رياضة

إلى المدرّب هاشيك … نصيحتي أهديك

} ابراهيم وزنه

بما أننا نعيش في وضع غير طبيعي على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والصحية والأمنية، من الطبيعي أن تأتي نتائج منتخبنا الوطني المرتقبة في تصفيات المونديال القطري إنعكاسا واقعياً للوضع المعيشي الصعب والمقلق، فمن غير الطبيعي أن نطلب من لاعبينا خوض غمار المباريات وهم في حلٍ عما يحيط بهم وبعوائلهم من قهر يومي وعذابات حياتية متعددة الأشكال والألوان… ولا شكّ بأن الأخبار المؤلمة تصل تباعاً الى المعسكر التركي في مدينة انطاليا.

وبصريح العبارة، المنتخبات التي سنواجهها ضمن مجموعتنا، لم تشهد ظروفاً قاسية كالتي نواجهها ولا زلنا نتخبط في خضم هذا الوادي السحيق، إذ ليس بين لاعبيهم من إضطر يوماً للعودة الى بيته وعدم المشاركة في تمارين ناديه بسبب إقفال الطرقات!

ولم يعانوا من ذل الانتظار على محطات الوقود أو شعروا بتداعيات فقدان مادتي البنزين والمازوت. عدا عن جرائم المصارف الموصوفة بسرقتها لجنى الأعمار، أو الوجع المعيشي الناتج من جراء انهيار القيمة الشرائية لعملتنا الوطنية.

وعلى الرغم من المشهد السوداوي الذي يرخي بظلاله على الأجواء، سنحاول أن نضيء شمعة الأمل ونضخّ المعنويات في قلوب أبطالنا. وفي هذا السياق نعوّل على حنكة المدرب التشيكي هاشيك الذي نجح في اقناع اتحاد اللعبة بتأجيل موعد انطلاق الدوري، هادفاً من ذلك، رفع مستوى الجاهزية والتحضير البدني والذهني، وزيادة مستوى الانسجام بين لاعبيه، خصوصاً وأن منتخبنا يضم لاعبين من الدوري وآخرين من المحترفين خارج الحدود.

عزيزي هاشيك… لا شك أن مهمتك صعبة، ولكن – وكما نعلم – في عالم كرة القدم لا اعتراف بمستحيل، فذات بطولة قارية، أحرزت اليونان كأس الأمم الأوروبية (2004)، وهي التي التحقت بركب المنتخبات المشاركة في اللحظات الأخيرة… وبقية الحكاية عندك بكافة تفاصيلها.

إليك يا سيد هاشيك تلك المعلومة وعليك ان تبني على معطياتها … من خلال متابعتنا لبطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، لفتنا أيّها الخبير المحنّك بأن المنتخبات التي وصلت إلى الدور نصف النهائي هي تلك التي لم تعتمد على النجوم والأسماء البرّاقة، بل تلك التي لجأت الى تطبيق خطة إشراك غالبية عناصر (الخطوط) في فرقها المجلية، بمعنى أدق مع بعض التفصيل، فقد لجأ المدرب الفلاني للمنتخب الفلاني (انكلترا أو ايطاليا تحديداً) إلى اشراك لاعبين أو ثلاثة من خط دفاع الفريق الذي برز في مسيرته دفاعياً، والأمر نفسه، إنسحب على خطّي الوسط والهجوم … لذا، عليك أن تقرأ وتراقب وتسأل عن احصائيات الموسم المنصرم كما عليك أن تقف على آراء وتقارير المحيطين بك من أهل الخبرة وخصوصاً سلفك المدرب جمال طه بالاضافة إلى القيّمين على لجنة المنتخبات، مستنداً في المقام الاول إلى تلك «الجوجلة» لترصّ صفوفك وتبني خطوطك بشكل أفعل وأفضل .

ربما قد تعتمد على معظم لاعبي خط دفاع فريق النجمة ومعهم بعض المجلّين من دفاعات العهد أو الانصار أو أي فريق آخر ، ونفس الأمر عليك اتباعه وتطبيقه عند تشكيلك لخطّي الوسط والهجوم.

من جهة ثانية. ولكي يأتي الحصاد مقبولاً ومشرّفاً، نتمنى على الاتحاد أن يخصص حوافز مادية لكل مباراة على حدة، خصوصاً وأن وضع اللاعبين المعيشي وحجم معاناتهم، سينعكس ايجاباً ليزيد من عطائهم ويشحذ هممهم لبذل الجهود والاستماتة في العطاء وتقدم الأفضل على أرض الملعب.

ختاماً، نتوجّه إلى لاعبينا، وهم في الواقع سفراؤنا الكرويين … كونوا على قلب واحد، إلتزموا التعليمات الفنية والأوامر اللوجستية، فأنتم جنود الوطن في الخطوط الأمامية، دافعوا عن راية بلدكم بجد وإخلاص، إرفعوا الراية إلى الاعلى، دعونا نفرح بنتائجكم أو على الأقل بادائكم .. أنتم فسحة الأمل في هذا الظلام الدامس، وفّقكم الله ورعاكم… نحن بانتظاركم في صالون الشرف في المطار باذن الله، والسلام عليكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى