أولى

حردان منذ البدايات دار سعاده لأبناء الحياة…

 كلود عطية

المقاربة العلمية السوسيو سياسية والثقافية لافتتاح «دار سعاده الثقافية والاجتماعية» تأتي في إطار ما ورد في كلمة رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، الذي قدّم في كلمته/ أو في ورقته البحثية المعرفية/ الثقافية/ الاجتماعية/ الاقتصادية/ السياسية/ الاستراتيجية/ الجيو ـ استراتيجية… ما يمكن اعتباره رؤية نهضوية تليق بدار الإنتاج المعرفي وبفكر أنطون سعاده المفكّر والعالم والكاتب والمبدع والباحث في شؤون المجتمع والأمة…

وبالتالي وضعنا حردان أمام إشكالية بحثية أصابت في الصميم المشكلة المجتمعيّة الطائفية الفدرالية المتصهينة المتحوّلة الى ظاهرة مدمّرة للمجتمع والإنسان في لبنان، وفي كلّ كيانات الأمة… هذه الظاهرة التي تسبّبت في تدمير الاقتصاد اللبناني وفي حصار لبنان وفصله عن حدوده المشرقية الطبيعية وعلاقاته الأساسية والضرورية والتلقائية مع الشام وباقي كيانات الأمة السورية…

جاء التحليل السياسي ليؤكد على نهج سعاده المقاوم ويفتح المجال لمزيد من الإيمان بدور المقاومة المنسجم مع دور الجيش الوطني والتفاف الشعب حول الفكر المناهض للعدو «الإسرائيلي».

بالإضافة إلى المطالعة العلمية الواقعية التي تتعلق بمشروع بناء الدولة ونهضة المجتمع والمشاركة الفعّالة في استعادة لبنان لدوره الاقتصادي والتجاري والمالي والسياحي.. عبر تطبيق حرفي لاتفاق الطائف الذي وحد اللبنانيين بعد الحرب وفتح المجال لمزيد من الحوار والتلاقي حول أهداف أساسيّة تبدأ بإلغاء الطائفية السياسية ومحاولة بناء الدولة المدنية…

كما جاء الطرح السياسي ليعيد النظر بالانكفاء عن أداء الواجب، والتخفي وراء الاستقالات، وعدم تحمّل المسؤولية من الحكومة التي من المفترض أن تكون مؤتمَنة على تصريف الأعمال، واتخاذ القرارات والإجراءات التي تمنع الغرق الكلي للدولة، وتشريع أبوابها للسرقة والفساد والهدر وتهديد المواطنين بأمنهم المعيشي… حيث لا يليق بأبناء الحياة الذلّ على محطات الوقود والأفران والصيدليات.. والدولة تقف متفرّجة مستسلمة متهرّبة من مسؤولياتها! حتى أنها باتت مستباحة من القريب والبعيد تتلقى الاتهامات والإهانات ولا تحرّك ساكناً! وبالتالي، لا بدّ من الانفتاح على الشام التي لم تبخل على لبنان يوماً حتى بالأوكسجين المقاوم من أجل البقاء والاستمرار في هذه الحياة…

من هنا، لا بدّ من تشكيل حكومة سياسية إنقاذية تتحمّل مسؤولياتها كاملة تجاه المواطنين الغارقين في الفقر والجوع والعوز.. كما في وضع حدّ نهائي للاحتكار الفاضح والتجارة الدموية بلقمة عيش المواطنين وفي الخبز والبنزين والدواء وغيرها..

أما المقاربة الاقتصادية، فكان أبرزها طرح فكرة ومشروع مجلس التعاون المشرقي، الذي يُعتبر فرصة نادرة للكيان اللبناني، وباقي الكيانات السورية من أجل مزيد من الإنتاج وتصريف الإنتاج والانفتاح على الأسواق المالية والتجارية والسلعيّة في الأسواق المشرقيّة.. ناهيك عن بناء العلاقات السياسية والأمنية الطبيعية والضرورية بين الدول المذكورة…

أخيراً، جاءت المقاربة الثقافيّة على شكل رسالة علميّة واضحة المعالم.. يمكن اختصارها بأنً «دار سعاده الثقافية والاجتماعية» هي منبر حرّ لكلّ أكاديمي ومثقف وفنان ومسرحي وكاتب وشاعر ومبدع… هذا الصرح الثقافيّ هو ملك الثقافة المنتجة بكافة أشكالها… على أن نحافظ على مبدأ الالتزام بالأخلاق والقيم واحترام الإنسان.

في النتيجة… قدّم لنا الأمين حردان استراتيجية عمل سياسيّ واقتصاديّ وثقافيّ… علّنا نترجمها على أرض الواقع، وتكون ورقة ضغط نحو التغيير الإيجابيّ ونهضة المجتمع…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عميد التنمية الإداريّة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى