أخيرة

أشرار القرن الحادي والعشرين

} سمير رفعت

بالأمس تعرّض مواطنون شاميون في لبنان وهم في طريقهم للمشاركة في الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية… تعرّضوا لاعتداءات من قبل أشرار القرن الحادي والعشرين. أحفاد أشرار القرن العشرين الذين مارسوا أبشع المجازر من مجزرة إهدن إلى مجازر الصفرا والأكوا مارينا وكنيسة سيدة النجاة وصبرا وشاتيلا، إلى قتل طوني فرنجية وعائلته، وداني شمعون وعائلته ورئيس وزراء لبنان رشيد كرامي، إلى محاولة اغتيال إيلي الفرزلي الشاهد والشهيد، إلى النفايات السامة والأفكار السامة، حيث لا تقبيل تريز أو حتى قدمي السيد المسيح نفسه يمكن أن تمحو آثار همجيتهم وإجرامهم وخطاياهم.

أشرار القرن الحادي والعشرين برّروا الاعتداء على المواطنين الشاميّين في لبنان، بأنّ علم الشام استفزهم! نعم، إنّ علم الشام يستفزّ مَن وضع أبوه أو عمّه أو جده أو رئيس حزبه من أشرار القرن العشرين نجمة داود على حيطان ما كان يُعرف بالغيتوات الانعزالية إبان الحرب اللبنانية ـ اللبنانية، أو الحرب “الإسرائيلية” ـ اليهودية بالأدوات اللبنانية.

يومذاك غامرت بحياتي وصوّرت حائطاً في نطاق الغيتو الانعزالي عليه نجمة داود، وحائطاً آخر في نطاق المدينة التي تحتضن كلّ أبنائها وعليه نقش القوميّون الاجتماعيون الزوبعة، ونشرت الصورتين على غلاف “البناء” وكتبت تحتهما “هذا هو الصراع… وما زال”.

كلّ مَن ذهب وتدرّب على أيدي الجنود اليهود في فلسطين المحتلة، كان يعود ليضع على صدره نجمة داود… ومن يضع تلك النجمة لا بدّ أن يستفزّه علم الشام وزوبعة الحزب القومي وعلم فلسطين. ورغم أني لا أؤمن بالكيانيّة، لكني أحترم أعلام كيانات الأمة السورية إلى أن نعيد وحدة الوطن السوريّ ويصبح لسورية الواحدة والموحّدة علمٌ واحدٌ.

لقد قرأت كثيراً عن ما حدث في الطريق من الشمال والبقاع إلى السفارة الشاميّة في لبنان، ولكن توقفت طويلاً عند مقال لصديق أقرأ له باستمرار وقد وضع عنواناً لمقاله: “لن نعتذر من السوريين”، وتبريره لأننا نرى في لبنان وسورية وحدة التراب ووحدة الدم ووحدة التاريخ ولتكن.. وحدة العيش. لقد تناول الأستاذ نبيه البرجي في مقاله كيف ترعرع كثيرون على كراهية الآخر، وذكّرنا بلقطات الحرب الأهليّة حين كانت الرؤوس تقطع بالفؤوس والجماجم تُعرَض على عربات الخضار.. وأعاد إلى الأذهان بأنّ هذه السورية أعطت روما سبعة أباطرة، وأنّ ثلاثة أرباع العائلات اللبنانية من كلّ الطوائف وفدت منها ولا تزال لها جذور هناك.. واستهجن نبيه البرجي هذه النظرة الفوقيّة في النظر إلى السوريين ولو كانوا من طراز أدونيس ونزار قباني ومحمد الماغوط ودريد لحام وبدوي الجبل ومنى واصف وسلاف فواخرجي وسلوم حداد .

نبيه البرجي الصديق أتبنّى كلّ كلمة وردت في مقالك خاصة وأنت اعتبرتها لحظة عار ما فعل البعض بالنازحين، حتى لو لم تعتذر عن عار الأشرار، لأنه كما علّمنا أنطون سعاده أنه “لا يشعر بالعار من لا يعرف العار ولا يعرف العار مَن لا يعرف الشرف، ويا لذلّ قوم لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار”.

استشهد بشيخ الكلمة الجميلة الياس عشي في دردشة له صباحيّة عن جمال الدين الأفغاني الذي قال: “لسنا نعني بالخائن من يبيع بلاده بالمال، بل خائن الوطن مَن يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو على أرض الوطن…”.

إنّ الذين مارسوا الفعلين معاً، فعل بيع البلد بالمال وفعل تسهيل خطوات العدو على أرض هذا البلد… استحقوا بجدارة نعت الزعيم لهم بيهود الداخل…

حمى الله بلادنا من خطر اليهود ومن أشرار القرن الحادي والعشرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى