفري أن «السبب الرئيسي للصدام مع المصالح الغربية هو المشروع الإسرائيلي في المنطقة»، معتبرا أن «الشعوب العربية تسبق حكوماتها في معرض حماية حقوق الفلسطينيين»، لافتاً إلى أن «مفردات الطائفية والمذهبية لم تعد تؤثر بالسوريين، والوعي السوري هو أحد أسباب انتصارنا».

ويرى بشار الجعفري إنه «لولا وجود روسيا والصين في مجلس الأمن لكانت الأمور أسوأ مما هي عليه اليوم»، وأن «الغربيين شكّلوا خلال 9 سنوات 8 لجان للتدخل في الشؤون السورية».

يشار إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد، فاز بولاية رئاسية جديدة بعدما حصل على 95.1% من الأصوات حسب النتائج التي أعلنها رئيس مجلس الشعب، حموده صباغ، مساء الخميس الماضي، ويحدد الدستور السوري مدة الولاية الرئاسية بسبع سنوات ميلادية.

إلى ذلك، استمرت الاحتفالات تعم مختلف المحافظات والمدن السورية ابتهاجاً بفوز الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة، وفي هذا الإطار ‏شهدت ساحة الساعة الجديدة بحمص أمس تجمعاً جماهيرياً ضم العديد من فعاليات المجتمع ‏الأهلي والفعاليات الشعبية في المحافظة.

وحمل المشاركون في التجمع الأعلام الوطنية وصور الدكتور الأسد وهتفوا فرحاً بالنصر ‏مؤكدين أنهم اختاروا المرشح الأجدر القادر على قيادة سورية إلى بر الأمان كما تم خلال التجمع ‏تقديم عدد من اللوحات الفنية الراقصة على أنغام الأغاني الوطنية وإلقاء عدد من القصائد ‏الشعرية.

على صعيد آخر، اعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بالقذائف الصاروخية والمدفعية على قرية مرعناز في ريف حلب الشمالي.

وذكرت مصادر أهلية أن عدة قذائف صاروخية ومدفعية مصدرها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته سقطت على الأحياء السكنية في قرية مرعناز شمال مدينة حلب ما تسبب بأضرار مادية بممتلكات الأهالي والممتلكات العامة.

ولفتت المصادر إلى أن بعض القذائف سقطت في حقول زراعية ما أدى إلى اندلاع عدة حرائق متفرقة.

ومنذ عدوانها على الأراضي السورية في التاسع من تشرين الأول عام 2019 أقدمت قوات النظام التركي ومرتزقته من الإرهابيين على تنفيذ عمليات إجرامية بحق الأهالي ودمرت البنى التحتية والمرافق الخدمية ولا سيما مشاريع المياه والكهرباء وحقول القمح والشعير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى