حديث الجمعة

حلم لبنان الجميل ؟؟؟

وأنا في عز الحلم بلبنان جميل

استيقظت على مذبحة الطوائف وعلى شاب منفعل وآخر خائف

استيقظت على خريطة مبعثرة وصراخ أم بُحّ صوتها من الألم

بيروت صرخت حتى أخفوا صوتها

قتلوا الحب والألفة، كرّوا نسيج كنزة الصوف وباتت ألوانها باهتة. والناس تدمر الناس دون هدفٍ يُذكر، لم تعد ثورة الجياع للجياع.. وثورة الفقراء للمقهورين، باتت لعبةً لأخذ الثأر، إنها لعبة الطوائف التي تخيفنا جميعاً، إنها جريمتنا ومأساتنا جميعاً.

إنها الحرب يا ابنتي، حرب الطوائف التي تهد البيوت والأرحام والوصل.

لا تأبهي، اعزفي موسيقاك التي تحبين واخفضي صوت التلفاز اللعين.

النوافذ رميت بالحجارة والقلوب، وطفلي ركع خائفاً يفتش عن الله بين كومات الناس المقهورة.

يسألني ابني أين الله يا أمي؟

يا بني ستجد الله عند المنكسرة قلوبهم.عند آخر صوت في ردهة المستشفى، عند النائمين تحت السماء والغيوم وأصوات الرعد، ستجد الله عند هؤلاء المستضعفين اللذين لا يمكن لأحد ما أن يسمعهم، ستجده بين قلوب المرتجفين برداً.

أما ما تراه من قتال، فلا دخل لله به، إنه من أفعالنا نحن أولاد الأبالسة.

يقول نجيب محفوظ:

سألتُ الشيخ عبد ربه التائه: كيف تنتهي المحنة التي نُعانيها؟

فأجاب: إن خرجنا سالمين فهي الرحمة، وإن خرجنا هالكين فهو العدل.

ميساء الحافظ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى