حديث الجمعة

أوفياء وخائنون

حين نقرأ حكم الفلاسفة وأقوالهم، ونعبر صفحات ومنشورات الأصدقاء التي تطالب بالمحبة والإخلاص والوفاء، ونستمع إلى نصائح الشيوخ والخوارنة والمعلّمين والكتّاب والشعراء ونقتفي توجيهات الأهل والأحبة والرّفاق، نجد أن الحياة مدينة فاضلة وأن جميع سكّانها يتحلّون بالمبادئ والقيم الإنسانية وأنّ البشر الخائنين الذين نتوجّه إليهم لا يمتّون لكوكبنا بصِلة. في الحقيقة نعم، جميعنا كاذبون وصادقون وخائنون وأوفياء جميعنا لدينا من يحبّنا ومن يكرهنا ومن لا يرى إلا جمالنا ومن لا يركّز إلا على عيوبنا. جميعنا اختبرتنا الحياة ومررنا بمواقف متشابهة اختلفت فيها ردود أفعالنا. فربّما تكون بالنسبة إلى شخص العالم كلّه وإلى آخر مجرّد عابر حديث. وحين تدير وجهك للشمس تشرق ملامحك الصادقة وعند المغيب يتجلّى نصفك المعتم. جميعنا نعلم أننا بشر نصيب ونخطئ ونتعلّم ولكن الأهم أن نتقبّل بعضنا البعض ونحاول أن نفهم طبيعة الحياة والبشر والكون لأننا لسنا الأمثل ولا الأصدق ولا الأوفى.

ناريمان علوش

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى