الوطن

شخصيات وأحزاب وقوى سياسية استذكرت رشيد كرامي بذكرى استشهاده: رجل دولة لم يخضع لإملاءات خارجية وتصدّى لأعداء لبنان والأمّة

استذكرت شخصيات وأحزاب وقوى سياسية الرئيس الشهيد رشيد كرامي لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاستشهاده، في الأول من حزيران عام 1987، على إثر تفجير مروحية عسكرية كان يستقلها وهي في طريقها من طرابلس إلى بيروت.

وفي هذا السياق، رأى النائب جهاد الصمد، في بيان، أن طيف كرامي «كشخصية وطنية استثنائية لا يزال حاضراً بيننا بقوة». وقال: «نستذكره في هذه الأيام الصعبة كنموذج لرجل الدولة والحكم والمسؤولية والنزاهة والكفاءة، ونحن أحوج ما نكون إلى هذه الصفات لدى المسؤولين عندنا في هذه المرحلة، في ظل وجع الناس وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية، وتخبّط أهل السلطة وعجزهم عن إيجاد الحلول لمشاكل البلد والمواطنين».

وأجرى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن اتصالاً بالنائب فيصل كرامي، مواسياً ومستذكراً مزايا الرئيس كرامي. وقال «إننا نتذكر الرئيس الراحل رشيد كرامي، ونقف بهيبة واحترام إجلالاً لهذا الكبير الذي ترك بصمات دامغة وعلامات فارقة في تاريخ لبنان. كان مدرسة وطنية متميّزة في جمع الصف وتوحيد الكلمة والتعالي عن التجاذبات السياسية».

وختم: «لن ينساه اللبنانيون الوطنيون، وسيبقى ماثلاً في ذاكرتهم لما كان له من إنجازات وطنية وحرص دائم على العيش المشترك وسعي دؤوب للحفاظ على عروبة لبنان».

وأشار المكتب السياسي في حزب الاتحاد في بيان إلى أنه «تعود علينا هذه الذكرى، ولبنان يعيش إحدى أخطر المراحل التاريخية في مسيرة وجوده، وأكثرها حراجة، ما يجعلنا نفتقد معها حضور رجالات الدولة الكبار أمثال الرئيس الشهيد، الذي مثَّل بمسيرته السياسية مثالاً يُحتذى به في الوطنية، وفي حرصه على الحفاظ على وحدة وعروبة لبنان، في وجه مشاريع التقسيم التي كان البعض يعمل لتنفيذها، حيث كان الرئيس كرامي سداً منيعاً في وجه الفدرلة والتقسيم بكل أشكالهما، والتي للأسف نشهد العودة لهذه النغمة عبر الدعوات للفدرلة اليوم، حيث يبدو أن البعض في لبنان لم يتعلم من عبر الحرب الأهلية وما زال يدفع بالأوضاع اللبنانية نحو انفجارات جديدة».

أضاف: «في هذا اليوم، نتذكر رجل الدولة الذي لم يخضع لإملاءات خارجية، ولم يساوم على قضية حق، ولم يتخذ المنصب سبيلاً لانتفاعه وزبانيته، فكان نظيف الكفّ، واجه الظلم والاستبداد والتسلط، وتصدّى لأعداء والوطن والأمّة وصان موقعه في رئاسة الحكومة ضد كل محاولات التحجيم ودفع حياته ثمناً لذلك».

وتابع: «يبقى الأول من حزيران من كل عام محطة لاستذكار حلم لبنان الراحل، وهو يوم يؤكد فيه أحرار هذا الوطن أن فكر الشهيد كرامي لم يمت بموته بل يرسم اليوم رغم كل المصاعب، أسمى مفاهيم الحرية والكرامة. وفي هذا اليوم نستذكر مقولته الشهيرة: «عبثاً يراهن البعض على أميركا الشيطان الرجيم، فلا كانتونات ولا فيدراليات ولا كونفيدراليات إنما بلد واحد سيد عربي مستقل هو لبنان».

وأشار «تجمّع اللجان والروابط الشعبية» في بيان، إلى أنه في الأول من حزيران 1987، وفي يوم مشؤوم «امتدت يد غادرة آثمة لتغتال الرئيس رشيد كرامي الذي لم يكن مجرد زعيم لبناني كبير، ولا رئيس حكومة في ظروف لبنانية صعبة فحسب، بل كان قائداً تجسدت في مواقفه وسلوكه ومسيرته كل معاني الوحدة الوطنية اللبنانية وكل مضامين العروبة الحضارية الديمقراطية المضيئة».

أضاف: «والذين اغتالوا الرشيد الغالي، كانوا يغتالون فيه الجسر الوطيد بين مكونات شعبه، والتواصل الآسر بين لبنان وأشقائه العرب، والرسالة اللبنانية المنيرة في المنطقة والعالم، بل يغتالون فيه تراث مدينة العلم والإيمان، الأولياء والشهداء، التي ما انفكت تتعرض منذ عقود إلى عمليات اغتيال متلاحقة، تارة بالفتن وحروب الزواريب وطوراً بالجوع والفقر، ودائما بالإهمال والحرمان».

ولفت إلى أن «الردّ الحقيقي على مرتكبي جريمة الاغتيال، وهم معروفون للقاصي والداني، يكون بالتمسك بإرث رشيد كرامي وآل كرامي جميعاً، إرث الوطنية الجامعة، والعروبة المؤمنة، والالتزام بكل القضايا العادلة وفي مقدمها قضية فلسطين والانتصار الدائم للحق والسعي المستمرّ لبناء دولة قادرة على محاسبة كل فاسد ومساعدة كل محتاج ومحترِمة لكل حق».

وقال رئيس «ندوة العمل الوطني» الدكتور وجيه فانوس في بيان: «نفتقد اليوم بشدة حكمة رجل الدولة، الشهيد رشيد كرامي، كما نفتقد وضوحه في تحديد الرؤية الوطنية وحنكته في إدارة الأزمات وجرأته في اتخاذ القرارات الكبرى لصالح لبنان. نفتقد دولة الرئيس رشيد كرامي، الذي تولى رئاسة حكومة من أربعة وزراء فقط، وعمل من خلالها على إنقاذ لبنان من ويلات اقتتال دام عاشه اللبنانيون في ما بينهم سنة 1958».

أضاف: «نفتقد دولة الرئيس رشيد كرامي، ولبنان ما برح يتخبط، اليوم، في صراعات التحاصص الطائفي والتناتش المصلحي، بين بعض قياداته، لتشكيل حكومة من 18 أو 24 وزيراً أو ربما أكثر، فيما أصوات طبول الخراب الاقتصادي والسياسي والأمني والقضائي، تقضّ مضاجع جميع اللبنانيين وتقودهم إلى سوء مصير ما عرفه تاريخ الوطن من قبل. نفتقد دولة الرئيس رشيد كرامي، في زمن عزَّت فيه القيادة الوطنية الرشيدة، فصار لبنان في مهبّ ألف عاصفة هوجاء، وفي زمن هانت معه الكرامة الشعبية، فانتهى الشعب إلى درجة صار معها يتسوّل ما يفتقده من الدواء ويعاني الذلّ للحصول على الوقود فضلاً عن الخسائر الفاجرة التي تطاله في رزق يومه».

وتابع: «نربأ، في ندوة العمل الوطني، باللبنانيين جميعاً، ونحن نواجه كل ما يشهده الوطن من تسيّب سياسي، ورعونة في تحديد الرؤية الوطنية، وخفّة في التعامل مع المسؤوليات كافة، أن يبقى النظام اللبناني، في الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد دولة الرئيس رشيد كرامي، أسيراً للطائفية السياسية والمحاصصات المذهبية، وهم لم يتمكنوا بعد، من العودة إلى رشد القيادة وكرامة الإنسان، من دونما اعتماد واقعي عملي لهم على مفهوم المواطنة».

وحيّت «لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية» يحيى سكاف في بيان إثر اجتماع برئاسة شقيقه أمين سرّ اللجنة جمال سكاف، روح الشهيد  كرامي. وقال سكاف باسم اللجنة «صوت الوطنيين والعروبيين سيبقى مدوياً في أوطاننا مهما كلّف من تضحيات، وساحات النضال الحقيقي لن تنسى هذه القامة الوطنية الكبيرة».

أضاف البيان: «ألف تحية وتحية للشهداء كافة الذين سقطوا دفاعا عن وحدة الأمّة وفي طليعتهم الرئيس رشيد كرامي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى