الوطن

كرامي في ذكرى استشهاد الرشيد: المخرج الوحيد للأزمة بيد مجلس النواب

أكد النائب فيصل عمر كرامي أن «الإيمان بلبنان لن يتزعزع وسنبذل الغالي والرخيص للخروج من هذه المحنة الكبرى».

وقال كرامي في الذكرى الـ 34 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي «لقد قدّم لنا رشيد كرامي خلال حياته النموذج الأرقى لمواصفات رئيس الحكومة، فكان رجل الدولة الذي ينطلق في كل ما يفعل ويقول من المصلحة الوطنية العليا، وكان باني المؤسسات الساعي إلى دولة القانون والعدالة والمواطنة التي تحصّن الوطن، وكان رمز النزاهة ونظافة الكفّ».

وسأل «لماذا نحن اليوم بلا حكومة؟ ولماذا يتحفنا المسؤولون عن تشكيل حكومة جديدة بقراءات عبثية للنصوص الدستورية؟ ولماذا حوّل الممسكون بالسلطة منذ 30 عاماً الطائف من اتفاق مبني على التفاهم بين اللبنانيين إلى مصدر اختلاف دائم بينهم؟»، وتابع «الجواب عن كل هذه الأسئلة واحد هو أن الطائف لم يتم تطبيقه والنصّ الدستوري تحوّل إلى نصّ شكلي وابتكرت المنظومة الحاكمة بدعة الترويكا، ثم بدعة الديمقراطية التوافقية فألغت دور المجلس النيابي ونسفت القاعدة الأساسية التي تقوم عليها الديمقراطية، وهي وجود موالاة ومعارضة».

وأضاف «نعيش فعلياً في فيدرالية طائفية مقنّعة تتحكم بكل تفاصيل العمل البرلماني والحكومي وتطيح بالأسس والمواثيق التي قام عليها لبنان»، لافتاً إلى أن «النص الدستوري المتعلق بتشكيل الحكومة واضح ولا يحتمل تفاسير واجتهادات، وهو أن الرئيس المكلّف يقوم بتأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية».

ورأى أنه «يُخطئ من يعتقد بأن المشرّعين الذين وضعوا هذا النصّ لم يدققوا بكل كلمة جاءت فيه، كما يُخطئ من يعتقد بأن كلمة «اتفاق» هي مجرد مفردة إنشائية»، مضيفا أن «الاتفاق هو جوهر وروح التفاهم الذي توافق عليه اللبنانيون وكرّسوه في دستورهم نصاً وروحاً، وليس العجز الحاصل اليوم عن التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، سوى انعكاس طبيعي لمسار الإخلال بالطائف وعدم تطبيقه وتحويل الشعب اللبناني إلى مجموعات ومكونات مذهبية متناحرة».

وقال  «لمن يبحثون عن مخارج دستورية من الأزمة التي نعيشها، إن المخرج الدستوري الوحيد وربما شبه المستحيل للأسف، هو بيد مجلس النواب الذي يتوجب عليه فوراً البدء بتطبيق الطائف عبر إقرار قانون انتخابات خارج القيد الطائفي، يكون خطوة تأسيسية لإعادة تكوين السلطة واستكمال مندرجات الطائف عبر تأليف الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس للشيوخ، تتمثل فيه الطوائف وإقرار اللامركزية الموسعة».

وعن اغتيال الرشيد، جدّد كرامي العهد «بأننا لم نسامح ولن ننسى وأكرّر ما قاله عمر كرامي ذات يوم: ما أضعف القاتل وما أقوى القتيل حين يكون القاتل رمز تقسيم لبنان والقتيل رمز وحدة لبنان. إن إخراج قاتل رشيد كرامي من السجن عبر عفو غير قانوني، سيبقى وصمة عار في تاريخ من أصدروا هذا العفو وهو في كل الأحوال لا يُلغي الجريمة ولا يمنح البراءة للقاتل ونحن مؤمنون كطلاب عدالة لا كطلاب انتقام أن الحق سيهزم الباطل في نهاية المطاف».

وتلقى كرامي اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، محيّياً ذكرى الشهيد الرشيد واستذكر مواقفه ودفاعه عن وحدة لبنان واللبنانيين وتمسكه بصيغة العيش المشترك وبالثوابت الوطنية التي تحميها.

كما أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب اتصالاً هاتفياً بكرامي أكد خلاله «أن الرئيس الشهيد كان نموذج رجل الدولة والمؤسسات»، معتبراً «أن لبنان أحوج ما يكون اليوم إلى رشيد كرامي في ظلّ المحنة التي يمرّ بها».

بدوره اتصل الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد بكرامي، استذكر فيه «مزايا الرئيس الشهيد ومواقفه الوطنية»، مشيداً بـ»دوره كرجل دولة».

واستقبل كرامي وفداً من قيادة حزب الله ضم مسؤول قطاع الشمال الشيخ رضا أحمد وعضو المجلس السياسي محمد صالح. وأكد الوفد تمسكه بثوابت الراحل الذي كان داعماً أساسياً للمقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي اجتاح لبنان في الثمانينات، مؤكداً أن للشهيد كرامي مواقف حمت لبنان.

إلى ذلك، صدرت بيانات عدّة أمس، استذكرت مواقف الشهيد رشيد كرامي الوطنية على الصعد كافة داعيةً إلى استلهام مدرسته لمعالجة الأزمات وحماية لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى