الوطن

مركز المصالحة يكشف تحضير الإرهابيّين لمحاكاة هجوم كيميائيّ في إدلب.. والاحتلال الأميركيّ يواصل سرقة القمح والنفط من منطقة الجزيرة

سورية: شركات أوروبيّة كسرت الحصار الغربيّ وشاركت في معرض «بيلدكس»

حققت الدورة 18 من معرض «بيلدكس» الذي افتتح في 24 حزيران واستمر خمسة أيام، نتائج مهمة على صعيد المشاركة العربيّة والأجنبيّة لا سيما الأوروبيّة منها هذا العام وإن كان بطريق التفافيّ.

متابعون للشأن الاقتصادي السوري أشاروا إلى أن الحضور العربي والأجنبي في أعمال المعرض شكل مفصلاً مهماً بعد حصار خانق تعاني منه البلاد منذ 10 سنوات نال من على تأمين الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، ومنعهم من إعادة الإعمار ووضع العراقيل أمام هذه العملية.

ولفتت أوساط اقتصادية إلى أن «قانون قيصر» الذي فرضته الولايات المتحدة على سورية عمّق جراح الشعب السوري، ومنع على الدول والشركات والأشخاص ممارسة أي شكل من النشاط الاقتصادي مع الشركات السورية، الأمر الذي انعكس سلباً على فرص هذا البلد المتوسطي في تجاوز آثار الحرب الإرهابية والبدء بإعادة الإعمار، وعلى تحسين الوضع المعيشي والصحي للمواطنين الذين انخفضت قدرتهم الشرائية إلى مستويات قياسية، وباتت النسبة العظمى منهم تئن تحت خط الفقر فضلاً عن خطورة انتشار وباء كورونا وضعف إمكانيات القطاع الصحي، بسبب العقوبات الأميركية والغربية الجائرة.

برامج عمل للشركات الأجنبيّة

على صعيد المشاركة الخارجيّة في المعرض أشار مدير المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات المهندس علاء هلال إلى أن «هناك شركتين فرنسيتين شاركتا في معرض بيلدكس إلى جانب شركتين نمساويتين».

وأضاف هلال أن «الشركات الروسية موجودة بطبيعة الحال وهذا العام تميّزت المشاركة الروسية بالدخول المباشر حيث زار المعرض مدير شركة «ترانس ماش» الروسية وهي من كبريات الشركات الروسية في مجال تصنيع السكك الحديدية والقاطرات».

ونوّه هلال في بيان صحافي بأنه «كان لدى الشركات الأجنبية المشاركة في المعرض برامج عمل منذ لحظة وصولها إلى دمشق وإلى اللحظة التي غادروا فيها، حيث كانت هناك اجتماعات مع المدن الصناعية، وتم توقيع العديد من العقود، إضافةً إلى الاجتماعات مع وزارتي الصناعة والكهرباء وشركات القطاع الخاص.

تغيّر المزاج الأوروبي

في السياق نفسه، قال مدير شركة «الفرا» للأجهزة الميكانيكية والكهربائية المهندس غيث الفرا: «نحن الوكلاء الحصريين لشركة  «إيرول» (Airwell) الفرنسية وشركة «ألفا» (Apha) الصينية لتجهيزات التكييف المركزيّ، ونعتبر أن مشاركتنا في هذا المعرض أمر مهم في هذه الظروف التي تشهد حصاراً جائراً على سورية»، مضيفاً أن «الشركة الفرنسية أعلنت عبر موقعها الإلكتروني الرسمي عن مشاركتها في معرض بيلدكس هذا العام وهو مؤشر إيجابيّ على تغير مزاج الشركات الأوروبي تجاه سورية».

وأردف: «نحاول كشركة كسر الحصار عن بلدنا في المجالات المدنية والعمرانية من خلال إدخال التكنولوجيا الأوروبية المتطورة إلى سورية ونأمل أن ننجح في هذا المجال لتقديم الأفضل في هذه المجالات».

حان وقت إنهاء الحصار

مصادر سورية لفتت إلى أن كثيراً من دول العالم حتى الأوروبية منها بدأت تتململ من التطبيق أحادي الجانب للعقوبات على سورية وتشعر أن الوقت قد حان لإنهاء معاناة السوريين وإعادة العلاقات الاقتصادية مع دمشق خدمة للمصالح المشتركة وللمساهمة في إعادة الإعمار بعد الحرب التي أنهكت البلاد وطال تأثيرها مختلف دول المنطقة والعالم.

وتجدر الإشارة إلى أن 225 شركة محلية وعربية وأجنبية شاركت هذا العام في معرض بيلدكس 18 الذي أقيم في مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي، حيث مثلت هذه الشركات عدداً كبيراً من الماركات التجارية التي تشمل مواد البناء والتشييد ومعدات التكييف والتهوية والتبريد وتقنيات المياه والبيئة والحجر والرخام والدهان ومواد العزل وأنظمة الأمن والسلامة والإضاءة وتجهيزات ومعدات البناء.

35 ألف زائر في 5 أيام

وبلغ عدد زوار المعرض في أيامه الخمسة، 35 ألف زائر حضروا من مدينة دمشق والمحافظات السورية، حيث كان الحضور غنياً وكثيفاً من وفود النقابات ومجالس المحافظات وطلاب الجامعات من مختلف الاختصاصات الهندسية وزوار مهتمين في مجال البناء والمفروشات والتبريد والتكييف، حيث افتتح إلى جانب «بيلدكس» معرض «لايف ستايل» للمفروشات، ومعرض متخصص للتكييف والتبريد.

وشهد المعرض جولات غير رسمية لوزراء وأعضاء مجالس محافظات كما اكتظت قاعات المحاضرات المرافقة للمعرض بالحضور ولقي المعرض اهتماماً واسعاً من رجال الأعمال والمستثمرين وعقدت حوله اللقاءات الإعلاميّة والندوات لأهمية عودة «بيلدكس» مبشراً من جديد بعودة حركة البناء والتشييد في سورية.

وقبل بداية الحرب، أقيمت فعاليات الدورة 16 لمعرض «بيلدكس» على أرض مدينة المعارض الجديدة بدمشق، وحينها شاركت 759 شركة من 57 دولة عربية وأجنبية تمثل 2188 ماركة وعلامة تجارية.

على الصعيد الأمني، أعلن نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، العقيد البحري فاديم كوليت، أن الإرهابيّين يحضرون لمحاكاة هجوم كيميائي في محافظة إدلب بالتعاون مع ممثلي منظمة «الخوذ البيضاء»، حيث نقلوا إلى هناك 10 حاويات تحتوي مواد سامة.

وقال كوليت للصحافيين: «وردت أنباء إلى مركز المصالحة الروسي في سورية بشأن تحضير الإرهابيين من تنظيم «هيئة تحرير الشام» لاستفزاز في منطقة خفض التصعيد في إدلب باستخدام مواد سامة».

وبحسب المعلومات التي وردت من الأهالي، قام الإرهابيون، برفقة ممثلين عن منظمة «الخوذ البيضاء»، التي يزعم أنها منظمة إنسانية، بنقل نحو 10 براميل من المواد السامة بواسطة الشاحنات إلى منطقة حارم في محافظة إدلب.

وتابع نائب رئيس مركز المصالحة: «بحسب المعلومات المتوفرة، يعتزم الإرهابيون تنفيذ محاكاة لهجوم كيميائي في الجزء الجنوبي من هضبة «جبل الزاوية» من أجل القيام لاحقاً باتهام القوات الحكومية السورية باستخدام مواد سامة ضد المدنيين».

ونفت الحكومة السورية مراراً مزاعم شنّها هجمات كيميائية، مؤكدة أنها سلمت مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية، تحت إشراف دولي، بموجب اتفاق أبرم في عام 2013.

وفي سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال الأميركي سرقة ثروات البلاد حيث أخرجت 45 آلية محمّلة بالقمح والنفط من منطقة رميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي بالتوازي مع إدخالها معدّات ومواد لوجستية لدعم قواعدها في المحافظة.

وذكرت مصادر محليّة من قرية السويدية في ناحية اليعربية لمراسلة سانا أن رتلاً من 45 شاحنة وصهريجاً محملة بالقمح والنفط غادرت منطقة رميلان ودخلت معبر الوليد غير الشرعي إلى شمال العراق.

ولفتت المصادر إلى أن رتلاً من 27 شاحنة محملة بمواد ومعدات لوجستية أدخلتها قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية عبر المعبر ذاته واتجهت إلى رميلان لدعم قواتها الموجودة هناك.

وأخرجت قوات الاحتلال أمس 37 صهريجاً محملاً بالنفط المسروق من الجزيرة السورية وعدة شاحنات وبرادات إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى