أولى

عادل عبد المهدي

– تقول كل الوقائع المحيطة في المنطقة إن المعركة الفاصلة ستكون حول هوية العراق، فوجهات الصراع في كل من فلسطين واليمن ولبنان وسورية واضحة بنسب عالية، ولو كانت متفاوتة في درجة جهوزيتها لحسم قريب لصالح خيار المقاومة، لكن العراق وحدَه بما يمثل من ثقل كبير، وموقع استراتيجي حساس لا يزال موضوع تنازع بين محورين كبيرين، واحد يريد العراق نقطة حرب مذهبية باردة تعطل فرص بناء الدولة وتبقي شرائح من الشعب العراقي مرتبطة بحكومات الخليج بحثاً عن غطاء مذهبي والتغاضي لأجل ذلك عن جرائم التطبيع، وشرائح أخرى متمسكة بالاحتلال الأميركي بحثاً عن توازن قوى بوجه محور المقاومة الذي يصير بلون طائفي بعيون سائر العراقيين مؤيدين ومعارضين.

– مثل الدكتورعادل عبد المهدي خلال توليه رئاسة الحكومة في العراق خيار المقاومة بجدارة ظهرت أمس، في اللقاء الذي جمعه برئيس أركان الحشد الشعبي في مراسم شهداء الحشد الذين سقطوا في العدوان الأميركي قبل يومين، حيث كانت حرارة المشهد وما فيه من مشاعر تفيض بالوفاء المتبادل سبباً لتفجير جو شعبي ينادي بعودة عبد المهدي، فيما العراق يستعدّ للانتخابات المبكرة، التي أطيح به تحت شعار إجرائها، وجرى تفجير الشارع بوجهه بالتزامن مع ما جرى في لبنان للنيل من المقاومة.

– خلال رئاسته للحكومة أقدم الدكتور عادل عبد المهدي على وضع قضية انسحاب قوات الاحتلال الأميركي على جدول الأعمال السياسي بقوة، ورفع قضية التوجه شرقاً الى مرتبة الأولوية تجسّدت بالاتفاقية التي وقعتها حكومته مع الصين، والتي تضمنت مشاريع كبرى للعراق بتمويل يصل الى 500 مليار دولار، ما شكل سبباً لقرار إطاحته من رئاسة الحكومة.

– سيكون الإجماع من قوى الحشد الشعبي في خلال الانتخابات حول شخص الدكتور عادل عبد المهدي خير تعبير عن خيار قادر على وضع العراق على سكة واضحة نحو المستقبل سياسياً واقتصادياً، وهو المشهود له بالترفع عن كل ما هو طائفي وعرقي ومذهبي، والمعترف له من خصومه بنظافة الكفّ والتميّز بمواصفات رجل الدولة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى