مقالات وآراء

التهويل بضرب سدّ النهضة لن يكون لأنّ مصر والسودان واثيوبيا داخل السلة الأميركية

} عمر عبد القادر غندور*

ذكر موقع «غلوبال فايزر بور» الأميركي أنّ القوات الجوية الاثيوبية تمتلك 92 طائرة حربية متنوّعة، تجعل ترتيبها 68 بين أقوى القوات الجوية في العالم، وانّ الجيش الاثيوبي لديه ترتيب أفضل على مستوى القوة العسكرية الإجمالية بين 140 دولة الأقوى في العالم، إذ يأتي في المرتبة 60 عالمياً بإجمالي عدد جنود 162 ألف جندي ليس بينهم قوات احتياطية.

يأتي نشر هذا التقرير متزامناً مع إكمال الملئ الأول لسدّ النهضة  بدون اتفاق ملزم لجميع الأطراف، ومع بداية الملئ الثاني للسدّ يقول السودانيون أننا أصبحنا الأضعف في أيّ مفاوضات لاحقة يعني خسارتنا لاي قضية قانونية حول السدّ وبتنا تحت رحمة دولة اخرى تمتلك القدرة على تعطيشنا او إغراقنا، وبدلاً من ان تطلق اثيوبيا رصاصة واحدة، يكفي ان تزيد متراً واحداً على المنسوب الطبيعي للفيضان لإغراقنا…

وتشتكي مصر من عجز مائي يقدّر بعشرين مليار متر مكعّب إذا حصلت على حصتها كاملة من مياه النيل، وان الملء الثاني للسدّ يشكل ضرراً هائلاً لمصر…

ولم يعد خافياً على أحد انّ الديبلوماسية المصرية حطمت رقماً قياسياً في سياسة ضبط النفس والدعوة الى تطبيق القانون الدولي والعرف والاخلاق وخاصة بما يتعلق بالعلاقات بين الدول والشعوب التي ترتبط في ما بينها بروابط تاريخية وجغرافية واقتصادية.

بعد استعراض المسار المستجدّ وما سيجدّ في موضوع سدّ النهضة، نحن نرى بكلّ وضوح انّ الولايات المتحدة هي صاحبة اليد العليا في مصر والسودان واثيوبيا، ولا يمكن للدول الثلاث الخروج عن طاعتها. وإذا ظن الحكام العرب انّ انبطاحهم أمام الصهاينة تطبيعاً وتسليماً قد يجعلهم يملكون قرارهم ويصبحون أعلى شوكة فهم واهمون، وان الولايات المتحدة كما قال الرئيس جو بايدن معقباً على قيام حكومة جديدة في «إسرائيل» خلفاً لحكومة نتنياهو، «انّ الولايات المتحدة هي خير حليف لإسرائيل» ما يعني انّ أميركا لا تخدم الدول العربية المطبّعة وغير المطبّعة ولا تتأخر عن سحقها إذا كان ذلك في مصلحة «إسرائيل» ولا تتأخر لحظة واحدة!

ولا نهاية لهذا التحقير والتذليل الا بالعودة الى محور المقاومة.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى