أخيرة

نحن نريد…

} يكتبها الياس عشّي

يقول كزنتزاكيس: «نأتي من هاوية مظلمة، وننتهي إلى مثيلتها. أمّا المسافة المضيئة بين الهاويتين فنسمّيها الحياة».

وإذا كانت مضيئة فلماذا الأنبياء والرسل والمصلحون والفلاسفة؟ ولماذا نكتب ونفكّر ونلوّن ونبدع؟ ولماذا نثور؟ بل لماذا نموت من أجل الحريّة؟

أسئلة تصبح ضرورية عندما تستيقظ الشعوب من سباتها، مقتحمة دائرة الضوء، متوّجة بالموت الجميل، مبحوحة بأصوات الشباب والصبايا والأطفال والشيوخ، رافعة شعار: نحن نريد .

بل تصبح هذه الأسئلة ضرورية عندما نقرأ تاريخ الأمم التي مشت إلى الحريّة وصارت النموذج، وأضاء شهداؤها كلّ زاوية، وكل منعطف، وكلّ بيت، وصاروا الزيت المبارك في قناديل لا يخبو لهيبها .

في هذا المدّ من الأسئلة ندرك أن الحريّة لا تأتي بقرار، إنما تأتي من رحم المعاناة، ومن التمرّد على سياسة الانحناء، ومن الإيمانَ بـ «أنّ فينا قوّة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ» كما قال أنطون سعاده.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى