حديث الجمعة

صديقي عبد الرحمن

من بعض مواهبنا أنا وإخوتي، اختراعنا الذي يخترق سرعة الضوء للمشاوير، قررنا يومها أن نذهب للتسوق في صيدا، وبعدها نذهب لنمارس رياضة ركوب الخيل، وان نتناول طعام الغداء ومن ثم نعود الى الضيعة لنخترع من جديد مشروعاً آخر للسهرة.

حاصِلهُ، وصلنا الى صيدا وقمنا بالتسوق خلال ساعات، ومع غلاء الأسعار غير المُبرر حاولنا ان نقتصد قدر الإمكان، إلا أن أخي المُدمن على الأناقة والترتيب تسوّق ونحن من خلفه نحمل الأكياس.. (جواري. انا وياكِ يا خيتو).

المهم، قررنا ان نزور السوق القديم وان نُعرف بناتنا على أهمية هذا السوق التراثي، وبينما نحن نتمشى، زُرع أمامنا طفل لا يتجاوز طوله النصف متر، (عبد الرحمن) ابن السبع سنوات، كان رفيقنا في السوق لدرجة أنني لم أر السوق كله بحضوره الجميل وتهذيبه وخفة ظِله ومزاجه الهادئ.

كان عبد الرحمن يدلنا على الطريق وكان يدلّ قلبي على روعة شخصيته القوية وآرائه المستقلة، فكلما اخترنا شارعاً لنمر فيه، يقف عبد الرحمن ويقول لا انصحكم بهذا الحي، ليس به الا بيوت سكنية، اسلكوا هذا الشارع ستصلون الى الساحة القديمة لتجدوا قهاوي وجلسات جميلة، كان مرشداً سياحياً بامتياز وطفلًا مهذبًا رغم معرفته بكل زوايا الشارع، عرضنا عليه نقودًا فرفض، لعبدالرحمن عزةُ نفسٍ تضاهي حكام البلاد وتُشبه انتصار غزة.

اقتربت منه وسألته من أين انت يا صديقي

قالها وبكل فخر

أنا فلسطيني.

ميساء الحافظ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى