أولى

التهريب والنترات والبنزين

– نظم تحالف بقايا 14 آذار حملة على التهريب الى سورية خلال سنتين موحياً انّ مجرد أن تكون وجهة التهريب هي سورية فهذا يعني أنها شريك في التهريب، وبالتالي فإنّ المشتبه به الأول هم حلفاء سورية، ولذلك يسهل توجيه أصابع الإتهام لحزب الله طالما أنه يأتي بسلاحه النوعي عبر سورية فإنه يقوم تلقائياً باستخدام هذه الممرات للتهريب الى سورية، وهذه النظرية نفسها تمّ تسويقها بخصوص البنزين والمازوت وكذلك بخصوص النيترات التي فجرت مرفأ بيروت، والتي لا يمكن تفسير بقائها لسنوات إلا لوظيفة تتصل باستعمال بعضها ووجهة الاستعمال الحربي هي سورية.

– طبعاً خلال سنتين لم يبذل حاكم مصرف لبنان ولا التحالف السياسي الراعي لمواقفه والداعم لسياساته ايّ جهد لتنظيم الدعم الذي يغطي استيراد المحروقات، والذي كان يمكن عبر اعتماد البطاقة المعتمدة في سورية، أن يحصر الكميات المدعومة بأصحاب السيارات حصراً، وبكميات شهرية محدّدة، وفتح الباب للإستيراد الحر بالسوق الحر لكلّ كميات اضافية دون دعم، وهم يعلمون ومصرف لبنان يعلم انّ ذلك كان سيقضي على التهريب أو على الأقلّ على تهريب المحروقات المدعومة، وكان السؤال هو لماذا يتغاضون ويتركون للمهرّبين فرصة تحقيق مئات ملايين الدولارات، حيث الدولار يربح عشرة، فالشراء يتمّ على دولار 1500 ليرة والبيع على دولار 15000 ليرة كمعدل وسطي.

– جاء الجواب مؤخراً مع مداهمات الجيش للمستودعات والمخازن، فقد ظهرت الكميات المخزنة للتهريب بصورة منظمة في مخازن قادة في تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وظهر انّ خطوط التهريب الى سورية هي ذات طريق تهريب السلاح والمسلحين طيلة سنوات الحرب على سورية، وظهر انّ سورية التي تنظم كيفية حصول السوريين على فائض حاجاتهم من المحروقات للرفاهية بأسعار عالية تتضرّر من نزيف دولاراتها الى لبنان لقاء تقديم هذه الحاجات بأسعار أدنى، لتصبح الصورة واضحة، تهريب المحروقات كتهريب السلاح والمسلحين لتخريب سورية، وتحقيق عائدات مالية عالية، وإلقاء التهمة على المقاومة.

– المفاجأة جاءت من المعلومات التي تقول بأنّ مستودعات المحروقات ليست وحيدة فقد وجد الى جانبها خزانات للنترات التي كانت في المرفأ، لتكتمل الفضيحة، فمهرّبو النترات هم مهرّبو المحروقات، وهم الذين يريدون تخريب سورية، ووجهة النترات كانت المخرّبين في سورية، فالدولة تنتج في يومين ما يعادل كلّ الكمية التي بقيت مخزنة لسنوات، وهكذا ظهرت الحقيقة الفاضحة، من يقف وراء تفجير المرفأ ومن يقف وراء تفجير عكار، مهرّب وقاتل كما يقول تاريخه فلا شيء تغيّر منذ الحوض الخامس الذي كان مخصصاً للتهريب، ورميت فيه جثث المعارضين محملة بأثقال الإسمنت.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى