الوطن

«الحملة الأهلية» تُحيي ذكرى ميسلون في السفارة السورية علي عبد الكريم: هذه المعركة أكدت أنّ شعبنا لديه رموز تحرص على التمسك بالأرض والسيادة

 أعلنت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة أنه لمناسبة الذكرى 101 لمعركة ميسلون واستشهاد قائدها أحد رواد المقاومة العربية وزير الدفاع في الحكومة العربية الشهيد يوسف العظمة، عقدت الحملة اجتماعها الدوري في السفارة السورية بحضور السفير الدكتور علي عبد الكريم علي ومنسّق عام الحملة معن بشّور وممثلي أحزاب لبنانية وقومية وفصائل فلسطينية وشخصيات وطنية.

افتتح بشور اللقاء قائلاً «أحببنا في الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة، والتي تعتبر أننا لا يمكن أن نذكر فلسطين من دون ان نذكر سورية ولا يُمكن أن نذكر قضايا الأمّة من دون أن نذكر سورية، أحببنا أن نلتقي في سفارة الجمهورية العربية السورية في لبنان في ذكرى معركة ميسلون ، الذكرى الواحدة بعد المئة لهذه المعركة ولاستشهاد القائد العربي الكبير يوسف العظمة، أن نلتقي في السفارة لنحيي هذه الذكرى ليس وفاءً ليوسف العظمة ووفاءً للشهداء الذين ارتقوا على مدى التاريخ في سورية ولبنان وعلى مستوى الأمّة فحسب، وإنما أيضاً تأكيد العلاقة العميقة بين البلدين لأن كثيراً ممن قاتلوا إلى جانب يوسف العظمة كانوا من اللبنانيين، وكان طبيبه في ذلك الحين الدكتور الراحل رشيد معتوق لبنانياً من بلدة كفرحلدا في البترون وقد استشهد وهو بين يديه».

وأكد أن «الطريق بين دمشق وبيروت لا يمكن أن ينقطع وكان قطعه دائماً هدف كل أعداء لبنان وسورية وأعداء الأمّة».

وقال «هي مناسبة أيضاً لنؤكد في هذه الظروف التي نعيشها أن لبنان وسورية يتعرضان اليوم لحصار واحد عنوانه قانون «قيصر» اتخذته واشنطن ضد سورية لكنه في حقيقته كان موجهاً ضد سورية ولبنان بل ضد العرب كلهم. فهذا اللقاء دعوة أيضاً من أجل إسقاط الحصار على سورية ولبنان وإسقاط قانون «قيصر»، وكل قانون مماثل».

ثم تحدّث السفير علي عبد الكريم فرحّب بدايةً بالحضور وقال «هذه الذكرى التي تحيونها فيها دلالة كبيرة، حريصون على تقديركم على إحيائها وحريصة سورية على قراءة المشهد بالعمق الذي تفرضه التحديات الكبيرة المستمرّة قبل ميسلون وبعده».

وأشار إلى أن «الشهيد يوسف العظمة والدلالة التي قدمها مع رفاقه الذي استشهدوا في تلك المعركة غير المتكافئة مع المحتل الفرنسي، أكدت أن هذا الشعب لديه رموز تحرص على تكريس هذه الدلالة والدرس والتمسك بالأرض وبالسيادة، هذا الشعب الذي هو الآن مقسوم في ضفتي البلدين في لبنان وسورية، وأيضاً فلسطين التي هي القضية المحورية وهي أخت وبنت للقضية نفسها وفي البوصلة ذاتها، لذلك فسورية بصمودها الأسطوري خلال أكثر من عشر سنوات في مواجهة إرهاب دولي مدعوم إسرائيلياً وأميركياً وغربياً وموظّف لهذا الدعم قوى في الإقليم تحمل عناوين ويافطات وجنسيات تتقاطع معها».

ورأى «دلالة البطولة التي جسّدها الشهيد يوسف العظمة ورفاقه، ممتدّة في هذه البطولات العظيمة التي جسدها اللبنانيون عام 2000 وعام 2006، وقبل ذلك أيضاً القوى المقاومة التي قدمت الاستشهاديين من كل القوى الوطنية اللبنانية والسورية، وما صمود القوى المقاومة في كل الأرض الفلسطينية المحتلة سواء المحتلة في 1948، أو في الضفة أو في غزّة أو في مناطق الانتشار كل هذا يجسّد المعنى الذي جسده الراحل الشهيد يوسف العظمة».

وقال «سورية بالرؤية المستشرفة للمستقبل والتي تقرأ دور هذه المنطقة والتي هي مركز حضاري للكون قدّمت حضارات، ليست سورية وحدها بل معها الامتداد الكبير في العراق وسورية ولبنان وفلسطين ومصر، كلها فيها حضارات في المقدّمة، وأمهات حضارات الكون ، لذلك يجب احترام هذه الجذور التي ننتمي إليها واحترام الروابط التي تجمعنا بعيداً عن اللغة التي يريد زرعها فينا الطامع الغربي والمحتل الصهيوني والمحتل التركي كل لمأربه».

وتابع «لذلك القراءة العميقة التي جسّدتها سورية، وجسّدها السيد الرئيس بشار الأسد ليس في خطاب القسم الأخير 17 تموز الجاري فحسب، إنما في كل قراءة المشهد في هذه الحرب المركّبة الخطيرة التي واجهناها ولا نزال بنسبة كبيرة وانتصرنا بنسبة كبيرة على هذا الإرهاب التي تدعمه قوى لمآرب طمس الهوية في هذه المنطقة وتفكيك البنى في هذه المنطقة وزرع الجرثومة الطائفية والمذهبية والخلافات الإثنية والعرقية، هذه الأرض التي كانت مهد الرسالات السماوية ومهد التسامح ليس فيما قدمته فقط بل فيما تقدمه كل يوم من عناوين المقاومة والصمود “.

ثم تحدث سماح مهدي (الحزب السوري القومي الاجتماعي)، عطا الله حمّود (حزب الله)، ناصر أسعد (حركة فتح)، خليل الخليل (التنظيم الشعبي الناصري)، محفوظ المنور (حركة الجهاد الإسلامي)، رمزي دسوم (التيار الوطني الحرّ)، محمد عفرة (المؤتمر الشعبي اللبناني)، عباس قبلان (حركة أمل)، أحمد علوان (حزب الوفاء اللبناني) مهدي مصطفى ( الحزب العربي الديمقراطي).

وأكد المتحدثون أن معركة ميسلون والشهيد العظمة “ما زالا مستمرين في كل معاركنا وشهدائنا وحركات مقاومتنا التي تتنامى كل يوم، والتي تؤكد أن موازين الإيرادات هي أبقى وأقوى من موازين القوى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى