الوطن

دمشق تطعن بتقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة وتعتبرها أداة بيد واشنطن.. والعشائر العربيّة تُمهل «قسد» حتى اليوم للخروج من منبج

الخليل: سورية ستصبح سوقًا استثمارية مهمةً في المستقبل القريب

أعلن وزير الاقتصاد السوري، محمد سامر الخليل، أن قانون الاستثمار الجديد الذي صدر في سورية منذ أيام من أهم قوانين الاستثمار.

وأوضح الوزير السوري، في لقاء له مع وكالة «سبوتنيك» أمس، أن «هذا القانون جمع قوانين الاستثمار السورية في قانون واحد، وأن مواصفات هذا القانون طوّرت على القوانين السابقة ومنحت العديد من الميزات والإعفاءات في حال وقوع أي نزاع استثماري».

وقال سامر الخليل إن «هذا القانون وجّه العديد من الحوافز للتعامل مع الاستثمارات الممكنة لتوجيهها إلى هذه القطاعات للمساعدة بإعادة الإعمار في الفترة المقبلة»، مضيفاً أن «القانون سوف ينصف رجال الأعمال سواء من الداخل أو الخارج».

وأكد الخليل أن «سورية سوق استثمارية واعدة ومهمة جداً في المرحلة المقبلة، وأنها من أهم ورش العمل على المستوى العالمي في كافة القطاعات».

كما بين وزير الاقتصاد السوري على أن «لدى سورية رغبة بأن يكون هناك المزيد من الاستثمارات في العديد من المجالات على أراضيها وخاصة خلال المرحلتين الحالية والمقبلة لتعويض ما فقدته نتيحة الحرب».

إلى ذلك، قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحوّلت إلى «أداةٍ بيد الولايات المتحدة وحلفائها»، مؤكداً رفض سورية ضغوط هذه الدول التي وصفها بأنها «مجرّد وسيلة للابتزاز السياسي».

وأكد صباغ، خلال جلسة لمجلس الأمن، أن القرار «غير المسبوق» الذي اتخذه مؤتمر الدول الأطراف لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضد سورية، «دليل واضح على حجم التلاعب والتسييس والضغوط التي تمارسها تلك الدول داخل المنظمة».

وأعرب عن استهجانه من «قيام الدول الراعية للتنظيمات الإرهابية، خلال السنوات الماضية، بحرف انتباه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأطراف في اتفاقية الحظر عن مواجهة هذا التهديد الإرهابي».

وأوضح المندوب السوري أن هذا «النهج التخريبي المتعمّد» لقواعد عمل المنظمة، والذي اتبعه بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن «أدّى إلى تقديم فرق المنظمة استنتاجات خاطئة، قوّضت مصداقية ومهنية عملها، وحدّت من القدرة على مواجهة الإرهاب».

وأكد أن سورية «دأبت على تزويد الأمم المتحدة ومنظمة الحظر بمعلومات مهمة بشكل متواتر حول حيازة ونقل التنظيمات الإرهابية أسلحة كيميائية ومواد سامة لفبركة مسرحيات عن هجمات كيميائية لاتهام الجيش السوري بها».

وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال، في مقابلة مع الميادين، إن بلاده «لم تقم باستخدام الأسلحة الكيميائيّة حتى عندما تعرّضت قواعدنا للاحتلال من قبل الجماعات المسلحة»، مشيراً إلى أن أميركا مارست ضغوطاً كبيرة على أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لاتهام سورية.

بدورها، اتهمت روسيا الولايات المتحدة وحلفاءها، في وقت سابق، بتحويل منظّمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أداةٍ لتحقيق مصالحهم، وتحميل دمشق كامل المسؤولية بشأن الهجمات الكيميائية «مع غياب أدلّةٍ كافية».

على الصعيد الأمني، أمهلت العشائر العربية في منطقة منبج في ريف حلب الشرقي، تنظيم «قسد» الموالي للاحتلال الأميركي حتى اليوم السبت للخروج بشكل كامل من المدينة ومحيطها، وتسليم إدارتها لأبنائها حصراً.

كما دعت العشائر خلال اجتماع طارئ عقدته في ريف المدينة، جميع أبنائها المنضوين في تنظيم «قسد»، بالانشقاق عنه بشكل فوري.

وعقدت القبائل والعشائر العربية في منطقة منبج وريفها شرقي حلب، اجتماعاً مفتوحاً في قرية (رسم المشرفة –  مزرعة الكرامة) في ريف منبج، الخميس، بضيافة عشيرة البوسلطان – البكارة، وذلك للتأكيد على مطالبهم المتركزة على خروج تنظيم «قسد» من منطقتهم.

وبيّن مصدر أن تنظيم «قسد» مدد حالة حظر التجوال الكامل على مدينة منبج لمدة 48 ساعة جديدة وذلك بعد فشله بقمع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية والعشائرية المستمرة لليوم الرابع على التوالي والتي راح ضحيتها 7 مدنيين استشهدوا برصاص مسلحي التنظيم، وإصابة ما يقارب 30 شخصاً بينهم أطفال، من أبناء عشائر البومنا والبو سلطان وغيرهما من العشائر العربية.

وفي تصريح، أكد الشيخ (شيخ إبراهيم عبد المولى البكوري)، أحد وجهاء قبيلة البكارة العربية في منطقة منبج وريفها، أن العشائر العربية حددت مطلبها بشكل مباشر وغير قابل للنقاش مع أي طرف، وهو ضرورة خروج تنظيم «قسد» من منطقة منبج العربية بريف محافظة حلب الشرقي، وذلك بعد فشلها بإدارة المنطقة منذ خمسة أعوام مستمرّة.

ووجّه الشيخ البكوري الذي يجتمع لدى قبيلته مجموعة كبيرة من وجهاء العشائر العربية، كلامه لقيادات تنظيم «قسد» الكرد ومن الصف الأول بأنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم المحقة حتى يعيدوا أبناءهم الشهداء إلى الحياة أو يفسروا لهم بأي ذنب قتلوا بالرصاص الحي على صدورهم ورؤوسهم.

وتابع الشيخ البكوري: «هذه هي الديمقراطية التي صرعتم رؤوسنا بها هي قتل المدنيين العزل الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة»، مؤكداً بأن جميع أبناء العشائر سيكونون مشاريع شهادة حتى تحقق مطالب المظاهرات والاحتجاجات العشائرية والشعبية.»

وبيّن شيخ عشيرة البوسلطان –  البكارة أن وجهاء وأبناء العشائر العربية منحوا تنظيم «قسد» مهلة حتى ظهر اليوم السبت للخروج بشكل كامل ونهائي من منطقة منبج دون أي شروط مسبقة، وذلك لكي لا تتحول المظاهرات والاحتجاجات إلى انتفاضة مسلحة.

وجدّد الشيخ البكوري دعواته إلى جميع أبناء القبائل العربية بضرورة الانسحاب والانشقاق من صفوف تنظيم «قسد» بشكل فوري، كما دعا التجار والميسورين لتبني جميع الشبان الذين انشقوا من صفوف التنظيم أو من سينشق ولو لعدة أشهر حتى يستطيعوا مساندة أسرهم وذويهم بعد إيقاف رواتبهم من قبل «قسد».

وندّد الشيخ البكوري بالذين يسمون أنفسهم وجهاء وشيوخ عشائر واجتمعوا مع قيادات تنظيم «قسد» وخرجوا ببيان أقل ما يُقال عنه بيان العار، والذي أكد فيه التنظيم إلغاء التجنيد القسري في منبج وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الشعبية خلال الأيام الماضية.

وتشهد مناطق سيطرة تنظيم «قسد» شمالي وشرقي سورية، حالة من الغضب الشعبي والمظاهرات العشائرية ضد ممارسات التنظيم المدعوم من الاحتلال الأميركي التي تتركز على سرقة النفط والغاز والقمح والتجنيد القسري والاعتقالات التعسفية ومنع التعليم وإغلاق المدارس ونشر الجهل والفقر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى