الوطن

مبادرة الرئيس بري: الفرصة الأخيرة

} عمر غندور*

 منذ أن أطلق الرئيس نبيه بري مساعيه للتعجيل بتشكيل الحكومة العتيدة، واعتبار الأزمة بين الرئاستين الأولى والثالثة محض داخلية لا بل شخصية بامتياز، ومنذ أن بارك سماحة السيد حسن نصر الله خطوة الرئيس بري ودعمها في إطلالته يوم الثلاثاء الماضي، ارتفع منسوب التفاؤل باستيلاد الحكومة الجديدة كون الرئيس بري الأدرى بخبايا ونوايا أصحاب الشأن، لكن لا «طلق» يشير الى قرب هذه الولادة التي تنتظر أولاً تواجد الرئيس المكلف في بيروت، وهذا ما تحقق أمس.

 ولو لم يكن الرئيس بري هو الذي أطلق مبادرته مدعوماً من حليفه الأقرب حزب الله، لما علقنا آمالاً على نجاح المبادرة، وهي حتى الآن تراوح في مكانها بدليل تسريبات «مستقبلية» لا تتوقع جديداً أو حلحلة لعقدة العلاقة الشخصية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، او استغرابها الحديث عن تشكيل حكومة من 24 وزيراً، أو تسويق لوائح اسمية للوزراء؟

 وتفيد مصادر إعلامية انّ الرئيس المكلف كان وعد المتصلين به وبينهم البطريرك الماروني الراعي بأنه سيزور بعبدا ويتأبّط معه تشكيلة حكومته، رغم انه لا جديد في حلحلة فعلية حول حقائب بعينها، وانّ الأفكار لا تزال متضاربة، بينما غرّد الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط انه لا بدّ من التفتيش على القوى الخفية التي تحول دون تشكيل الحكومة.

 ولا شكّ انّ الأطراف الأخرى المعنية بالتكليف والتأليف تعدّ أكثر من سيناريو ومن بينه استقالات جماعية للنواب تطيح بكلّ شيء.

 ومضحك جداً ان ينتظر البعض الاجتماع الرئاسي المرتقب بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في السادس عشر من حزيران المقبل في جنيف، ويتوهّم هذا البعض انّ الأزمة اللبنانية سيكون لها مكان على طاولة مفاوضات الرئيسين، ويتكرّر انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانتظار مفاوضات الملف النووي الإيراني، او انتظار الانتخابات الرئاسية في إيران! وكلها أوهام ما انفكّ البعض «يهلوس» بها، ولا يصدّق انّ وطننا التعيس ليس في بال أحد، ولا حلول لأزماتنا المتراكمة إلا بتفاهم اللبنانيين، وانْ حصل ذلك يكون خيراً، وانْ لم يحصل فلا نلومنّ إلا أنفسنا.

 ومع ذلك، لا نفقد الأمل وعسى أن تنتهي لعبة تضييع الوقت، وتقوم حكومة الفرصة الأخيرة لدولة تحتضر على قارعة الطريق.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى