الوطن

تصاعد حدة المعارك بين الميليشيات «الكردية» والجماعات الإرهابية «التركمانية» شمال شرقي سورية

تشهد نقاط التماس بين مناطق سيطرة مسلحي الوحدات «الكردية» الموالية للاحتلال الأميركي من طرف، و»التركمانية» الخاضعة للاحتلال التركي من طرف آخر، تطورات عسكرية متسارعة في ريف الحسكة السورية شمال شرقي البلاد، يتخللها قصف مدفعي وصاروخي متبادل، تسبب باستشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين مع وقوع أضرار مادية كبيرة في الممتلكات ونزوح جماعي للسكان خلال الأيام الماضية.

ونقلاً عن مصادر محلية وميدانية، فإن القرى والبلدات الواقعة على خطوط التماس بين طرفي النزاع، الوحدات «الكردية «و»التركمانية» في بلدتي أبو راسين وتل تمر وريفهما شمالي غربي الحسكة، سجلت فجر أمس، تصعيداً وقصفاً مدفعياً وصاروخياً هو الأعنف من نوعه منذ أكثر من عام.

حيث تسبب القصف التركي على مواقع تنظيم «قسد» في بلدة أبو راسين باستشهاد امرأة مدنية (ندوة دحام السيخ) وابن شقيقتها يبلغ من العمر 15 عاماً وإصابة أكثر من 15 شخص بينهم أطفال ونساء تم إسعافهم إلى مشافي الحسكة والقامشلي، مع وقوع أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة مع حركة نزوح جماعي لسكان بلدة أبو راسين باتجاه القرى الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، بحسب المصادر.

وتابعت المصادر أن مسلحي تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي بادروا إلى قصف مواقع وتمركزت الجيش التركي والفصائل «التركمانية» في القاعدة التركية بقرية (أم عشبة) بعدد من القذائف الصاروخية من مبنى (المصرف الزراعي السوري) في القسم الغريي من بلدة أبو راسين التي يسيطر عليه التنظيم، لتقوم الفصائل «التركمانية» بالرد على القصف عبر أكثر من 50 قذيفة صاروخية ومدفعية دمرت عدد منها مقرات ما يسمى «الحماية الجوهرية» ومايسمى «مركز أسايش أبو راسين» (مبنى المصرف الزراعي الحكومي سابقاً)، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من مسلحي التنظيم وقوع أضرار جسيمة في المواقع، كما طال القصف التركي (بحسب المصادر)، قرى العبوش وباب الخير الحجاج بريف أبو راسين.

وبينت المصادر أنّ «القصف العنيف والتحركات العسكرية وعمليات التسلل التي كان يقومها مسلحي تنظيم «قسد»، سبقها وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للفصائل «الكردية» و»التركمانية» تنطوي على أسلحة ثقيلة ومدافع ميدان وعتاد عسكري، مع عدد كبير من المسلحين، ما ينذر بقيام الجيش التركي بعملية عسكرية هدفها السيطرة على مواقع «قسد» في بلدة أبوراسين الاستراتيجية».

واتهمت مصادر محلية من داخل بلدة أبو راسين بريف محافظة الحسكة مسلحي تنظيم «قسد» بافتعال التصعيد العسكري من خلال قيامها بقصف المواقع التركية والفصائل «التركمانية» في قرى التماس الممتدة من الجهة الشمالية إلى الجنوبية وصولاً إلى الطريق الرابط بين بلدتي أبو راسين وتل تمر، وهي قرى (باب الفرج – أم عشبية – باب الخير- الداودية – عنيق الهوى – خربة جمو – المناخ)، والتي تضم جميعها نقاط وقواعد عسكرية للجيش التركي، وتنسق عملياتها مع القاعدة الروسية في بلدة تل تمر، وفق تفاهمات (سوتشي) التي عقدت نهاية عام 2019.

وتابعت المصادر أن تمركز الفصائل «الكردية» من مسلحي تنظيم «قسد»، في قرى (الأسدية وخضراوي ونويحات وأم حرملة وداد عبدال وأبوراسين وربيعات وتل الورد وباب الخير الحجاج والعبوش وقبر صغير والدرادارة)، والتي هي أيضاً تمتد من الجهة الشمالية إلى الجنوبية ويفصلها مسافة واحد كيلو متر فقط عن القرى التي يتمركز فيها الجيش التركي، تقوم باستفزازات وعمليات تسلل وقصف متكرر، هدفه إجبار السكان المدنيين على النزوح من قراهم وبلداتهم لتسهل حركتهم ضمنها عبر الأنفاق والخنادق المحفورة من طرفها، إضافة إلى إفشال المساعي الحكومية السورية والروسية على تثبيت الاستقرار والأمن والآمان في المناطق المذكورة.

يذكر أنّ وزارة الدفاع التركية تعلن بين الحين والآخر عن تحييدها عدد من مسلحي تنظيم «قسد» بعد عمليات تسلل يقومون بها باتجاه مواقع وقواعد الجيش التركي والفصائل»التركمانية» في قرى التماس بريفي تل تمر وأبو راسين كان اخرها تحييد 14 مسلحاً منهم مع مقتل عدد من مسلحي الفصائل»التركمانية» خلال هذه العمليات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى