الوطن

الإضراب يعمّ المناطق واعتصامات احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية الأسمر: إنْ لم تُشَكَّل حكومة إنقاذ سريعاً الفوضى ستكون عارمة

عمّ أمس، الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العمّالي العام، العاصمة والمناطق اللبنانية كافة وشمل المؤسسات العامّة والخاصة والقطاع التريوي والمصرفي وقطاع النقل مع تسجيل بعض الخروقات.

ونفذّ الاتحاد العمّالي وقفةً احتجاجية أمام مقرّه على طريق نهر بيروت، في حضور رئيسه بشارة الأسمر وممثلين عن النقابات والاتحادات.

وقال الأسمر في كلمة له «يجب علينا أن نُدافع عن لبنان واللبنانيين، هناك محاولة لتهجيرنا من البلد وما نراه انهيار كل المنظومات الصحية والتربوية والاقتصادية والمستشفيات وأصبح الحدّ الأدنى للأجور أقل من 30 دولاراً، ما نراه اليوم محاولة اغتيال للشعب اللبناني ودعوته للهجرة».

وأضاف «يجب التصدي من أجل الحفاظ على ما تبقى من لبنان وكل فئات الشعب، وهذا لا يتحقق إلاّ من خلال حكومة إنقاذ تمهّد لاستقرار سياسي وتمهّد للمعالجات الاقتصادية وما عدا ذلك ضرب من المُحال».

وأشار إلى أن الاتحاد العمّالي العام «يتحرك تحت عنوان واحد هو الحفاظ على ما تبقى من لبنان عبر تأليف حكومة إنقاذ والحفاظ على المؤسسات كمرفأ بيروت الذي يتداعى ومصالح المياه وأوجيرو والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي».

وتوجه إلى الساسة قائلاً «توقفوا عن التراشق والاتهامات والمحاصصة وبادروا إلى حكومة انقاذ»، معتبراً أن الاتحاد العمّالي هو «القوة الوحيدة الجامعة في لبنان من دون أي تحيّز». وأضاف «أنتم تقتلون الأجيال وهناك 250 ألف خريج جامعي لا يجدون عملاً، إن ما يحصل كارثة والاتحاد العمّالي حريص على كل عامل بمَن فيهم المياومون».

وانتقد «فقدان الدواء والمحروقات مع إصرار البعض على الصراع وتراشق التهم في حين أن الخطط الاقتصادية غير موجودة مع رفع مقنّع للدعم مقابل لا شيء»، سائلاً «أين هي البطاقة التموينية التي وعدتم بها؟». ورأى أن ما يحصل «يخرج عن نطاق العقل»، متوجّهاً إلى السياسيين بالقول «توقفوا عن تنفيذ سياسة القتل بحق الشعب وبادروا إلى تقديم الحكومة الإنقاذية، وإن لم تبادروا لتشكيل حكومة إنقاذ فإن الفوضى ستكون عارمة».

وقال «راهنوا على الحوار وليس على تخوين الآخر وعلى عقد اجتماعي جديد وليس على الشعارات خصوصاً مع أصحاب العمل والهيئات الاقتصادية، وعندما يفشل الحوار نرفع السقف أكثر فأكثر»، مشدّداً على أن «التخوين لا يفيد بشيء لأنه يؤدّي إلى الشارع والفوضى والسرقة والقتل». وتابع «تعالوا وتحاوروا مع الاتحاد العمّالي مع عقد اجتماعي جديد إلى جانب تقديم التنازلات لمصلحة استمرار الأجهزة الأمنية التي تئنّ وإلى الدواء ولقمة العيش وليس من خلال اتهام الاتحاد العمّالي العام بأنه مطيّة للسياسيين وهو لم يقطع طرقات ولم يعتدِ على الأملاك العامّة والخاصة بل هو موجود مع الشعب والعمّال والموظفين والفقراء والأُسر الأكثر فقراً».

وختم «أوقفوا قتل اللبنانيين، والسياسيين بتصرفاتهم يساهمون بقتل وتهجير الشعب بأكمله، وفي حال لم تُشكل حكومة إنقاذ سريعاً فإننا بذلك نقتل الشعب أكثر فأكثر».

ونفّذ «الاتحاد العام لنقابات السائقين وعمّال النقل» وقطع السائقون الطريق لبعض الوقت بالسيارات والفانات ما أدى إلى زحمة سير في المكان وتمّ تحويل السير إلى الطرق الداخلية.

وتحدث رئيس الاتحاد مروان فياض فجدّد المطالبة «بتأليف حكومة انقاذ وطني»، مشيراً إلى أن «تحرك اليوم هو بداية لاعتصام شامل إذا لم تلب المطالب».

ونفّذ العاملون في قطاع النقل الجوي والنقابات العاملة في مطار بيروت الدولي، بجانب مدخل المطار، وقفةً احتجاجية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وسط انتشار عناصر تابعة للقوى الأمنية حفاظاً على حركة تنقل السيارات من المطار وإليه. وعلى وقع التحرّك، أقفلت القوى الأمنية بعض الطرقات الرئيسية في بيروت وحوّلت السير إلى الطرق الفرعية. وقُطع السير على جسر خلدة بالاتجاهين من قبل بعض المحتجين، وأعيد فتحه لاحقاً.

وشهد كورنيش المزرعة حركة خفيفة وخلت الطرقات إلاّ من بعض المارّة والدراجات النارية، والتزمت المؤسسات التجارية الإضراب، وقُطعت الطريق أمام تقاطع جامع عبد الناصر في اتجاة البربير والروشة بالعوائق والسيارات. كما تمّ قطع السير على تقاطع الكولا – بيروت، وطريق المدينة الرياضية من كل الاتجاهات، ثم أُعيد فتحها.

وتم إقفال جسر خلدة – طريق المطار بكل متفرعاتها بالإطارات المشتعلة والعوائق والأحجار أمام السيارات، مع وقوع إشكالات عديدة بين المتظاهرين والمواطنين بسبب منعهم من العبور.

كذلك التزمت الإدارات والمؤسسات العامّة الإضراب، فأقفلت سرايا الجديدة والدوائر العقارية في منطقة الزلقا، وحضر بعض الموظفين إلى مكاتبهم لكنهم امتنعوا عن إنجاز المعاملات. كما أقفلت المدارس الرسمية والبلديات والمصالح المستقلة ومكاتب الضمان الاجتماعي في بتغرين والدورة وبرج حمّود.

وشمل الإضراب مختلف القطاعات الرسمية والعامّة في الشوف، إلى جانب المؤسسات المستقلة كالضمان الاجتماعي و»أوجيرو» و»ليبان بوست» والمحاكم، وحضر عدد من الموظفين من دون القيام بأي أعمال إدارية.

أما موظفو الإدارات العامّة في سرايا عاليه فقد التزموا الإضراب حيث لم يسيّروا أي معاملة للمواطنين.

وتجمّع عمّال وسائقون في شارع المدارس في طرابلس للمشاركة في الإضراب. وأفادت غرفة التحكم المروري عن قطع السير عند تقاطع عزمي – طرابلس من قبل بعض المحتجين وتحويله إلى الطرقات المجاورة ليُعاد فتحه لاحقاً.

 

 

 

 

 

 

 

وتداعت الهيئات النقابية والسياسية في طرابلس إلى تجمّع في منطقة التلّ وتم قطع السير على طريق عام حلبا العبدة محلة الحصنية، ثم أُعيد فتحها.

وبقاعاً، قُطعت الطريق الدولية في شتورا، ثم أعيد فتحها بعد الظهر. كما قطع محتجون أحد مسرَبَي الطريق الدولية قرابة نصف ساعة عند دوّار الجبلي في دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي.

 

 

 

 

 

 

 

 وفي صيدا أُقفلت المؤسسات والإدارات الرسمية والخاصة والمصارف والمدارس الرسمية وفرع الجامعة اللبنانية، وتوقف التجّار عن العمل لساعة واحدة في سوق صيدا التجارية تحت شعار «تشكيل حكومة اختصاصيين للجم الانهيار وإنقاذ الوضع الاقتصادي والمعيشي».

 

 

 

 

 

 

 

وتحت هذا الشعار نفذ اتحاد نقابات العمّال والمستخدمين في صيدا والجنوب اعتصاماً في ساحة الصيادين في صيدا القديمة بمشاركة نقابات عمّال الجنوب وقطاعات الصيادين والسائقين العموميين وموظفي الإدارات الرسمية ومستشفى صيدا الحكومي وممثلين عن الهيئات الاقتصادية والتجارية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى