حديث الجمعة

عن الحزن الجميل..

الحزنُ دارُ الطيّبين ومسقطُ نبضهم، ظلّهم العطوف وطقسهم العتيق في الحبّ، سلامُهم المتين وحربهم الدافئة..

الحزنُ ثوبُ الفقراء ورائحةُ خبزهم، حرزُهم المقدّس بالدّمع وكسوة عيد أعينهم، أنيسُ شرودهم في اللّيل وسرّهم العتيق..

والحزنُ زادُ الغرباء وقوت قلوبهم، عشبُ طريقهم وغيمُ الظهيرة إن سطعت سياطُ الشّمس على ظهر حنينهم الحاني.. والحزنُ جسرُ عبور التائهين إلى جبل الهويّة..

وبعضُ الحزن بكاء.. بكاءٌ سخيٌّ سخيٌّ كدفء الوليّ إذا صلّى، وإذا قصّ حكايا الحروب وإذا ابتسم.. بكاءٌ لطيفٌ كفوحِ الترابِ النقيّ النقيّ في كفوفِ القرى إن حانَ مطرٌ أو رحيل..

وبعضُ الحزنِ سماءٌ، عتمٌ يلملمُ دمعَ المنهكين بين التذكّر والنسيان، ونسيمٌ يمسح عرق الخطيئة عن وجهِ المتعبين بين صبرٍ وكفر، وقمرٌ يصلّي في جوفِ كفوفِ العجائزِ بين تسليمٍ وعتب.

وكلُّ الحزنِ تراب، يدّخرُ الخطى ذاكرةً من العابرين إلى الحقولِ المنسيّة، ينطقُ وردًا وينظمُ عشبًا ويدمعُ حبًّا لأنّ البردَ جادَ بفيضِ من ندىً وحنين..

ليلى عماشة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى