الوطن

مستوطنو «غلاف غزة» يخشون الانجرار لموجة تصعيد بسبب «مسيرة الأعلام».. وتأهّب صهيونيّ

مواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين والمقاومة دعت للنفير العام

اندلعت مواجهات بين جيش الاحتلال الصهيوني ومجموعة من الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، قبل ساعات من تنظيم مستوطنين مسيرة استفزازيّة في القدس الشرقية، يُخشى من أن تعيد اشتعال الأوضاع.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية: «بدأت مواجهات قرب السياج الحدودي جنوبي قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي ومجموعة صغيرة من الفلسطينيين»، وأشارت إلى إصابة فتى فلسطيني برصاصة في قدمه.

تأتي تلك التطورات قبل ساعات من انطلاق «مسيرة الأعلام» التي ستجوب البلدة القديمة في القدس ويؤدي المشاركون فيها رقصة في منطقة باب العامود العربية أحد أبواب البلدة، الأمر الذي قد يشعل الأوضاع مجدداً في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وحتى في المدن العربية في الداخل الفلسطيني (48)، بحسب مراقبين.

ووافقت الحكومة الصهيونية الجديدة، الإثنين على تنظيم المسيرة بعد تقييم للوضع أجراه وزير الأمن الداخلي «عومر بارليف» مع قادة أجهزة الأمن.

وفي السياق، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس والداخل المحتل، النفير العام والرباط في المسجد الأقصى المبارك، للتصدّي لمحاولات الاحتلال والمستوطنين المساس به.

كما أكدت أنها ستواجه «مسيرة الأعلام» التي ينوي المستوطنون تنظيمها في القدس المحتلة، والمشاركة في المسيرات في الضفة وغزة رفضاً للعدوان على القدس والمسجد الأقصى.

وفي السياق، قال الناطق باسم حماس، حازم قاسم، إن «إصرار الاحتلال على سلوكه الاستفزازي في مدينة القدس، استهتار بمشاعر كل الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم، واستخفاف بكل القيم الإنسانية، وتمرّد على القوانين الدولية، ويجب توحيد جهود كل الأمة لمواجهة عدوان الاحتلال الصهيوني على مقدساتها».

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أنها ستتصدّى بكل قوة لاستفزازات المستوطنين في المدينة المقدّسة، وستقف سداً منيعاً في وجه كل من يحاول المساس بالمسجد الأقصى المبارك.

وقالت الحركة في بيان «لن يكون للاحتلال فيها موطأ قدم، حتى وإن سالت الدماء فهي رخيصة لأجل الأقصى».

إلى ذلك، عبر مستوطنو مستوطنات ما تسمّى بـ»غلاف غزة»، عن غضبهم وخشيتهم من إمكانية تجدد المواجهة مع حركة حماس مرة أخرى بسبب مسيرة الأعلام الاستفزازية في القدس لأنهم سيدفعون الثمن كالعادة، بحسب موقع «واللا» العبري.

وقال المستوطن الذي يقيم بمستوطنة «نير عام» عوفر ليبرمان: «يؤسفني أن تقوم الجهات المتطرفة التي تعيش في القدس بمسيرة الأعلام ونحن مَن سيدفع الثمن، أنا لا أعارض إجراء المسيرة لكن يجب ان نعترف بأن دولة «إسرائيل» لا تستطيع وقف إطلاق الصواريخ لذلك فإننا سنتحمل النتائج وندفع الثمن كالعادة».

ومن جهته، قالت المستوطنة معيان فولد التي تعيش في مستوطنة «نتيف هعسرا»: «لا يمكن تعطيل الاحتفالات في القدس بسبب تهديدات حماس؛ لكن يجب أن نكون حكماء ونبحث عن بدائل وحلول وسط لتغيير المسار لأن التوقيت غير مناسب ونخشى من قيام حماس بإطلاق صواريخ».

 وأضافت: «أشعر بحالة من الإحباط لأن حماس تواصل تهديداتها، وهذا دليل على اننا لم نحقق الردع خلال عملية حامي الأسوار كما يدّعون».

وطالبت المستوطنة عدي لجزيئل، حكومتها الاهتمام بسكان مستوطنات الغلاف، مشيرةً إلى أن مستوى الخوف والهلع يزداد في هذه الساعات وسكان المستوطنات خائفون من تجدّد إطلاق الصواريخ.

وذكر الموقع العبري، أن «سكان المستوطنات على قناعة بأن هناك ضرورة لعدم السماح لحماس أن تملي شروطها وسياستها على «إسرائيل»؛ لكنهم يشعرون بحالة من القلق والتوتر من التداعيات السلبية لهذه المسيرة».

وتساءل المستوطنون: «أليس من الأفضل البحث عن بديل للقيام بخطوات محسوبة ومدروسة أو تغيير المسار، لأن التوقيت غير مناسب والوضع قابل للانفجار».

يُشار إلى أن عدداً من الخبراء والمحللين وأعضاء الكنيست طالبوا بتغيير مسار المسيرة أو الغائها خشية تجدد المواجهة مع غزة.

وفي السياق، ذكر موقع «واللا» العبري، أن شرطة الاحتلال كانت قد رفعت حالة التأهب في الداخل المحتل خشية تجدد المواجهات عشيّة «مسيرة الأعلام» التي ستجري مساء اليوم في القدس.

وبحسب الموقع العبري، فإن مفتش عام شرطة الاحتلال كوبي شبطاي أصدر تعليماته بوقف إجازات عناصر الشرطة في جميع المناطق ونشر المزيد من القوات في المدن المختلطة كاللد والرملة وحيفا وذلك خشية تجدّد المواجهات.

ووفق الموقع فإن شبطاي أصدر تعليماته بتفعيل خطة المناوبة الطويلة التي تستمر 12 ساعة للقوات الميدانيّة وأمر قادة الألوية بالتعامل الفوري مع الأحداث وبحزم لمنع انتشارها واستخدام الوسائل المتاحة لديهم مثل الهراوات والحوامات لإطلاق قنابل الغاز وبنادق Ruger التي تستخدم في مناطق الضفة الغربية.

كما وتم نشر المئات من عناصر الشرطة وحرس الحدود في المدن المختلطة والاستعانة بسرايا حرس الحدود العشرة التي تعمل حالياً في مناطق الضفة الغربية إذا تطلب الأمر.

كما وتمّ تأجيل تسريح 16 سرية بسبب حالة التوتر السائدة والخشية من اشتعال المنطقة على خلفيّة مسيرة الأعلام لجماعات اليمين المتطرف.

ووجّه ناشطون فلسطينيون دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للاحتشاد في باب العامود بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية.

وكان مسؤولون بفصائل فلسطينية قد حذّروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محملين حكومة الاحتلال مسؤولية تداعياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى