حديث الجمعة

صباحات

} 17-6-2021

صباح القدس للقيصر وقد أتقن فن التفاوض وسيطر، وصحح المشهد الدولي بأن رد الاعتبار للعنصر الأولي، عنصر الحق والقوانين الدولية، والتمسك بالندية، في موقع المرجعية، فروسيا تمثل معسكر قوة الحق والقانون، بوجه معسكر قانون القوة، وعلى الباحث عن الاستقرار بعد فشل الحروب أن يردم الهوة، وأن يدرك أن من اجتمع بهم في لندن ليسوا السبعة الكبار ومن التقاهم في بروكسل ليسوا حلف الأطلسي، وكلهم يعاني الانهيار وفي العالم المنسي، فلا يفيده الاستقواء بهم ولا بجمعهم، فالاسم الصحيح للتجمع مكرر، مهما تضخم المحضر، ففي لندن فاشلون وفي بروكسل فاشلون، فاشلون يبكون منافسة الصين بالتقدم والازدهار، في لندن ينتحبون، ويشكون منافسة الأسعار، وفي بروكسل فاشلون في الحرب على سورية وحلفاء للإرهاب، يريدون استعراض قوة وجانب يهاب، بينما يقابلهم رئيس دولة تحالف الصين وشريكة النصر في سورية مع إيران والمقاومين، جمعان فاشلان لا يصيران جمعاً ناجحاً، كما الهزيمتان لا تصنعان انتصاراً، وليس المعيار كم ثروة روسيا وجيوشها بالمقابل، بل مَن انتصر وهو يقاتل، وكم خاضت معارك رابحة وكم كانت كفتها راجحة، فلا العقوبات هزمت عزيمتها، ولا التحالفات تمكنت من هزيمتها، وفيما ينهض حلف صاعد يضمّها مع الصين وإيران، تتفكك أحلاف الأمريكان، فالترقيع كان ذات اليمين والشمال، بين دول تسمى بالاعتدال، مرة بين الفرنسيين والأتراك، ومرة بين الأوروبيين انفسهم فك اشتباك، وفي المنطقة المحورية للصراع، نزاعات وضعف في معسكر الأتباع، سواء في عرب الاعتدال او في كيان الاحتلال، مقابل حلف ثابت الأوضاع لا يُشترى ولا يُباع، كل ذلك كان حاضراً في القمة، وكان واضحاً في النخوة والهمة، وكان بائنا من يريد التفاؤل والإيجابية، ومن يتمسك بالمبادئ القانونية، ومن يوحي بالتقدم في التفاهمات، ومن ينتظر اختبار النيات، ولم ينس القيصر لغة التحدي في حديث حقوق الإنسان وكذبة المعارضات، مذكراً بأن الغرب يدعم عملاء لا أحرارا، وأن من يقصف المدنيين ويبني المعتقلات، لا يصير أشراره أخيارا، وان اللعبة مكشوفة بائنة، ولن تدسوا السم بالعسل، فان اردتم البحث عن توافقات، فتجاهلوا الجماعات الخائنة، وتعالوا لنبحث أصل المسألة، فتدخلاتكم هي المشكلة، ولا تخلطوا الرز بالبصل، لأن الشعوب ليست مغفلة، وتعرف ما حصل، ولا نتمنى لبلادنا مشاهد الفوضى والجريمة، باسم الديمقراطية، وكذبة الامة العظيمة، على حافة حرب أهلية، فالتعدد السياسي ضمن حدود الشرعية، والحرية تحكمها الضوابط الوطنية، وشعوب العالم لا تنتظر من يعلمها شكل الحكم الرشيد ولكل أمة طريقتها، فمن سنّ قانون العبيد، لا يضع للشعوب شريعتها، تعالوا الى حسابات المصالح فربما نخالف او نصالح، ونتحدّث عن مشتركات الدول وتخفيف التوتر، لسحب فتائل التفجير والحروب، وهذا شرطه التخلي عن وهم الوصاية والتنمر، وتقبل التغيير في الأسلوب، فالعالم كله تغير ولا مكان للمستعمر، ولا للعنصرية ولا للفوقية ولا لمزاعم التفوق، والعهد العالمي الجديد بدأ بالظهور، فالاعتراف بالحقائق اليوم، يفتح طريق التعاون والتقدم، فلا مكان للوم، ولا بد من التعلم، وقليل من التواضع وقليل من التراجع يفتحان الباب للتسويات، ان اردتم احترام التوازنات، وهذا هو المختصر لمن غاب ومن حضر.

} 16-6-2021

صباح القدس وقد أشرقت شمس معادلة سيفها من فوق مسيرة الأعلام، وبدد وميضها كل هذا الظلام، فللمرة الأولى يسير المئات بدلاً من ألوف مؤلفة، يحكمهم الخوف وأصواتهم مرجفة، وإلا لماذا لم يتقدّموا صوب المسجد وحائط البراق، بعيداً عن الكذب والنفاق، ولماذا لم يدخلوا الأحياء العربية، بمعزل عن اكذوبة الديمقراطية، أليس السبب هو الخوف من الصواريخ، وليس قراءة جديدة لرواية التاريخ، ليس فيها الهيكل وحائط المبكى، بل تسليم بالخطوط الحمراء للمقاومة، بأن يتجنبوا الأنكى، في كل مواجهة قادمة، فالخيار ليس بين عودة نتنياهو وحكومة اليمين وانفلات المستوطنين، فالثلاثة من حلف الشياطين، والمفاضلة بينهم تعني راعيهم الأميركي، والمقاومة تخدم استراتيجيتها وتحفظ نصرها التكتيكي، ففي يد حفظت إطاحة آخر ملوكهم، وبيد أخرى فرضت تعديل سلوكهم، وصباح القدس لكلام من ذهب قاله الرئيس المنتصر، فقد قال الأسد بعد النصر في حلب، سورية تصمد لكن العروبة يجب أن تنتصر، وقال بعد الانتخابات سهلوا على الناس مشروع العروبة، وتخلوا عن التعقيدات وخففوا العقائديات وما فيها من صعوبة، وتقدّموا للناس على الطريق الموصلة، ولا تضيّعوا البوصلة، فان سلكت للعروبة طريقاً فاختصر، والطريق هو تأكيد ان العروبة انتماء قبل ان تكون عقيدة، فهكذا ينظر إلينا الاعداء، مهما بدت المسافات بيننا بعيدة، فالتقسيم ان اصاب بلداً تعمم على سائر البلدان، وان نجح الإرهاب او تقدم التتريك، أو سيطر الأخوان، فالأمر ليس مجرد تكتيك، بل تهديد لأمن جميع العرب، من صمد ومن هرب، والحل الذي رآه البعض بالتطبيع، صار اسوأ وصفة للسقوط السريع، بينما وحدة الموقف قوة، والوحدة حول فلسطين ليست مجرد نخوة، بل حماية لأمن الجميع، وما يجب على مشروع العروبة ان يقوله للناس، هو ان مصالحهم تبقى الأساس، ففي وحدة الأسواق تبادل بالعملة الوطنية، فتبقى عملاتنا قوية، وتنقل حر بلا مشاكل للافراد والبضائع، ونمو للمزارع والمصانع، وفي بلادنا خيرات كثيرة، تجعل منا قوة كبيرة، من النفط والغاز والمعادن والمياه، وكل شروط وحاجات الحياة، وما لا يمكن مع الجميع حله، لا يؤجل كله، وليكن مع من يستطيع جله، وبعد كلام الأسد نقول، تعالوا نفكر بالمعقول، بعد نصر سورية لا بدّ من العراق، ومن وحدة الأسواق، ويتبع الأردن ولبنان، بحساب المصالح بدلاً من لعبة الطوائف والأديان، فالدولة التي تريدها الشعوب، هي دول المواطنة، بعدما جربت مع الفساد المساكنة، واكتشفت عقم الرهان، وها هو لبنان في قلب الانهيار، في لعبة الدولار، وبدلاً من نقاش الخروج من الحفرة، نقاش في أصناف الملائكة وخرائط المجرة، والحلول بسيطة، بفتح الحدود وتحكيم المصالح، لمعرفة المسيء من الصالح، وتغليب التبادل بالليرة الوطنية، مع كل من يقبل التوريد، سواء أكانت المحروقات من ايران او من السعودية، ندفع بالليرة، ونشتري الكهرباء بالليرة، وهذه آخر السيرة، ونهاية البريد، فأصل الحكاية بين سايكس بيكو وبلفور، تقزيم وتفتيت للأوطان وضياع لفلسطين، ولا مكان للرد المبتور، ولا للهذيان، والجواب واضح وضوح اليقين.

} 15-6-2021

صباح القدس لليوم المهاب، يوم النفير لمواجهة الإرهاب، فمنذ أول خيوط الصباح بدأت القوافل نحو القدس بالوصول، والشعب الحيّ يشحذ أرواحه للشهادة لا ينتظر الحلول، وعلى من ركب رأسه في مسيرة الأعلام، أن يعلم أنها حرب الحق والباطل ستجري أمام الإعلام، وسيكون العالم كله فيها شريكا، ليشهد على سلوك حلفاء أمريكا، ورئيسها يتشدق بحقوق الإنسان ويدّعي الأستذة على الدول والشعوب، ويداه مضرجة بدماء الحروب، وإن طبقنا معادلة قل لي مَن تحالف أقول لك مَن أنت، من خان الحقوق وكيف أخلصت، نسأل عن التحالف في سورية مع القاعدة وداعش، وهل يدعونا لنفتح معهما كتاباً ونناقش، وعن التحالف في الخليج مع السعودية بوجه شعب اليمن، كيف يمكن لضمير إنساني ان يسجل هذا الزمن، فهل يلوم الأطفال المذبوحين في البرية ويرى في قاتل الخاشقجي بطل الحرية، وعندما نصل لفلسطين حدّث بلا إحراج، تكفيك جرائم حرب غزة الأخيرة وتدمير الأبراج، وإسقاط السقوف على النائمين، وتوحش المستوطنين، وفي كل حال الرأي العام في العالم يصنع روايته للأحداث مما يشاهد، ويرفض أن يكون على رواية الزور مجرد شاهد، فها هي المسيرات تخرج بالملايين، تساند الحق المثبت باليقين، وتجبر اللسان الأخرس أن ينطق، وتهتك جدار الصمت وتخرق، واليوم سيلتقي في الميدان من الأقصى إلى باب العامود، صاحب الأرض والمحتل الآثم، في صراع وجود، بين شعب ثائر وعدوان غاشم، وسيظهر مَن هم الآتون من خارج العصر ومن نظريات السخافة، ومن يليق بهم النصر يفضحون الخرافة، ومن يزعم انه دولة القانون والديمقراطية، وكيف تقف الشرطة مع المستوطنين نموذجاً للعنصرية، وسيكون كلاً من الحق والباطل، في موقعه يقاتل، وستكون الحقيقة الصريحة، وتظهر الفضيحة، كما يقول المصريون بجلاجل، لكن إن تمادى الغي والعدوان، واطلق لقطعان المستوطنين والتوحش العنان، فالمعادلة لم تتبدل، ولا جهوزية المقاومة، ان عدنا الى المربع الأول، فلا مساومة، ان عدتم عدنا وان زدتم زدنا، في المساء سيكون الحساب والتقييم، وسيصدر القرار الشجاع والحكيم، أما باعتبار الذي جرى تثبيتا للمعادلة بقوة حضور الناس، وان القدس محمية بهم من رجس الأنجاس، واما ان الامور بلغت حدها، ولا بدّ من الصواريخ لصدها، او ربما بنقلة نوعية، بعملية استشهادية، في منشأة حيوية، تزلزل الكيان وتهزّه من الأركان، ليفهم البعيد والقريب أن المقاومة لن تغيب، وفي الصباح سيكون الإقليم على الموعد، يتابع ويحدد، فالمعادلة التي قالها السيد، معادلة قائمة، تهديد القدس يعني حرباً قادمة، لكن كل شيء بمقدار، وكل أوقية بقنطار، فالمقاومة ومحورها ليسا هواة حرب، لكنهم أسياد هذا الدرب، اذا استحق صوت السلاح، فالمقاومون من كل ساح، في لبنان واليمن والعراق، سيشكلون نقطة الانطلاق، بألف وسيلة وطريقة، لتثبيت الحقيقة، وإن اقتضى الأمر لن تتأخر سورية وإيران عن الحرب الفاصلة، إن كانت لا بد حاصلة، فتلك هي الصورة التي سترسم بعد حين، والكلمة الحاسمة ستبقى لشعب فلسطين، فقلوبنا وسيوفنا معكم، بعهد المؤمنين نتابع جمعكم، فأنتم للقدس سلام، وأنتم خير إمام، ولكم أول وآخر الكلام.

} 14-6-2021

صباح القدس للتحوّلات ولمواجهة التحديات، فمن واشنطن إلى تل أبيب استبدال، يستبدل الجنون بالاستهبال، واستمرار الإرهاب، لكن بالثعالب بدل الذئاب، والفرق كبير بين القادر على الاستنهاض إلى مَن شعاره في الحرب الاستركاض، وبين مَن يشدّ العصب ومَن تشكل من جمع تربطه القطب، ملوك الإستيطان والمستوطنين يرحلون، من الكيان الكبير الى الكيان الصغير، فقد صاروا خطراً بمشروع الانتحار، وما من مشروع بديل، وصار شراء الوقت خير ما يقدرون، والمياومة أحسن التدبير، ومنع الانتحار بالتذاكي كشراء الأدوار بالتباكي، ومع رحيل نتنياهو بعد ترامب، يكتمل التأقلم مع الزمن الصعب، لكنه تأقلم انتظار الصفعة على الرقبة، هو تأقلم يسبب الحردبة، وشراء الوقت بالتنازلات، وتفادي الحرب بالسياسات، يمنح محور المقاومة الوقت لاكتمال الإعداد، ومراكمة المكاسب والاستعداد، فالمنازلة الشاملة حاصلة، وفي حساب المقاومة لا بد قادمة، فكل ما يجري محاولة امتصاص للاحتقانات الموضعية، لا يغير بجوهر القضية، محاولة تلطيف الاستيطان بتخفيض منسوب الاحتقان، لكنه هنا وهناك تبقى المسألة بالسؤال عن أصل المشكلة، هل ستتخلى واشنطن عن مشروع الهيمنة، وهل ستعود الأرض ويعود الحق للفلسطينيين، والجواب معلوم على مر الأزمنة، لا تمنح الحقوق بل تنتزع بأيدي المقاومين، فالمنازلة آتية لا محالة، سواء بالتمهل أم بالإطالة، لكن لنا حق الاحتفال برحيل المجانين الملوك، ليس خوفاً من جنونهم، بل لأنهم كانوا رموزاً للفرعنة، والخوف من الجنون صار في معسكراتهم فاستبدلوا الفرعون بصعلوك، وصار هذا قانونهم، كلما هزموا بدلاً من أن ينكسروا تجعلكو، وبدلاً من أن يتفرعنوا تصعلكو، والتسويات التي يعرضونها أو يعتقدون أنها مخارج، تأتي متأخّرة ومفخّخة بسمومها، ولذلك يقول اليمنيون بالعربي الدارج، بلّوها واشربوا زومها، فالتهدئة بشروطنا لا بشروطكم، في النووي لا تراهنوا على بحث الصواريخ، وفي اليمن ارفعوا الحصار، وفي فلسطين احذروا القدس في يوم الغضب، هذه ضعوها خطوطكم، وتعلموا من التاريخ، وتحسبوا للإعصار، والنصيحة بثقلها من ذهب.

} 12-6-2021

صباح القدس للسيد وقد همً بتحريك السبابة، وكأنما تحرّك جيش بألف دبابة، فهو لم يقل ان معادلة القدس والحرب الإقليمية قد قامت، بل قال نعمل كي تقوم، فاذا العواصم والرئاسات على وجهها هامت، وتاهت العقول في كيف دونها تحول، وكيف تمسك على يد نتنياهو من الحماقة، ولو اقتضى أن يخرج من الحكم على العلاقة، وكيف لا تتدحرج الأمور خارج السيطرة، وتصير السماء للصواريخ الممطرة، وكيف تنطلق الوعود بالحلول والتسويات، أملاً بتهدئة تخلقها المناخات، وتحركت الوساطات، لكن الرسالة وصلت للشعب أصلا، فتولاها من جنين الى عكا وباب العامود، وامسك بعضه ببعض يقيم وصلا، ويعيد للانتفاضة ألق الوجود، فصار الصاع صاعين، صاع المعادلة وصاع الانتفاضة، وصار خطر الدخول في الحرب متاحا، من بابين مشرعين، ولا تنتظر الناس سلاحا، ولا تحتاج في الشرح استفاضة، وها نحن في قلب اللحظة الرائعة، حيث التكامل بين المقاومة والناس، فلا اوقات ضائعة، ولا مجال للالتباس، ومثلها في شأن القضايا المعيشية، وضع السيد يده على الجراح، وما كان يعلن خطوة عملية، ولا يهدد باستخدام السلاح، كان يقول إذا يئسنا من قيام الدولة، وقد منحناها الف فرصة والف جولة، لن نترك الناس للجوع ولن نخون هذي الجموع، فتدبروا امركم قبل ان نبادر، ولا تتوهموا أننا نخشى المخاطر، وفجأة دبت في شرايينهم الحياة من جديد، فعقدت الاجتماعات، وفتحت الاعتمادات، وصاروا يتسابقون بالحديث عن الأزمة المفتعلة، ويتحدثون عن حلول محتملة، فالفيول من العراق الذي أهملوه صار حلاً ممكنا، وتضاعفت الكميات، والمشكك صار موقنا، ان الامور مفتوحة الاحتمالات، واستنفرت السفارات، وكلمة السر تحرّكوا قبل فوات الأوان، فقد قال السيد اياكم ولحظة القرار، عندها لا مكان، لذريعة او لاعتبار، فالمحروقات التي بها تتاجرون، ستصير للناس متوفرة، فلا تأتوا بحلول متأخرة، بادروا فوراً وإلا، وهذا ما تنتظره الناس من المقاومة، ان تكون قوتها مهابة لا تعرف المساومة، يخشون قولها، لأنها تقول وتفعل، فيتراكضون حولها، لأنها تجيب عندما تسأل، ولأن الجواب واقعي وممكن وواقع الناس محزن، لن تتردد المقاومة وقد قال السيد، ومن يعارض ولا يؤيد، فليشغل محركات البحث عن بدائل، فهكذا تحل المسائل، بادروا ولا تتفلسفوا فقد صرتم تعرفون ان الحل بمطال الأيدي المباركة، وان فشلت حلولكم، الباب مفتوح للمشاركة، فلا تكثروا التحليل والجدل، فالمهم ما حصل، فهذا وعد السيد الصادق، والسيد إن وعد وفى، بانت الحقائق وكفى.

} 11-6-2021

صباح القدس للنظر البعيد والأعصاب الحديد، ورجل الحق العنيد، في الذكرى زاد الحضور، فالحاضر مثله لا يغيب، وكل ما حولنا يدور على ما توقع، وقد صمد وما وقع، رغم توقيع البعيد والقريب، وأسس للدولة القوية وجيش العقيدة، واقتصاد الاكتفاء، والترفع عن العصبيات، وجاءت الحرب الكونيّة بمشاركة الدول القريبة والبعيدة، وكانت هزيمة الأعداء، وتدحرج الانتصارات، اكبر دليل على الحضور، وتوهج النور، فحافظ الأسد بشهادة العدو والصديق، معدن نادر بين الرجال والقادة، صاحب نظرة ثاقبة، وارادة صلبة، عنوانه السيادة، لا يهاب في المواقف عاقبة، ولا تصده عقبة، وقد بنى لسورية والسوريين، نموذجاً نادر الوجود، اسمه العرين، تحرسه الأسود، جذوره ممتدة في التاريخ، يمسك الجغرافيا، واسع التحالفات، جيشه قادر، قلبه المقاومة، بوصلته فلسطين، ولما دقت الساعة، وتكالبت الجحافل، وجاءت القوافل، كان الأسد البشار بالمرصاد، والرصيد شعب يقاتل، ومقاومة لا تهون، وجيش لا يلين، وحلفاء ثابتون، ودارت عشر سنين، وانتصر السوريون، بدولة بلا ديون، رغم الحصار والعقوبات، وجيش المليون، رغم الشهادة والجراحات، وتلاشت الفتن، وثبتت صلابة البنيان، وعادت فلسطين إلى الصدارة، وسقطت المشاريع، من التضييع والتطبيع، وعاد القطيع، يبحث عن طريق الشام، والشام واحة العرب، وقد أنهكهم التعب، من التيه في صحراء التبعية، والهرب من القضية، فيلجأون الى ياسمينها، تحمل بوصلة القدس بيمينها، وتمسك بيسارها التائبين على جدارها، وتفتح الأبواب لكل مخطئ تاب، ليس وقت العتاب ولا العقاب، وهي تعلم علم اليقين أنهم لا في العير ولا النفير، ولا للسيف ولا للضيف وهم غدرات الزمان، لكنها الشام، لا تبادل اللؤم اللئام، ولا تسعى لانتقام، فيكفيها صمتهم لتتصدر الحضور فلسطين، كما في حرب تشرين، فتتوهج القضية وتتوحّد جموع الناس، فالشام هوية، وعنوان قياس، للقضية والقدس وفلسطين، والحرية والسيادة والمقاومين، وقد أثبتت صحة حساباتها، في حربها وتحالفاتها، وجاءت تحسم الأمر انتصاراتها، وأقفلت الطريق لمن راهن على الحريق، واستثمر في الفتن، ومن ظن انها تخضع للحصار، او تسقط في الإعصار، فخرجت كطائر الفينيق تبهر العدو والصديق، وها هي اليوم تجدد لأسد وتحيي ذكرى أسد، فهذا حال العرين، أسود لا تلين، ونصر مبين، وبناء متين، والبوصلة فلسطين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى