أولى

قواعد الإشتباك وقانون الردع

– كان أبلغ ما أجمعت عليه تعليقات محللي القنوات التلفزيونية في كيان الاحتلال، هو المفاجأة الاستخبارية التي مثلتها عملية المقاومة الهادفة بوضوح الى تثبيت معادلة الدرع وتفعيل قواعد الاشتباك، بالإضافة الى الإعتراف الرسمي بعدم القدرة على التورط بما هو أكثر وتقبل العودة للالتزام بمقتضيات الدرع والتقيّد بقواعد الاشتباك.

– عبثاً حاول البيان الصادر عن جيش الإحتلال تصوير ردّ المقاومة أنه إنهاء لحسابات قديمة، فالمقاومة كانت واضحة بحصر الهدف من ردها بالغارات الجوية لجيش الإحتلال، وهذا التبرير المنمق من بيان جيش الإحتلال للتراجع لا يتعدى كونه تعزية للنفس ومحاولة للضحك على الجبهة الداخلية وخداعها.

– عبثاً ايضاً حاول بعض من في الداخل اللبناني ربط عملية المقاومة بما يسمّون الوضع الإقليمي، والحديث عن صلة عملية المقاومة بتجاذب أمني ورسائل عسكرية بين إيران وكيان الإحتلال، أو استطراداً بمستقبل الملف النووي الإيراني، والجواب البسيط لهؤلاء هو هل انّ المقاومة اخترعت الغارات المعادية للمرة الأولى منذ سنوات طويلة تحت شعار الردّ على صواريخ عشوائية سقطت في مناطق مفتوحة؟

– الإنطلاق من روح المسؤولية والنزاهة يكفي لمعرفة أنّ المقاومة تتفرّغ للقيام بمهامها بصدق وجداره، ويمنحها الحق بنيل الثناء والتحية، وقد خاب رهان الذين خرجوا من موقع عقدة النقص التي تحكمهم نحو الإحتلال، يتوقعون تدهور الأوضاع الى ردّ وردّ على الردّ، فجاء انكفاء جيش الإحتلال وتقبّله لمعادلة الردع، إثباتاً للحقيقة المعاكسة، وهي أنّ المقاومة تحمي لبنان وتجنبه العدوان، وليست هي من يورّطه في المزيد من المخاطر، بل من يتولّون بث روح الهزيمة والتشكيك ويقومون بما يفرح الإحتلال في طعن المقاومة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى