الوطن

نصرالله للمعتمدين على الأميركيين: كلابهم البوليسية أقرب إليهم منكم وانطلاق أولى بواخر المحروقات بحراً من إيران لوقف إذلال اللبنانيين

تنفيذاً لما وعد به في وقت سابق باستقدام المحروقات من إيران، لرفع الإذلال عن اللبنانيين وإعادة تشغيل المؤسسات التي تحتاج إلى هذه المادة لتحريك عجلتها الإنتاجية  والخدماتية ولا سيما في المستشفيات، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن السفينة الأولى قد أنجزت كل الترتيبات، وستُبحر من إيران الى لبنان، مؤكداً أن هذه السفينة ستتبعها سفن أخرى و«أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادّة المازوت لأنها أولوية قصوى وترتبط بحياة الناس» . وتحسباً  لأي اعتداء على السفينة من جانب الولايات المتحدة الأكيركية والعدو الصهيوني، أعلن أنه «منذ اللحظة الأولى التي ستُبحر فيها السفينة الايرانية سنعتبرها أرضاً لبنانية».

ولفت إلى أن السفارة الأميركية في عوكر «تدير الحرب الاقتصادية والإعلامية على لبنان وتقف وراء التحريض»، داعياً من يعتمد على الأميركيين وسفارتهم في بيروت، إلى أخذ تجربة أفغانستان في الاعتبار وقال «كلابهم البوليسية الموضوعة لحمايتهم هي أقرب إليهم منكم».

جاء ذلك في كلمة للسيد نصرالله، أول من أمس خلال إحياء مراسم عاشوراء، مشيراً إلى أن «الذكرى الأليمة لعاشوراء الامام الحسين، تشكل منطلقاً لنحدّد هدفنا ونجدّد موقعنا على مستوى المنطقة وعلى مستوى لبنان»، موضحاً أن «رأس أولوياتنا هو مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ولبعض الأراضي في سورية ولبنان». ودعا إلى «الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع المحاصر والقدس وفي الشتات وإلى الوقوف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه من النهر إلى البحر».

أمل تحرير فلسطين عظيم

وقال «بتنا نتطلع إلى اليوم الذي سيغادر فيه الغزاة الصهاينة أرض فلسطين لأنها نهاية كل احتلال وغازٍ»، لافتاً إلى أنه «أمام التهديدات التي تواجه القدس والمقدسات نجدّد دعوتنا إلى صنع معادلة إقليمية تحمي القدس والمقدسات، فحماية المقدسات مهمة كل محور المقاومة». وتوجه بالشكر إلى الفصائل العراقية على «إبداء استعدادها لحماية المقدسات في فلسطين»، مشيراً إلى أن «الصهاينة لديهم خشية كبيرة من مقاومة العراق ومن أي دور عراقي في حرب كبرى». وأكد أن «تعاون قوى المقاومة في المنطقة إلى جانب المقاومة في فلسطين سيجعل أمل تحرير فلسطين عظيماً».

خيرات المنطقة لشعوبها حصراً

وتابع «في عاشوراء الحسين من الطبيعي أن نكون في موقع الرفض لمشروع الهيمنة والتسلط الأميركي»، مؤكداً أن «أميركا هي رأس الطغيان والظلم والاستعباد في العالم». وشدّد على «أن خيرات هذه المنطقة وكل ما فيها يجب أن يكون حصراً لشعوبها بعيداً عن كل أشكال الهيمنة والنهب الأميركي». وقال «في العراق ببركة دماء الشهيدين القائدين أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني تقرّر أن القوات الأميركية القتالية ستغادر أرض العراق من الآن حتى نهاية العام»، لافتاً إلى أن «بعد الهزيمة الأميركية في أفغانستان تشخص العيون إلى الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا»، مضيفاً أن «القرار العراقي بمغادرة القوات العسكرية الأميركية للبلاد هو إنجاز عظيم». ودعا في الوقت نفسه العراقيين إلى أن يأخذوا في الاعتبار مسألة المستشارين والتدريب الأميركي عبر النظر الى تجربة أفغانستان.

وأكد أن الذي يشكل ضماناً للعراق في مواجهة أي تهديد، هو الحشد الشعبي العراقي، مشيراً إلى وجوب تعزيزه وتقويته والتمسك به لأنه جزء كبير من الضمانة للعراق.

أميركا تسرق النفط السوري

وتطرق السيد نصرالله إلى الاحتلال الأميركي لمناطق في الشمال السوري، قائلاً إن «حجة الأميركيين في البقاء  في شمال سورية هو المساعدة على محاربة داعش وهي واهية وادعاء كاذب»، مؤكداً أن «حكومات المنطقة كفيلة بإنهاء ظاهرة داعش ولا تحتاج إلى أي مساعدة أميركية». ولفت إلى أن «القوات الأميركية تسهّل تطوير داعش وتساعده على الانتقال من منطقة إلى أخرى»، معلناً أن «على القوات الأميركية مغادرة شرق الفرات، إذ أن هدف تواجدها هو سرقة النفط السوري». وأكد أن «مصير المحتلين الأميركيين في سورية هو المغادرة لتعود الأرض إلى سورية وكذلك نفطها».

وشدّد على وجوب توقف الحرب العدوانية الأميركية السعودية على اليمن، مؤكداً أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم. كما جدّد دعم المقاومة في لبنان «شعب البحرين المضطهد، الذي يُزجّ بعلمائه في السجون هذا الشعب الحاضر دائماً لنصرة فلسطين»، مؤكداً «للصديق والعدو قوة المقاومة في لبنان وقدرتها وصلابتها، ولن يتمكن أحد من المسّ بها».

أزمة المحروقات مفتعلة

وتناول السيد نصرالله الشأن الداخلي، قائلاً «نحن مؤمنون أكثر من أي وقت مضى بصوابية قرارنا وبالمقاومة وباقترابنا من النصر»، لافتاً إلى أن «هناك من يحاول في الداخل والخارج تحميلنا مسؤولية الإخفاق في تأليف الحكومة وهذا غير صحيح». وأضاف «نحن كبقية اللبنانيين ننتظر ونترقب بكل أمل ما ستكشف عنه اللقاءات المتواصلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف».

وأكد أن «إيران لم تتدخل أبداً في تـأليف أي حكومة في لبنان أو تعطيلها بل هناك أطراف خارجية تقوم بذلك». وشدد على وجوب «متابعة الأوضاع المعيشية في لبنان بجدية وبحزم وعزم»، لافتاً إلى « أن عثور القوى الأمنية على ملايين الليترات من البنزين والمازوت، يؤكد أنّ الأزمة مفتعلة»، مضيفاً أنه «كان يمكن معالجة الأزمة لو بادرت السلطة منذ البداية إلى حلّها بحزم وعزم». وتساءل «هل تصرّف السلطة هو سوء تدبير أم فعل متعمّد لتيأيس اللبنانيين؟»، مؤكداً أنه «يجب على الدولة والقوى الأمنية أن تزجّ بالمحتكرين البشعين في السجون حتى يتوقف هذا الإذلال»، وأنه «يجب علينا تقدير تضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أجل تخفيف معاناة اللبنانيين».

وفيما يتعلق باستقدام المحروقات من إيران، أعلن السيد نصرالله، أن «سفينتنا الأولى قد أنجزت كل الترتيبات، وستُبحر خلال ساعات من إيران إلى لبنان»، مؤكداً أن «هذه السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة». وقال «أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت لأنها أولوية قصوى وترتبط بحياة الناس».

وتوجه إلى الأميركيين والإسرائيليين، معلناً أنه «منذ اللحظة الأولى التي ستُبحر فيها السفينة الإيرانية سنعتبرها أرضاً لبنانية».

 وتوجه «بالشكر والتقدير الى الإمام الخامنئي والرئيس الإيراني لوقوفهم الدائم إلى جانب لبنان»، مشيراً إلى أنه «رغم الحصار والعقوبات على إيران والضغوط عليها فهي لم تتخل يوماً عن حلفائها ولم تخذل أصدقاءها». وتابع «اليد المقطوعة للشهيد قاسم سليماني على أرض مطار العراق شاهدة على أن إيران لا تتخلى عن أصدقائها. نحن لسنا أدوات عند أحد ولسنا عبيداً كما الآخرون عند أسيادهم».

وقال «لا يخطئنّ أحد أن يدخل في تحدٍّ معنا، لأن الأمر بات مرتبطاً بعزّة شعبنا ونرفض أن يُذلّ هذا الشعب».

الاعتداء على الجيش معيب

 وعلى صعيد آخر، أكد السيد نصرالله أن «أي اعتداء على الجيش اللبناني هو أمر مدان ومعيب» وقال «الزعران الذين يعتدون على الناس هم غوغائيون لا يمتّون بأي صلة إلى شعبنا»، لافتاً إلى أن «الصواب هو أن تقوم الدولة بمسؤوليتها وأن نساعدها على ذلك رغم غضبنا»، موضحاً أنه «لا يستطيع أن يقوى علينا أحد ومن الخطأ أن نُدفع باتجاه تصرفات غير صائبة». ورأى أن «ذهاب حزبيين إلى معالجة الأمور ينطبق عليه قول: معالجة الفاسد بما هو أفسد»، موضحاً أن «ما يجري على بلدنا هو حرب اقتصادية تخدم إسرائيل».

ولفت إلى أن «السفارة الأميركية تدير الحرب الاقتصادية والإعلامية على لبنان وتقف وراء التحريض»، موضحاً أن هذه السفارة «ليست تمثيلاً دبلوماسياً بل هي سفارة تواطؤ على الشعب اللبناني». وتوجه إلى هذه السفارة بالقول «ستفشلين كما فشلت في السابق»، مضيفاً «أقول لمن يعتمد على الأميركيين وسفارتهم في بيروت أن يأخذوا تجربة أفغانستان في الاعتبار»، متابعاً «كلابهم البوليسية الموضوعة لحمايتهم هي أقرب إليهم منكم».

وقال «نحن قوم نرفض ان يُذل شعبنا»، مؤكداً أن «خيار اللبنانيين الوحيد هو التلاقي والتعاون من أجل أن نُنقذ بلدنا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى