الوطن

تواصل السجال بين بعبدا وبيت الوسط على خلفية تأليف الحكومة

رئاسة الجمهورية: الحريري يهرب من تحمّل مسؤولياته ويُمعن بانتهاك الدستور «المستقبل» لعون: أوقف استيلاء من حولك على صلاحياتك

تواصل السجال بعنف أمس، بين رئاسة الجمهورية و»التيار الوطني الحرّ» من جهة وبين تيار «المستقبل» من جهة أخرى، على خلفية تأليف الحكومة والصلاحيات.

وكان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ردّ على البيان الصادر أول من أمس عن تيار «المستقبل»، فقال إن «المستقبل» يستعمل عبارات وتوصيفات تدل على المستوى المتدني الذي وصلت إليه أدبيات القيمين على هذا التيار»، مشيراً إلى أن رئاسة الجمهورية «آثرت طوال أسابيع عدم الدخول في أي سجال على الرغم من الأضاليل والتعابير الوقحة المستعملة، إفساحاً في المجال أمام المبادرات لمعالجة الوضع الحكومي».

ورأى أن «المستنقع الذي يدّعي بيان تيار المستقبل أن البلاد غارقة فيه، هو من إنتاج منظومة ترأسها تيار «المستقبل» وتسلطت على مقدرات البلاد»، مؤكداً «أن استمرار هروب الرئيس المكلّف سعد الحريري من تحمّل مسؤولياته في تأليف حكومة متوازنة وميثاقية تراعي الاختصاص والكفاءة وتحقق المشاركة، يشكّل إمعاناً في انتهاك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وينمّ عن رغبة واضحة ومتعمّدة في تعطيل عملية تشكيل الحكومة».

واعتبر أن «الادعاء دائماً بأن الرئيس ميشال عون يحاول من خلال مواقفه الانقضاض على اتفاق الطائف ومفاعيله الدستورية هو قمّة الكذب والافتراء وخداع الرأي العام لأن رئيس الجمهورية استند في كل مواقفه وخياراته إلى الدستور وطبقه نصاً وروحاً، وإلى وثيقة الوفاق الوطني بكل مندرجاتها»، مؤكداً أن «من يضرب اتفاق الطائف هو من يعمل على ضرب الدستور والتلاعب على نصوص واضحة فيه».

وأشار إلى أن «الرئيس المكلّف وتياره يتعمدان تحميل عهد الرئيس عون مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أن ما ورثه العهد من أوضاع وديون هو «ثمرة» ممارسات فريق الرئيس المكلّف وسوء إدارة شؤون الدولة منذ ما بعد الطائف حتى اليوم».

وتابع «إن الرئيس المكلّف يُلقي على رئيس الجمهورية تبعات ما يقوم به هو من مخالفات وتجاوزات تتنافى والحرص الواجب توافره في إطار التعاون بين أركان الدولة لما فيه مصلحة لبنان العليا، والثقة الواجب توفيرها لأي حكومة في إطار التشكيل»، لافتاً إلى أن «الرئيس المكلّف يُصرّ على محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقه الطبيعي في احترام الدستور من خلال اللجوء إلى ممارسات تضرب الأعراف والأصول وابتداع قواعد جديدة في تشكيل الحكومة منتهكاً صراحةً التوازن الوطني الذي قام عليه لبنان».

بدوره، أسف «التيار الوطني الحرّ» في بيان، لأن «يواصل تيار المستقبل الردّ بسلبية على كل طرح ايجابي نتقدم به، لكن استخدامه لغة الشتائم المستفزة لن ينحدر بنا إلى هذا المستوى، بل سنكرّر الدعوة إلى تعاون الجميع من أجل كل اللبنانيين الذين تشدّ الأزمة خناقها على أعناقهم».

أضاف «إننا من موقع الشعور بالمسؤولية، نحضّ تيار المستقبل على العودة إلى لغة العقل والمنطق والكفّ عن العراضات الكلامية لمواجهة التحديات الضاغطة على اللبنانيين». وختم «سيبقى التيار الوطني الحرّ إيجابياً ومتجاوباً مع مسعى دولة الرئيس نبيه برّي، وسيصبر حتى يعلم الصبر أنه صبر على شيء أمرّ من الصبر».

في المقابل، ردّ «تيار المستقبل»  في بيان، على رئاسة الجمهورية معتبراً أنه «ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل، وان فخامة الرئيس العماد ميشال عون مجرد واجهة لمشروع يرمي إلى إعادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه».

وقال «كل الحملات على رئاسة الجمهورية بطلها جبران باسيل ومن زرعهم في القصر، تارةً من خلال تعميم الخطاب الطائفي والمذهبي وطوراً باللجوء إلى ممارسات غريبة الأطوار وبعيدة كل البعد عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني في التعاطي مع الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، والتي أتى على ذكرها في ردّه على رسالة رئيس الجمهورية في مجلس النواب، من تسريب شريط فيديو يتهم فيه رئيس الجمهورية، الرئيس المكلّف، بالكذب، بخلاف الواقع، إلى سابقة مخاطبته عبر الشاشات، وصولاً إلى رسالة الدرّاج وورقة ملء الفراغ بالوزير المناسب، وما بينهما من مواقف مسيئة ترفّع عنها الرئيس المكلّف والتزم بأصول الدستور وواصل التشاور مع رئيس الجمهورية، لتشكيل حكومة تلبي تطلعات اللبنانيين، وليس حكومة تلبي تطلعات جبران باسيل، والجميع شهود على ذلك، وشهود على إحباط باسيل لكل المبادرات».

وتابع «أمّا من يستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية يا فخامة الرئيس، فهو من يتاجر بها ويضعها في البازار السياسي للبيع والشراء بها، ويستدرج العروض بشأنها، كما هو حاصل من خلال احتجاز التوقيع على تشكيل الحكومة كرمى لعيون الصهر».

وختم «أوقف استيلاء من حولك على صلاحياتك، وأوقف محاولاتهم للاستيلاء على صلاحيات الآخرين، وعُد إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وجنّب اللبنانيين كأس جهنم الذي بشرتهم به».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى