الوطن

العبرة في لقاء الإثنين…

} منجد شريف

يحاذر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، باختيار مفرداته في كلّ تصريحاته، وهو الذي اعتبر نفسه فدائياً على حدّ وصفه في مقابلته الأخيرة، دافعه الرئيسي أن يجترح أعجوبة في مسألة التشكيل، جراء ما يعلمه من العقد المتشابكة التي يحتاج حلها إلى الكثير من الحنكة والتروّي حتى يبلغ الغاية المنشودة.

إنّ العقبات في تشكيل الحكومة ليست داخلية بقدر ما هي خارجية، فالمحطة التي أنذرتنا بتحويلنا إلى فنزويلا لم تعالج كي نستبشر معها علاجاً لكلّ ما حلّ بنا في الاقتصاد.

والسؤال الأبرز هل ما صرّح به الرئيس المكلف من ضمانات خارجية تتيح له التشكيل، هي ضمانات جادة؟! أم أنها جولة جديدة من تقطيع الوقت واستنزاف ما تبقى من صبر وصمود عند الغالبية من الذين يتأذون من الحصار الاقتصادي المستتر وراء الصعود الجنوني للدولار؟!

تلك التساؤلات هي حديث الناس، فمن يعلم بخفايا الأمور، يدرك تماماً أنّ الخلافات ليست بين الأقطاب اللبنانيين، بل في مكان آخر، وعلى أمور أخرى تبدأ في الترسيم البحري. والأمن الاستراتيجي للعدو عند الحدود الجنوبية، ومستقبل السلاح.

أما تصريف ذلك في الحياة السياسية، فهو يتظهّر على أنه خلاف على أسماء الحقائب وشكل الحكومة، لكن ما تناوله الرئيس ميقاتي كان غاية في الأهمية، لجهة مرونته في عدد الوزارات، وحتى عن تسمية الحقائب السيادية كانت له مقاربة لافتة، لجهة أنّ المطلوب أسماء وطنية، لأنّ المرحلة دقيقة وحساسة، لكن هذه المرونة على أهميتها هل ستعطي الرئيس المكلف الحرية في الاتفاق على التسمية لتلك الحقائب، بما يوفر الضمانة المشتركة لكلّ الأطراف؟

تبقى العبرة في لقاء الإثنين، الذي سيعطي الإجابة عن كلّ تلك التساؤلات، فإنْ كان المطلوب حكومة في هذا التوقيت، فهي ليست حكومة العصا السحرية، بل حكومة تجميد الانهيار آنياً لتمرير مرحلة الانتخابات، حتى يُبنى على الشيء مقتضاه تبعاً للأكثرية الجديدة التي ستتشكل، وما يمكن ان ينجم عنها من تغيير في الرئاستين الأولى والثالثة، وبالتالي الانتظار هو سيد الأحكام حتى الآن…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى