الوطن

رئاسة الجمهورية حدّدت الاثنين موعداً لاستشارات التكليف واجتماعات في بعبدا لمجلس الدفاع ولمعالجة أزمتي الدواء والمحروقات للصناعيين

حدّدت رئاسة الجمهورية الاثنين المقبل موعداً للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة العيدة وأصدرت الجدول المفصّل للمواعيد.

من جهة أخرى، ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر أمس في قصر بعبدا اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع، خُصّص للبحث في الأوضاع الأمنية في البلاد، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة زينة عكر، ووزراء المال غازي وزني، الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي والاقتصاد والتجارة راوول نعمة، أمين سر عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير.

بعد الاجتماع، تلا  الأسمر بياناً، أوضح أن المجتمعين درسوا الأوضاع الأمنية في البلاد ولا سيما مع حلول عطلة عيد الأضحى وضرورة جهوزية القوى العسكرية والأمنية للمحافظة على الأمن والاستقرار خلال فترة العيد.

كما درس المجلس عدداً من المواضيع المدرجة على جدول أعماله، واتُخذت في شأنها القرارات المناسبة التي أُبقيت سرّية وفقاً للقانون.

وترأس عون اجتماعاً في حضور دياب ووزير الصحّة العامّة الدكتور حمد حسن، خُصّص للبحث في معالجة أزمة الدواء بعد القرار الذي صدر برفع الدعم عن 75% من الأدوية، وإبقائه على أدوية أساسية أخرى.

وحضر الاجتماع، نقيب الصيادلة في لبنان الدكتور غسان الأمين، ممثلو الشركات العالمية كارول حسون، ماري تيريز صوايا ورواد جبرايل، نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة مع وفد، وفد شركات تصنيع الأدوية برئاسة نقيبة مصنعي الأدوية في لبنان كارول ابي كرم. كما حضر الاجتماع الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير ومستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري.

وناقش المجتمعون سلسلة اقتراحات من شأنها معالجة أزمة الدواء، بالتنسيق بين وزارة الصحّة وممثلي الجهات المعنية المشاركة في الاجتماع «بهدف تأمين الدواء بشكل دائم للمواطنين وفق معايير تراعي القوانين والأنظمة التي تضمن خصوصاً سلامة الدواء وفاعليته وديمومته».

وبحسب بيان صدر عن الاجتماع، أعرب المجتمعون «عن ضرورة التزام مصرف لبنان جدولة المستحقات لصالح الشركات المستوردة وضمناً المواد الأولية للصناعة المحلية المتراكمة منذ بداية 2021» واعتبروا «أن السياسة الدوائية ومستقبلها مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالتزام المصرف المركزي الدعم بقيمة 50 مليون دولار شهرياً».

وشدّدوا على «الاستيراد الطارئ والمتوازي ضمن معايير الجودة والأنظمة المرعية الإجراء من خلال اللجان الفنية المعتمدة لكن بوتيرة سريعة وهي وسيلة من وسائل الحلّ». كما شدّدوا على «المحافظة على العلاقة المبنية على تاريخ الثقة مع شركات الأدوية العالمية»، مؤكدين أن «الصناعة الدوائية المحلية وتفعيلها ضرورة ملحّة في أبعادها الوطنية والاقتصادية ضمن سياق اعتماد نهج الاقتصاد المنتج. والسعي إلى إيجاد صندوق دعم المريض من جهات دولية».

وركّزوا على العمل على صرف الأدوية المدعومة من خلال البطاقة الدوائية الممكننة، مشيرين إلى أن  المشروع مموّل من الشركات العالمية.

وشهد قصر بعبدا أيضاً، اجتماعاً خُصّص للبحث في حاجات المصانع إلى المحروقات بعدما تعذّر تأمين المواد الضرورية لتشغيلها وحضره الوزيران في حكومة تصريف الأعمال: الصناعة عماد حب الله، الطاقة والمياه ريمون غجر، نائب رئيس «جمعية الصناعيين» جورج نصراوي، الدكتور شقير والمدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون.

بعد الاجتماع، أوضح حب الله، أنه «تم التوافق مع فخامة الرئيس ووزير الطاقة على أن يتم البحث بين الصناعيين في الاستيراد المباشر للمازوت وفقاً للقرار 66/ 2004 الذي يسمح للصناعيين باستيراد المشتقات النفطية من دون إجازة مسبقة. وقد عرض وزير الطاقة تقديم التسهيلات في حال لزم الأمر أي إجازة للاستيراد، وأكد استعداد الوزارة للمساعدة إن كان في الاستيراد أو في تخزين المواد النفطية».

وسئل عمّن يضمن عدم المتاجرة بهذه المادّة التي سيستوردها الصناعيون مباشرةً، أجاب «بما أن هذه المادّة غير مدعومة، فلا يهمّ، إذ أن الصناعي سيتكفّل بدفع مستحقاتها وسيستلمها غير مدعومة، ولذلك فهو لن يتاجر لا بأموال الناس ولا بأموال المودعين، وبذلك نحن لا «نربح جميل» مصرف لبنان. فالصناعي الذي يستورد المازوت يدفع ما يتوجب عليه بالدولار وله الحق في أن يتصرّف لتأمين المادّة للمصانع وليس للمتاجرة بها».

ثم تحدث نصراوي فأشار إلى أن «المشكلة هي أن هناك العديد من المصانع توقفت عن الإنتاج.  والصناعة هي دورة متكاملة بحد ذاتها، وفي حال أوقفت بعض المصانع إنتاج سلعها، فذلك يؤثّر على العديد من المصانع الأخرى، ويتوقف تسليم بعض المنتجات لأسواق مبيع التجزئة في البلد».

وقال «نحن نمرّ بمرحلة خطيرة جداً، وإجتماع اليوم (أمس) كان له ردود إيجابية من فخامة الرئيس، وبمتمنيات معالي الوزير، لوضع خطة نتمكن من خلالها تأمين استمرارية وجود مادّة المازوت، وذلك في حاجة إلى أيام لإيجاد آلية لتنفيذها ودراستها ونحن نأمل خيراً».

ثم أوضح المدير العام داني جدعون أنه «سيتم تسليم مادّة المازوت وفقاً لاسم كل مصنع والكمية المطلوبة بالتحديد».

إلى ذلك، هنّأ عون اللبنانيين بحلول عيد الأضحى، متمنّياً أن «تحمل معاني هذه المناسبة الروحية الأمل إلى قلوبهم والطمأنينة وروح المسامحة والتضامن في هذه الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يجتازها لبنان»، مؤكداً «استمرار بذل كل جهد ممكن للسعي إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تهدّد في الصميم الأمان الاجتماعي وكرامة الإنسان في لبنان».

ودعا إلى «التمسك بالأمل وروح النضال لفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان تطوي الصفحة السوداء التي نعيشها اليوم وتُعطي أبناءه الفرصة في العيش في وطن يستحقونه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى